تشهد نيكاراغوا الأحد انتخابات رئاسية تبدو نتائجها محسومة سلفا لصالح الرئيس دانيال أورتيغا (75 عاما) الذي بات واثقا من فوزه لولاية رابعة على التوالي بعد 14 عاما في السلطة، بعدما اعتقل كل منافسيه.
ويرفض جزء كبير من الأسرة الدولية الاعتراف بأي شرعة لهذه الانتخابات. فهي اقتراع "فقد كل مصداقيته" حسب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن و"صورية" على حد قول وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وبعد ثلاث سنوات ونصف من الحملة القمعية التي سقط فيها أكثر من 300 قتيل من المتظاهرين المطالبين باستقالته، سيحتفل دانيال أورتيغا بعيد ميلاده السادس والسبعين في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل بدء ولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، مع زوجته روزاريو موريو كنائب للرئيس.
والناخبون ليسوا مخطئين. فالمرشحون الخمسة المسجلون لمنافسة رئيس الدولة من رجال السلطة وهذا لا ينسيهم استبعاد أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة إلى جانب اعتقال الخصوم السبعة المحتملين الذين يشكلون أكبر تهديد للرئيس.
ومنذ ستة أشهر، تبدو حملة مطاردة المعارضين مفتوحة. فقد اعتُقل 39 من الفسياسيين ورجال الأعمال والفلاحين والطلاب والصحافيين منذ حزيران/يونيو. وتسود مشاعر خوف في هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى التي يبلغ عدد سكانها 6,5 ملايين نسمة وهي الأفقر في المنطقة.
نيكاراغوا أفقر بلد في أميركا اللاتينية
بعد استقلال نيكاراغوا عن إسبانيا في 1821 احتلت الولايات المتحدة البلاد من 1927 إلى عام 1933. قاد المقاومة فلاح يدعى أوغستو ساندينو الذي تولى بذلك قيادة واحدة من أوائل حركات التمرد في أميركا اللاتينية.
وفي مواجهة رفضه وقف القتال، أمر الأميركيون بعمليات قصف فانكفأ مع رجاله إلى الجبال حيث لم يعثر يوما على مكان معسكره.
اغتيل في 1934 بعد رحيل الأميركيين، بأمر من عائلة سوموزا.
ومن 1936 إلى 1979، عاشت البلاد في ظل ديكتاتورية هذه العائلة ذات النفوذ الكبير التي أطيح آخر ممثل لها أناستازيو ساموزا في 1979 بثورة أطلقت على نفسها صفة "الساندينية".
وبين قادة الجبهة الساندينية للتحرير الوطني دانيال أورتيغا الذي أصبح رئيسا لمجلس حكومة إعادة الإعمار الوطني قبل إعلانه رئيسا في نهاية 1984.
بدأت الثورة المضادة المسلحة في نهاية 1981 بدعم من الولايات المتحدة التي مولت حركة "ثوار الكونترا".
أدى انهيار الاقتصاد والحرب الأهلية في 1990 إلى هزيمة انتخابية للساندينيين مع وصول فيوليتا شامورو إلى السلطة (1990-1997).
أنهى وقف لإطلاق النار حربا أهلية قتل فيها خمسون ألف شص.
عاد دانيال أورتيغا والجبهة السادينية إلى السلطة في 2007.
وضعت احتجاجات 2018 حدا للانتعاش الاقتصادي في نيكاراغوا التي سجل اجمالي ناتجها لداخلي انكماشا نسبته 4 بالمئة في 2018 ثم 3,9 بالمئة في 2019 وفق البنك الدولي.
وأدى وصول فيروس كورونا في 2020 وعدم اليقين السياسي والأضرار التي سببها الإعصاران إيتا وإيوتا إلى إطالة فترة الركود مع انكماش بنسبة 2 بالمئة تقريبا
في النصف الأول من 2021، انتعش النشاط بفضل الاستهلاك الذي أتاحه المال الذي يرسله المغتربون من الخارج وزيادة الصادرات، وبينها خصوصا السيجار والذهب والبن واللحوم.
وتحتل نيكاراغوا المرتبة 128 من أصل 189 لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية.
في مجال الفساد، تحتل المرتبة 159 من أصل 180 في تصنيف منظمة الشفافية الدولية.
انتاج السيجار
تنتج نيكاراغوا أنواعا شهيرة من السيجار. في 2020، صدرت 207 ملايين سيجار ما عزز مكانتها الأولى في العالم قبل جمهورية الدومينيكان.
ويجري الإنتاج بشكل رئيسي في إيستيلي (شمال غرب)، مهد صناعة التبغ التي تطورت في الشمال أيضا.
وخلافا لكوبا، يعود تاريخ صناعة السيجار في نيكاراغوا إلى خمسين عاما فقط عندما هاجر إليها مستثمرون كوبيون فروا من ثورة كاسترو في 1959.
بعد انتهاء الحرب الأهلية في 1991، انتعشت هذه الصناعة التي تعد من القطاعات القليلة التي نجت من الأزمة المستمرة في البلاد منذ 2018.
وتملك نيكاراغوا سبعين مصنعا للسيجار تنتج كلها أكثر من 5000 علامة، حسب غرفة نيكاراغوا لمنتجي التبغ.
في 2013 ، منحت نيكاراغوا امتيازا لمجموعة من هونغ كونغ لبناء وتشغيل قناة مثيرة للجدل تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، تنافس قناة بنما.
كان الهدف هو الاستفادة من قرب المحيط الهادئ من بحيرة نيكاراغوا الهائلة (8264 كيلومترا مربعة)، ثالث أكبر بحيرة في أمريكا اللاتينية، لشق قناة بين المحيطين.
انتهى الامتياز الذي دانه دعاة حماية البيئة ومجموعات السكان المحليين من دون بدء العمل.
براكين نيكاراغوا
تضم نيكاراغوا 19 بركانا في القوس البركاني لأميركا الوسطى على حزام النار في المحيط الهادئ.
وماسايا الذي يبلغ ارتفاعه 635 مترًا عن سطح البحر، واحدة من الفوهات القليلة على الكوكب التي تتشكل فيها باستمرار بحيرات من الصهارة المتوهجة. وقد أثار فزع الغزاة الإسبان الذين أطلقوا عليه اسم "فم الجحيم".
في وسط بحيرة نيكاراغوا تقع جزيرة أوميتيبي المكونة من بركانَين.