أكثر من سنة مضت على احد أكبر الكوارث "غير الطبيعية" التي حلّت على لبنان وفجّرت البشر والحجر. انفجار مرفأ بيروت ملفّ يخشاه الكثيرون، فمنهم من يتوعّد ويهدّد ومنهم من يهرب ومنهم من يحاول ابعاد اللوم عنه. ولم يتوان حزب الله في أكثر من مناسبة عن شنّ هجوم عنيف على قاضي التحقيق العدلي في جريمة مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار منذ توليه التحقيق في ملفّ طال انتظاره . وآخر الفصول التهديد الشفهي للقاضي البيطار عبر مسؤول لجنة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.
تهديد
وفي هذا الإطار غرّد الاعلامي ادمون ساسين: "حزب الله عبر وفيق صفا بعث برسالة تهديد الى القاضي طارق بيطار مفادها: "واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني واذا ما مشي الحال رح نقبعك."
فكانت اجابة بيطار: فداه، بيمون كيف ما كانت التطييرة منو.
وفي معلومات ل"جسور" هذا الكلام جاء في خلال اجتماع ثلاثي ضمّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس وحدة التنسيق والإرتباط بحزب الله الحاج وفيق صفا والقاضي فادي عياق في قصر العدل، وبعدما انتهى الإجتماع توجّه وفيق صفا إلى شخص على علاقة وطيدة بالقاضي بيطار لينقل للأخير رسالة التهديد الذي حكي عنها وقال البيطار: بمون الحجّ.
وتشير المعلومات إلى أن القاضي بيطار تقصّد تسريب مضمون الرسالة للرأي العام اللبناني ولحماية نفسه من حزب اتُّهم بالعديد من عمليات الاغتيال السياسية باعتبار أن الحماية الأمنية في هذا البلد لا تكفي، فهو بحاجة لحماية إعلامية واحتضان شعبي.
لا نفي ولا تأكيد
وفي اتصال مع المحلل السياسي يوسف دياب بموضوع التهديد الشفهي عبر صفا للقاضي بيطار، اعتبر دياب أن "المعلومة لم تؤكّد إنما لم تنفيها الجهة المختصة في الوقت نفسه "، مشيراً الى أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غير راض عن مسار هذا التحقيق باعتباره يطاله شخصيّا أو يطال حلفاءه فيفضّل أن يوقفه بطريقة أو بأخرى".
وفي موضوع تحرّك الوزراء والنواب لتقديم شكوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضد القاضي بيطار، ذكّر دياب بأنهم "أعلنوا من قبل عن اللجوء إلى خيارات عدة معتبرا أن "هذه آخر خرطوشة لهم"، موضحاً أنه "لم يعد لهم أي غطاء وهذه الوسيلة الأخيرة لتجميد التحقيق أوإحالته إلى قاضٍ آخر إن نجحوا".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي فيصل عبر الساتر في اتصال مع "جسور" أن "هذه التحركات نتيجة سلوك القاضي بيطار وليس هروبا من العدالة" مشيرا إلى أن "القاضي بيطار يصرّ على شيء وكأنه سابقة" بالاشارة الى ملاحقة الرئيس السابق حسان دياب، موضحا أن "هناك العديد من علامات الاستفهام حول كيفية تعاطيه مع الملف".
عويدات يتحرّك
وطلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات من المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار اعداد تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة شفهية وصلته بالواسطة من السيد وفيق صفا.
هذا وأحال المحامي العام التمييزي الى الأمانة العامة لمجلس النواب ورقة الدعوة التي حدد فيها القاضي البيطار موعدي ٣٠ أيلول و١ تشرين الأول لإستجواب الوزراء السابقين علي حسن خليل ونهاد المشنوق وغازي زعيتر كمدعى عليهم في جريمة إنفجار المرفأ.
قهوجي ينفي
وفي سياق التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وبعدما تردد من معلومات عن لقاء قهوجي -الراعي، أكد المكتب الإعلامي للعماد جان قهوجي في بيان، أنه "ومنذ خروجه من قيادة الجيش، لم يعد على تواصل مع القادة السياسيين ولا الروحيين، ولا سيما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي لم يره منذ أكثر من 5 سنوات ولم يجتمع أو يلتق به، وبالتالي فإن كل المعلومات حول زيارة العماد قهوجي لبكركي، ولقائه البطريرك الراعي وطلب تدخله في التحقيقات الجارية في ملف انفجار مرفأ بيروت، قبيل الموعد الذي حدده القاضي طارق البيطار للإستماع إلى إفادته، كل هذه الأمور لا تفتقر إلى الدقة فحسب، بل ملفقة بالكامل ولا أساس لها، ومن نسج الخيال. إن العماد جان قهوجي، يؤكد مجددا حرصه على الوصول إلى الحقيقة الكاملة وراء كارثة انفجار مرفأ بيروت".