فيما تتواصل الحرب الروسية على أوكرانيا لليوم الثامن على التوالي، وسط تباين في بيانات السيطرة والخسائر بين موسكو وكييف ومخاوف دولية من اقتراب حرب المدن، اشتدت وتيرة المواجهات العسكرية بين الجيشين الروسي والأوكراني في كييف، وخاركيف، وخيرسون التي أعلنت القوات الروسية الإستيلاء عليها.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بناء على طلب الأخير، واستمرت ساعة ونصف ساعة، وفق ما أعلن الإليزيه.
واعتبر ماكرون بعد المحادثة أن "الأسوأ لم يأت بعد" في أوكرانيا. من جانبه، لفت بوتين إلى أن أهداف العملية الروسية في أوكرانيا المتمثلة في نزع أسلحتها ووضعها المحايد ستتحقق على أي حال.
وأضاف أن أي محاولات من جانب كييف لتأجيل المفاوضات ستدفع موسكو لإضافة المزيد من البنود إلى قائمة مطالبها.
إلى ذلك، أوضح مستشار للرئيس الفرنسي أن ما قاله بوتين خلال الاتصال لم يتضمن "أي شيء يمكن أن يطمئننا". وأضاف أن بوتين أكد "روايته" بأنه يسعى إلى "القضاء على نفوذ النازيين في أوكرانيا".
وأفاد المسؤول الفرنسي أن ماكرون أبلغ نظيره الروسي أنه ارتكب "خطأ فادحا" في حق أوكرانيا وأنه يخدع نفسه بشأن الحكومة في كييف وأن الحرب ستكلف روسيا غاليا على المدى الطويل.
وأوضح أن ماكرون قال لبوتين: "أنت تكذب على نفسك.. ذلك سيكلف بلدك غاليا وسينتهي الأمر ببلادك بعزلة وضعف وتحت طائلة العقوبات لفترة طويلة جدا".
احتلال قاعدة
على صعيد آخر، أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، أن القوات الشيشانية احتلت قاعدة عسكرية كبرى في أوكرانيا، وقامت "بدحر" كتيبة تابعة للقوميين المتطرفين الأوكرانيين.
وأفاد بيان نشر في صفحة الرئيس الشيشاني على "تليغرام": "تواصل القوات الخاصة الشيشانية بقيادة حسين مجيدوف تحقيق النجاحات في العمليات الهجومية ضد "أنصار بانديرا" "القوميين"، فبمجرد ظهور مقاتلينا تسارع فيالق النازيين إلى الهرب، هذا طبعا في حال كان لديهم الوقت لذلك".
وقال القائد حسين إن "كتيبة كاملة من القوميين هُزمت وفر أكثر من 2500 من "أنصار بانديرا" دون إبداء مقاومة". وأضاف: "استولى مقاتلونا على أكبر قاعدة عسكرية في أوكرانيا".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 1612 منشأة عسكرية أوكرانية و 52 طائرة حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في إفادة صحافية الخميس، "في المجموع، تم استهداف 1612 منشأة خلال العملية، بما في ذلك: 62 موقع تحكم ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية، و 39 من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز إس-300، وبوك إم-1 و52 محطة رادار".
وأضاف أن "العملية العسكرية أسفرت كذلك حتى الآن عن تدمير 49 طائرة على الأرض و 13 طائرة في الجو، و606 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و67 صاروخا، و 227 قطعة مدفعية ميدانية ومدافع هاون، و 405 وحدات من المركبات العسكرية الخاصة، و53 طائرة مسيرة".
16 ألف متطوع
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أن بلاده ستستقبل 16 ألفا من المتطوعين الأجانب في أول مجموعة للدفاع عن حرية أوكرانيا وشعبها.
وكشف زيلينسكي عن أن "العدو الروسي غيّر إستراتيجيته العسكرية بسبب صمودنا"، موضحا، في خطاب متلفز، أن أوكرانيا تحافظ على خططها الدفاعية، وأن روسيا لا تحقق أي تقدم إستراتيجي.
وأضاف أن روسيا تقطع الماء والكهرباء عن المدنيين وتمنع وصول الأغذية والأدوية، مشددا على أنها "ستدفع ثمن كل أفعالها بحق أوكرانيا".