مع دخول المعارك بين روسيا وأوكرانيا شهرها السادس، من دون تسجيل تفوق حاسم لأي طرف حتى الساعة ميدانياً، على الرغم من التقدم الروسي شرقاً، اعتبرت بريطانيا - أن موسكو فشلت في تسجيل انتصارات تذكر.
وقال جيريمي فليمنج، رئيس مركز الاتصالات الحكومية وهو جهاز مخابرات بريطاني، إن روسيا فشلت في تحقيق انتصارات على أوكرانيا في الفضاء الإلكتروني بعد مرور ستة أشهر تقريبا على غزوها جارتها، إلا أنه رجح تقدما في مجال واحد، ألا وهو "حرب المعلومات المضللة".
كما اعتبر أن كلا البلدين استخدم قدراته الإلكترونية خلال الحرب، إلا أن بوتين خسر حتى الآن حرب المعلومات بشكل شامل على الأراضي الأوكرانية وفي الغرب.
سيناريو مكرر
وأضاف "تماما كما حدث مع غزوها البري، يبدو أن خطط روسيا الأولية بالنسبة للإنترنت لم تحقق أهدافها"، معتبراً أن استخدام موسكو للأدوات الإلكترونية الهجومية كان غير مسؤول وعشوائيا.
وأوضح أن الروس نشروا برنامج "ويسبر جيت"، وهو من البرمجيات الخبيثة، لتدمير وتشويه أنظمة الحكومة الأوكرانية.
إلى ذلك، أشار إلى أن موسكو استخدمت الأساليب ذاتها من قبل فيما يخص سوريا والبلقان. وأشار إلى أن نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت جزء رئيسي من الاستراتيجية الروسية، لكن مركز الاتصالات الحكومية البريطاني تمكن من اعتراضها وإصدار التحذيرات في الوقت المناسب.
اتهام أوروبي
على صعيد منفصل، رجح مسؤولون استخباراتيون أوروبيون أن الروس يستخدمون محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا كدرع لحماية قواتهم ومعداتهم، مهددين أمن العمليات التشغيلية لأكبر محطة في أوروبا.
كما أوضحوا أن ما يحصل يبدو وكأنه خطوات مدروسة من جانب روسيا، لاستغلال الحماية الموفرة للمحطة النووية لتوفير غطاء لجنودها ومنعهم من التعرض لهجوم القوات الأوكرانية، وهو تكتيك يقلل من أمن هذا الموقع الحساس.
إلى ذلك، كشف المسؤولون عن أن الاستخبارات الأوروبية ترجح أن تواصل روسيا نشر المعلومات الزائفة لترسم صورة مغلوطة واصفة سلوك أوكرانيا تجاه المصنع بالمتهور.
ولفتوا إلى أن المفاعلات النووية داخل المحطة محمية جيداً بحواجز فولاذية وإسمنتية، والتي من شأنها أن توفر بعض الحماية في حال التعرض لأي "غارات طائشة"، بحسب تعبيرهم، مضيفين أن أي ضرر قد يصيب المفاعلات سيكون من جراء استهدافها بشكل متعمد.
كما أوضحوا أن أهداف روسيا بشأن المحطة لم تتضح بعد، إلا أنه قد يتاح لموسكو استخدام الطاقة التي تولدها كورقة للمساومة مع كييف.