إجتماع أوبك+ يكتسب أهمية كبرى وذلك نظراً لإستمرار الطلب المتزايد على النفط مترافقاً بتراجع حاد في حصص الإنتاج وإشتعال أسعار النفط مع إشتعال حرب روسيا على أوكرانيا. وتدور التّوقعات حول خروج الاجتماع بقرارات تنعكس مباشرة على أسعار النفط.
وهذا الإجتماع يعتبرالأول لدول أوبك+ بعد نهاية خطط تخفيضات الإنتاج المعمول بها منذ مايو/ أيار 2020 عقب انهيار أسعار النفط تحت وطأة تفشي جائحة كورونا.
مخرجات الاجتماع
الأكاديمي والباحث السياسي رامي القليوبي وفي حديث لـ "جسور" يقول إن إجتماع أوبك سيخرج إما بإبقاء كميّة الإنتاج على الحجم الحالي أو زيادته بصورة طفيفة مشيرا الى أهمية هذا الاجتماع بعد أسابيع على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية، وهو لم ينجح في خلال زيارته بإقناع السعودية بزيادة الإنتاج النفطي وإبعاد النفط الروسي عن الأسواق.
ويرى الباحث السياسي أن الموقف السعودي يعود لسببين رئيسيين الاول أن السعودية من أكثر المستفدين من الإرتفاع بأسعار النفط الناتجة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فهي تحقق عائدات مالية يوميّة تفوق المليار دولار وايضا لقد سجّلت السعودية أعلى معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2011 والذي بلغ 11%.
أزمة الطاقة
وفي الحديث عن أزمة الطاقة العالمية أكد القليوبي أنها تنذر بشتاء أوروبي صعب والدليل على ذلك مبادرة دول كبرى مثل المانيا لترشيد إستهلاك الطاقة لافتا الى أن روسيا تراهن على أزمة الطاقة لتوجيه ضربةً كبيرةً للسطة في اوروبا عبر الانتخابات لأن الواقع قد يدفع الشعب نحو إنتخاب قوّة اليمين أو اليسار الشعبويين في الإنتخابات وهذه القوة تُعرَف بمناهضة العولمة ودعمها للتطبيع مع روسيا.
وفي ظل التقلبات التي يشهدها العالم في أسعار النفط أوضح أن التغيُّر بالأسعار لن ينتهي إلاّ بإيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية، ووضع صيغة سلام من دون إذلال روسيا كما إقترحت فرنسا فأسباب أزمة الطاقة وتقلبات الأسعار هي اليوم سياسية وعسكرية قبل أن تكون إقتصادية.
وزادت أسعار النفط في 2020 إلى أعلى مستوياتها منذ 2008، وتخطت الـ139 دولارا للبرميل في مارس/آذار ، بعد أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
لكن بالنظر إلى تراجع أسعار النفط منذ ذروة مارس/آذار هذا العام، فلا يعتقد البعض في "أوبك+" أن هناك ما يبرر المزيد من الزيادة في الإنتاج.