عوامل عدّة أدت الى اضطراب الاقتصاد العالمي، و"الذي يحصل اليوم من تقلّبات هو نتيجة حتمية للحرب الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية بكل الاتجاهات ويبقى الهروب باتجاه الدولار الملاذ الآمن في الأزمات الكبرى" بحسب ما قاله الصحافي والكاتب الاقتصادي اللبناني منير يونس في حديث لـ"جسور".
وضعت أزمة أوكرانيا عددا من العملات على شفا الهاوية، وفيما اليورو تعرض لانتكاسة كبرى والجنيه الاسترليني سجل ادنى مستوى له مقابل الدولار، سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى له خلال عقدين.
تداعيات على أوروبا
في تداعيات انهيار اليورو مقابل الدولار، يُشير الصحافي والكاتب الاقتصادي الى أنها "أولا أوروبية بمعنى انخفاض القدرة الشرائية لدى الأوروبيين ما سيفقد الأوروبي جزءًا من رفاهيّته وسيتأثر الاقتصاد الأوروبي سلبًا وايجابًا".
ويوضح يونس الجانب الإيجابي للتأثير على الاقتصاد الأوروبي قائلًا: "ستصبح الصادرات الأوروبية أرخص والسياحة في أوروبا أرخص"، " أما اقتصاديا فالمناخ الاستثماري العام ممكن ان يتأثر سلبًا بحكم تضخّم أسعار الطاقة ونقص القدرة الشرائية عند الأوروبيين خصوصا وأن المناخ الاستثماري في أوروبا عمومًا ليس جيدا بفعل الحرب على أوكرانيا وتداعياتها".
صمود الدولار
وعن إمكانية صمود الدولار بظل التقلبات الشديدة والضغوطات، يشير يونس الى أنه "عادة في الأزمات الكبرى، توجد "الملاذات الآمنة" وبذلك تحوّل الدولار الى ملاذ آمن بمعنى أن المستثمرين هربوا من بعض الأصول الى الدولار والى الاستثمار في أميركا لأنها بعيدة عن مسرح العمليات والاستثمار بالدولار يعني الاستثمار بالتجارة الدولية." ويضيف: "هروب الخائفين غالبا في الأزمات يكون في اتجاهات عدة منها مثلا الذهب والدولار". ويعتبر أن "الدولار سيبقى مستفيدا من حالة عدم اليقين السائدة حاليا في الاقتصاد العالمي."
هل ستظهر عملات أخرى؟
ويتحدث يونس عن محاولات "swift" أو تبادل بين العملة الصينية والروسية لا تزال في بداياتها ومن المبكر جدا الحديث عن بديل دولي للدولار"، موضحا أن "الدولار يشكّل اليوم تقريبا أكثر من 60% من احتياطات البنوك المركزية العالمية والباقي احتياطات دولار وعملة صينية واسترليني وغيرها"، مؤكدا أننا "لا زلنا في عصر الدولار"، مشكّكًا في أن تكون العملة الصينية عالمية في المدى المنظور لأسباب مختلفة منها أن المستثمر يُفضّل النظام الغربي الليبرالي على النظام الشيوعي الرأسمالي الموجه في الصين."
وخلص بالقول: "الذي يحصل اليوم من تقلّبات هو نتيجة حتميّة للحرب وتداعياتها الاقتصادية بكل الاتجاهات والهروب باتجاه الدولار الذي يُعتبر ملاذا آمنا في الأزمات."