تستمر ناقلات النفط الإيرانية في التوجه نحو مرفأ بانياس في سوريا حاملة المحروقات التي ستدخل لبنان برًا بواسطة الصهاريج.
وقد أعلن موقع تانكر تراكر المتخصص في تتبّع حركة السفن، أن الناقلة الإيرانية فورستFOREST (9283760) خرجت من قناة السويس مساء الأربعاء، في حين اشارت معلومات "جسور" عن وصول الناقلة الى ميناء بانياس، على ان تبدأ بإفرغ حمولتها يومي الجمعة والسبت، ومن المتوقع بدء وصول صهاريج الناقلة الثانية المحملة بمادة المازوت ابتداءً من الثلثاء المقبل.
ورصد موقع تانكر تراكر مغادرة ناقلة ثالثة إيران، في حين تشير المعلومات الى ان الناقلة الثالثة محملة بالبنزين، ويتوقع وصولها الى السواحل السورية في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، حيث سيتم نقل حمولتها براً عبر سوريا الى شركة "الامانة" التابعة للحزب، على ان يبدأ توزيع البنزين الى المواطنين اعتباراً من 15 تشرين الاول / اكتوبر المقبل.
واشارت مصادر مقربة من حزب الله، الى انه سيتم بيع صفيحة البنزين بحوالي 175 الف ليرة لبنانية، اي بسعر اقل من السعر الرسمي بحوالي 35 الف ليرة لبنانية، مشدداً على ان التسعيرة الرسمية ستصدر عبر شرطة "الامانة" في وقت لاحق.
تصميم ايراني
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن "إيران مصممة على التعاون مع الحكومات الصديقة ومساعدتها. في هذه الحال، كان ثمة طلب من رجال أعمال لبنانيين، وعملية الشراء والبيع تمت بشكل طبيعي وتم إرسال الشحنة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي: "اذا أرادت الحكومة اللبنانية أن تشتري منا الوقود لحل مشكلات شعب هذا البلد، سنقوم بتزويدها به".
وأثار إعلان حزب الله، الشهر الماضي عزمه استقدام الوقود من طهران انتقادات سياسية من خصومه. وسبق للسلطات البنانية التأكيد مرارا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات المفروضة على طهران.
تسهيل اميركي
وفي السياق اشار المحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد الى أن "استمرار حزب الله بإدخال النفط الايراني يحمل دلالات عدة، فهي خرقت قانون العقوبات الأمريكي، والحظر المفروض على سوريا ولبنان من جهة، ومن جهة أخرى، كسر احتكار الشركات التي تتاجر في المازوت".
في حين يرى المحامي والمحلل السياسي جوي لحود أنه "لا حصار من قبل الاميركيين على لبنان، إنما على حزب الله الذي يحاصر لبنان". ويبرّر فكرته، بالقول "لو كان هناك حصار على لبنان، لما كنا رأينا المساعدات المالية الهائلة المقدمة للجيش اللبناني وللجمعيات غير الحكومية وللمجتمع اللبناني".
ويطرح أسئلة عدة حول دخول الصهاريج للأراضي اللبنانية: "كيف دخلت؟ هل تم فحص نوعية المواد النفطية التي تحملها وإن كانت تتناسب مع المعايير المعتمدة في لبنان؟ هل تمّ دفع الرسوم التي تتوجب عليها؟".
ويعتبر أن "هذه المشهدية مضرة جدا بالدولة اللبنانية وبموضوع السيادة في البلاد". مشيراً الى ان وصول النفط الايراني حصل بغض طرف اميركي، و"كل ما يحصل في لبنان هو عملية تكيّف مع ما يحصل في فيينا وهناك تسهيل من الجانبين في لبنان".
صمت رسمي
ومنذ اعلان حزب الله بدء ادخال النفط الايراني الى البلاد، والذي تزامن مع الاعلان عن تأليف حكومة جديدة، لم يصدر اي موقف رسمي من الحكومة اللبنانية، بإستثناء موقف يتيم لرئيسها نجيب ميقاتي في سياق مقابل تلفزيونية اعرب في خلالها عن حزنه لإنتهاك السيادة اللبنانية.
ويستغرب الناشط السياسي والأكاديمي الدكتور حارث سليمان، عدم تعليق الحكومة اللبنانية على انتهاك سيادتها بشكل علني وعلى مرأى المجتمع العربي والدولي، فيما تنأى الحكومة بنفسها، ساخراً من قضية الحصار التي يتذرع بها الحزب، موضحاً ان "لبنان ليس محاصرا، إنما يعاني من انهيار نظامه المصرفي وعملته الوطنية وتعثر قطاعاته الإنتاجية ومن توقف خدمات المرافق العامة، وبالتالي لو أن الأموال متوفرة لكانت الدولة اللبنانية قادرة على استيراد مئات البواخر المحملة بالمحروقات من دون عوائق".
ولفت إلى أن "الطرفين المحاصرين وعليهما عقوبات في المنطقة، هما نظام الأسد بموجب قانون قيصر، وإيران نتيجة الخلاف حول الاتفاق النووي، أما حزب الله فعليه عقوبات محدودة توضع في إطار العقوبات الفردية على بعض مسؤوليه عبر منعهم من فتح حسابات مالية في النظام المصرفي".