في موقف لافت، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ، أن بث إيران ما وصفته بـ"اعترافات" التجسس أدلى بها فرنسيان اعتقلا في مايو/ أيار، "مسرحية غير لائقة ومثيرة للاشمئزاز وغير مقبولة ومخالفة للقانون الدولي".
وقالت الوزارة في بيان إن "هذه المهزلة تكشف عن ازدراء السلطات الإيرانية بالكرامة الإنسانية"، مطالبة بـ"الإفراج الفوري" عن الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري، باعتبار انهما "رهينتا دولة".
واعتقل الفرنسيان في وقت كانت إيران تشهد تظاهرات معلمين يطالبون بإصلاحات متعلقة بالأجور ورواتب التقاعد، ويطالبون بالإفراج عن زملاء لهم أوقفوا خلال تظاهرات سابقة.
واتهمت ايران مرات عدة قوى أجنبية بتأجيج التظاهرات، وأعلنت الأسبوع الماضي توقيف تسعة أجانب من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسويد.
"فيديو الإعترافات"
ويأتي "فيديو الإعترافات" الذي بثه موقع قناة العالم التلفزيونية الرسمية الناطقة بالعربية، على خلفية تظاهرات أخرى بدأت في 16 سبتمبر/ أيلول إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.
وفي الشريط، تقول سيدة تتكلم بالفرنسية في الفيديو إنها تدعى سيسيل كولر وإنها ضابطة استخبارات في عمليات "الإدارة العامة للأمن الخارجي" (دي جي اس أو)، جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية.
وتضيف أنها وزوجها "كانا في إيران لتهيئة الظروف للثورة وإسقاط النظام الإيراني، وكانا يمولان الإضرابات والتظاهرات بل ويستخدمان السلاح إذا لزم الأمر لمحاربة الشرطة".
وأوضح الرجل الذي ظهر في الفيديو وتحدث بالفرنسية أيضا، أن "المديرية العامة للأمن الخارجي تهدف إلى الضغط على الحكومة الإيرانية".
إلّا أن مصدراً نقابيا فرنسيا حينذاك، قال إن "سيسيل كولر وهي مسؤولة في نقابة الفدرالية الوطنية للمعلمين-القوة العاملة، وزوجها جاك باري، كانا يزوران المعالم السياحية في إيران خلال عطلة عيد الفصح عند اعتقالهما".
إعترافات قسرية
وسبق أن بث التلفزيون الايراني "اعترافات" موقوفين لا سيما الصحافي في نيوزويك مزيار بهاري، الذي قال لاحقا في كتاب نشره في الخارج انه أرغم خلال اعتقاله في 2009 على القيام بذلك.
وفي يونيو/ حزيران 2020، حضت منظمات غير حكومية إيران على وقف ممارسات "الاعترافات القسرية" المتلفزة لموقوفين والتي تبث على وسائل إعلام رسمية.
وأكثر من عشرين من مواطني دول غربية معظمهم من مزدوجي الجنسية محتجزون أو عالقون في إيران في ما تعتبره المنظمات غير الحكومية سياسة احتجاز رهائن للحصول على تنازلات من قوى أجنبية.
وبين هؤلاء، الباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه التي اعتقلت في يونيو/ حزيران 2019، وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة تقويض الأمن القومي وهو ما نفاه أقاربها دائما بشدة. وبنجامان بريار الذي أوقف في مايو/ أيار 2020، وحُكم عليه بالسجن ثماني سنوات وثمانية أشهر بتهمة التجسس التي ينفيها.
وكانت ايران أعلنت في منتصف يونيو/ حزيران أنها اوقفت ناشطا ماركسيا مفترضا يعتقد انه على صلة بنقابات فرنسية، مؤكدة ان "مهمته التحريض على العصيان وإحداث اضطراب في أوساط العماليين".