بحذر وبخطى سريعة، تدخل مجموعة من النساء الواحدة تلو الأخرى إلى شقة صغيرة في كابول للتحضير سراُ لنشاط مقبل. برغم معرفتهن أنهن يعرضنّ حياتهنّ للخطر، لكنهن يعتقدنّ أن مقاومتهنّ لحركة طالبان تستحق المخاطرة.
في البداية، لم يكن عددهن يتخطى 15، لكنهن بتن اليوم بضع عشرات يرفضن عودة عقارب الساعة الى الوراء بينهن عاملات سابقات في منظمات غير حكومية وطالبات ومعلمات وحتى ربات منزل.
تظاهرات مناهضة
تخطط الناشطات لتظاهرات مناهضة لطالبان حينا، أو لرسم غرافيتي في الشارع يطالب بـ"الحرية" التي تقلصت مع عودة الحركة إلى السلطة في منتصف أغسطس/آب ، حينا آخر. يعرفنّ جيداً مخاطر نشاطهن، وقد بدا ذلك واضحاً بعد اختفاء اثنتين من رفيقاتهن قبل أسبوعين إثر ما وصفنه بمداهمات ليلية إلى منازلهن. خلال الأشهر الماضية، قلة فقط شاركنّ في التظاهرات العلنية خشية التعرض لتهديدات أو للاعتقال.
قيود على حريات المرأة
وفي العقدين الأخيرين، وبرغم مواجهتهن الدائمة لمجتمع محافظ وذكوري إلى حدّ كبير، تمتعت الأفغانيات بمساحة حرية أوسع، وبات في وسعهنّ العمل والدراسة واختيار اللباس، ووصل بعضهن إلى مناصب في الدولة.
في 15 آب/أغسطس، عادت حركة طالبان إلى الحكم بعدما دحرت القوات الحكومية على الأرض بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وخلال الأشهر الماضية، فرضت الحركة قيوداً على حريات النساء، منها الفصل بين الجنسين في مكان العمل ما أعاق عودة كثيرات إلى عملهنّ، ومُنعت النساء من الخروج في رحلات طويلة من دوم محرم، ووُزّعت لافتات تشجّع على ارتداء البرقع أو النقاب.
في 15 آب/أغسطس، عادت حركة طالبان إلى الحكم بعدما دحرت القوات الحكومية على الأرض بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وخلال الأشهر الماضية، فرضت الحركة قيوداً على حريات النساء، منها الفصل بين الجنسين في مكان العمل ما أعاق عودة كثيرات إلى عملهنّ، ومُنعت النساء من الخروج في رحلات طويلة من دوم محرم، ووُزّعت لافتات تشجّع على ارتداء البرقع أو النقاب.
أطر سرية للعمل
وغادر كثيرون البلاد، لا سيما بين الناشطين، بعد وصول طالبان الى السلطة، خوفا من التعرض لهم. وتقول شابة فضلت عدم الكشف عن اسمها، "حتى إذا غادر نصف سكان البلاد، فإن النصف الثاني باق فيها".
استخدام القوة
ومنعت طالبان التظاهرات المناهضة لها، ولم يتردد مقاتلوها في استخدام القوة في مواجهة أعداد محدودة من الناشطات الثائرات.لكن الأفغانيات بقين مصممات على الخروج الى الشارع، وإن بأعداد محدودة للمطالبة بـ"الحرية والعدالة والتعليم والعمل".
حلول بديلة
وتطوّر النساء يوما بعد يوم أساليبهن. في البداية، كانت التظاهرة تنتهي بمجرد تعرض إحداهن لاعتداء. أما اليوم، تقول هدى "بتنا نوكل اثنتين منا بالاهتمام بالمعتدى عليها، فيما تكمل الأخريات الاحتجاج". ولمعرفتهنّ أن طالبان لن تسمح لصحافيين بتغطية تحركهنّ، تستخدم النساء هواتف ذات نوعية جيدة لالتقاط الصور والفيديو ونشرها لاحقاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما يتعذر التظاهر، تبحث النساء عن حلول بديلة: تجمع لإضاءة شموع، رفع لافتات في منزل والتقاط صور ونشرها.
كانت هدى تحلم بالعمل في الشأن السياسي في أفغانستان، لكن كل ما يتاح لها اليوم هو تنظيم التظاهرات سراً والحرص قدر المستطاع على ألا تقع ورفيقاتها في أيدي طالبان.
كانت هدى تحلم بالعمل في الشأن السياسي في أفغانستان، لكن كل ما يتاح لها اليوم هو تنظيم التظاهرات سراً والحرص قدر المستطاع على ألا تقع ورفيقاتها في أيدي طالبان.
فيما سأل كثيرون، ما اذا كانت تلك التحركات ستؤدي إلى نتيجة.