في اليوم العاشر من الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلنت روسيا وقفا لإطلاق النار، من أجل السماح بإجلاء المدنيين من ماريوبول المحاصرة في أوكرانيا، وذلك بعد مشاورات بين ممثلين عن كييف وموسكو. والمدينتان هما ماريوبول، التي تحاصر القوات الروسية ميناءها الاستراتيجي على بحر آزوف، إضافة إلى فولنوفاخا.
وستشكل سيطرة موسكو على هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحول مهمة في غزو أوكرانيا. فهي ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في دونباس من جهة أخرى.
ممرات إنسانية
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع، قولها إن "الجانب الروسي يعلن نظام إسكات السلاح" من الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، و"فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا".
لكن وكالة الإعلام الروسية ذكرت نقلا عن وزارة الدفاع، أن القوات الروسية تواصل هجومها واسع النطاق في باقي مناطق أوكرانيا.
"ستة أضعاف" تشيرنوبيل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيتحدث إلى مجلس الشيوخ الأميركي عبر الفيديو السبت "نجونا من ليلة كان يمكن أن تضع حدا للتاريخ. لتاريخ أوكرانيا. لتاريخ أوروبا".وأضاف أن انفجارا في زابوريجيا كان سيعادل "ستة أضعاف" انفجار تشيرنوبيل. ونفت موسكو بشكل قاطع الهجوم على الموقع.
وأكد السفير الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا أن هذه "كذبة". وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية "مجموعات من المخربين الأوكرانيين بمشاركة مرتزقة" بالوقوف وراء الحادث. وأعلنت دول مجموعة السبع أنها "ستفرض عقوبات قاسية جديدة ردا على العدوان الروسي".
"تخدير ذاتي"
رد الرئيس زيلينسكي بحدة وقال في تسجيل فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية إن الحلف "أعطى الضوء الأخضر لمواصلة قصف مدن وقرى أوكرانية، ورفض فرض منطقة حظر طيران". وأضاف أن دول الناتو أقنعت نفسها "بأن حظرا للطيران فوق أوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى عدوان روسي مباشر ضد الناتو"، معتبرا أنها "عملية تخدير ذاتي للضعفاء والذي يفتقدون للسلام الداخلي بينما يمتلكون أسلحة أقوى بكثير من أسلحتنا".
في الوقت نفسه أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة أنه تم تسليم القوات الأوكرانية "في مواقع عدة معدات بقيمة 240 مليون دولار بما في ذلك بعض أهم المعدات مثل تلك المضادة للدروع".
وذكر ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية أن جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية قد تعقد السبت أو الأحد.
"فبركة دعائية"
وأكد فلاديمير بوتين أن القوات الروسية لا تقصف كييف والمدن الأوكرانية الكبرى ووصف المعلومات عن عمليات التدمير الذي تقوم بها موسكو بـ "التلفيق الدعائي الجسيم". في روسيا شدد الكرملين قمعه لكل الأصوات المعارضة للنزاع.
منذ بدء الهجوم في 24 شباط/فبراير تجري عمليات اعتقال وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة القليلة المتبقية وإصدار نصوص قمعية الجديدة بينما يقدم الكرملين ووسائل الإعلام الروسية الرئيسية النزاع على أنه "عملية عسكرية خاصة".