لم تعد جائحة كورونا التي أرخت بثقلها على العالم بأسره تتسبب بموت ملايين البشر فقط، بل باتت وسائل الوقاية من الفيروس القاتل سببا بعينه للقتل. فقد هزت جريمة كان مسرحها المانيا العالم برمته، وسبب الجريمة رفض ارتداء الكمامة.
وفي تفاصيل الجريمة ان شابا يعمل في محطة وقود في بلدة "إيدار- أوبرشتاين"غربي المانيا طلب من زبون ارتداء الكمامة بعدما دخل متجر المحطة لشراء البيرة، التزاما بالتعليمات المفروضة على جميع المحال الالمانية، غير أن الأخير رفض وهدد البائع وتشاجر معه قبل أن يغادر المكان. وفي المساء عاد الزبون الغاضب مجددا الى محطة الوقود مرتديا الكمامة وسارع الى سحب مسدس اطلق منه رصاصة قاتلة على الطالب الضحية البالغ من العمر 20 عاما، قبل ان يفر سيرا على الأقدام.المشتبه فيه يسلم نفسه
بعد يوم من الحادثة، توجه المشتبه فيه وهو ألماني يبلغ 49 عاما، إلى مركز الشرطة وسلم نفسه، وتم توقيفه بعدما أقر بارتكاب فعلته. وقال للشرطة إنه شعر أنه محاصر بتدابير الحد من الفيروس التي يعتبرها "انتهاكات متزايدة لحقوقه" وبأنه "لم ير مخرجاً آخر".تنديد وصدمة
الجريمة التي هزت المانيا وأحدثت صدمة فيها دفعت بمسؤولين وسياسيين بارزين الى التحذير من مغبة تطرف أولئك الذين يعارضون إجراءات الوقاية من جائحة كورونا.
وفيما وصف رئيس بلدية إيدار-أوبرشتاين الحادثة بأنها "فعل فظيع لا يمكن فهمه"، قالت زعيمة كتلة حزب الخضر في البرلمان الاتحادي كاترين غورينغ - إيكارت في تغريدة إنها تشعر "بصدمة كبيرة"، واصفة حادثة القتل بأنها "نتيجة وحشية للكراهية".
وقالت وزيرة الزراعة يوليا كلوكنر التي تنتمي إلى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي إن عملية القتل تبعث على "الصدمة". في حين اعتبر الأمين العام للحزب عينه باول تسيمياك ان الضحية "أعدم فعليا" في عمل أظهر "مستوى لا يمكن تصوره من التطرف".
معارضو الكمامات
ويعتقد ان الجريمة هي أول عملية قتل في المانيا مرتبطة بالتدابير الحكومية للحد من فيروس كورونا. وجاء ذلك قبل أيام من انتخابات عامة مقررة في 26 أيلول/ سبتمبر، والتي بعدها ستنسحب المستشارة أنغيلا ميركل من العمل السياسي بعد 16 عاما قادت خلالها البلاد.
ويذكر ان ألمانيا شهدت العديد من الاحتجاجات التي نظمها معارضو وضع الكمامات، خلال فترة الوباء، شارك في بعضها عشرات آلاف الأشخاص.