تتراكم التهم الموجهة إلى الجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، فبعد أن كشفت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان (امنيستي) النقاب عن تقرير حول "جرائم الحرب" التي ارتكبها الجيش الروسي بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف في الأيام القليلة الماضية، كشفت تقارير دولية جديدة عن نقل آلاف الأشخاص قسرا إلى "معسكرات فرز" بينما فر أكثر من ستة ملايين أوكراني من بلادهم منذ بداية الحرب.
وقالت "سي إن إن" إن مكتب المدعي العام الأوكراني يحقق في الوقائع التي تمثلت بإطلاق النار على أوكرانيين على أساس تهم بجرائم الحرب، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الصور.
وقال مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف في شرق البلاد إن "الجنود (الروس) قصفوا منزلا سكنيا بدبابة، وقتل رجلان وامرأة"، موضحا أن الجيران دفنوا جثثهم في باحة المنزل وتم انتشال الجثث الأربعاء.
وستخضع أعمال الجيش الروسي لتحقيقات ستجريها خصوصا اللجنة الخاصة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي حصلت على الضوء الأخضر الخميس، والمحكمة الجنائية الدولية والسلطات الأوكرانية.
معسكرات فرز
دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا مهاجمة الروس لمدارس في منطقة تشيرنيغيف.
وبالإضافة إلى هذه المعلومات، اتهمت الولايات المتحدة الجيش الروسي بنقل "عشرات آلاف" الأوكرانيين "قسرا" إلى "معسكرات فرز"، في روسيا أو في أراض تسيطر عليها روسيا، وإخضاعهم لمعاملة "وحشية".
وقال السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر إن "هذه الأعمال ترقى إلى مستوى جرائم حرب".
وتحدثت كييف عن 1,2 مليون شخص نقلتهم موسكو إلى روسيا، فيما فر أيضا أكثر من ستة ملايين شخص من أوكرانيا أكثر من نصفهم -3,27 ملايين إلى بولندا كما أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في جنيف مشيرا إلى أن تدفق هؤلاء المغادرين تراجع بشكل كبير خلال أسابيع، إن لم يكن الاتجاه قد انعكس.
ونزح أكثر من ثمانية ملايين شخص داخل أوكرانيا نفسها التي كان عدد سكانها يبلغ 37 مليون نسمة قبل النزاع، من دون شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 والمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق.
قتال متواصل
ميدانيا، يستمر القتال في دونباس حيث لا تحقق روسيا سوى تقدم بطيء وتحاول السيطرة على بلدات روبيجني وسيفيرودونتسك، حسب الرئاسة الأوكرانية.
وبدأت كييف أيضا "محادثات صعبة" مع روسيا لإجلاء 38 جنديا أوكرانيا مصابين بجروح خطيرة، من أقبية مصانع الصلب في آزوفستال آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول تحاصره القوات الروسية.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريتشوك على تلغرام "نعمل خطوة خطوة". ونفت عددا أوردته وسائل إعلام عن 500 إلى 600 شخص.
قمة مجموعة السبع
وقالت فيريتشوك لفرانس برس إن "أكثر من ألف" جندي أوكراني بينهم "مئات الجرحى" ما زالوا في مجمع آزوفستال الضخم بعد إجلاء جميع المدنيين الأسبوع الماضي بمساعدة الأمم المتحدة.
وفي هذه الظروف يجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع في ألمانيا الجمعة، وينضم إليهم نظيراهما الأوكراني دميترو كوليبا والمولدافي نيكو بوبيسكو.
وعلى جدول أعمال القمة كيف يمكن لأغنى سبع قوى في العالم (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة واليابان وبريطانيا) دعم كييف في مقاومتها للغزو الروسي، وكذلك مولدافيا.
ويشتبه في أن روسيا تريد دفع قواتها إلى ترانسدنيستريا المنطقة الانفصالية المولية لروسيا في مولدافيا.
وسيتطرق قادة دول مجموعة السبع إلى مسألة العقوبات واضطراب إمدادات الغاز.