في إطار متابعتها لتطورات الحرب الروسية على أوكرانيا استضافت منصة "جسور" في لقائها الأسبوعي على تويتر وخاصيته "سبايس" ثلاثة من المراسلين اللبنانيين، غطوا الحرب الدائرة بين المعسكرين من العاصمة الأوكرانية كييف وغيرها من المدن. سلمان عنداري عن محطة سكاي نيوز العالمية وكل من آلان ضرغام ورامز القاضي عن محطتي الـMTV والجديد اللبنانيتين.
الأسئلة بمعظمها تمحورت حول الجانب الإنساني الذي عايشه المراسلون الثلاثة من قلب الحدث، ونقل سلمان عنداري معاناته خلف الكواليس بعد اشتداد القصف على كييف واضطراره مع فريق العمل للهروب إلى مدينة لفيف في رحلة استمرت 18 ساعة في حين كان من المفترض ألا تتجاوز الثماني ساعات. وروى عنداري مشاهداته خلال الرحلة، وما تخللها من مخاطر عند مرور الدبابات ورؤيته لإنزال للقوات الروسية إضافة إلى اضطراره ورفاقه إلى إطفاء كل الأضواء عند المساء وحتى جهاز المحمول الخاص، كما الخوف من الانقطاع من الوقود، فضلا عن دوي صفارات الانذار في أكثر من محطة، لدرجة كان متأكداً أن وصوله إلى بر الأمان بات مستحيلاً.
التصرف بذكاء
المراسل في محطة الـMTV آلان ضرغام، الذي كان في الصفوف الأمامية في كييف والدانباس ولا يزال حتى الآن في لفيف أشار لـ"جسور" الى أنه يعجز عن تقييم تجربته كونه لا يزال في قلب الحدث، لكنه روى أنه وراء الكواليس، تابع حالات إنسانية عديدة وعمد إلى تحويل هاتفه إلى خط ساخن بهدف مساعدة اللاجئين الاوكرانيين واللبنانييين دون استثناء للخروج من الخطر والوصول إلى منطقة آمنة وذلك عبر تأمين إحداثيات لأفضل طريق يمكنهم سلوكه بعد التواصل مع الجهات المختصة في كل مدينة لمعرفة توقيت القصف والمناطق الأقل تعرضاً له.
وعن خياره ان يكون في الصفوف الأمامية وإن كان الأمر يستحق أن يضع حياته على المحك لاجله، بدل البقاء على الحدود، أكد ضرغام أن شغفه بالسياسية الخارجية دفعه لهذا الخيار موضحاً أنه عاين الكثير من المخاطر ولا يزال، كما روى بحزن نصيحة أحد المصورين في وكالة أجنبية قبل مقتله، إذ طلب منه أن لا يصاب بالهلع فلا يعود بإمكانه اتخاذ قرارات مصيرية والنجاة بنفسه، وذلك بناء على تجاربه الخاصة خلال تغطيته حروباً عديدة، ولفت ضرغام أن مقتله جاء رغم كل حذره لأن لا أحد يضمن في النهاية أن يسلم رغم الاحتياطات التي يقوم بها، لكن ممكن التصرف بذكاء للتقليل من الخطر.
دموع صوفيا
رامز القاضي مراسل قناة الجديد، نقل بعض ما حصل معه من تجارب إنسانية خلف الكواليس على الحدود الأوكرانية حيث التقى بأحد معارفه من اللبنانيين كان بانتظار زوجته وابنتيه، وأشار إلى أنه لا ينسى الطفلة صوفيا ابنة اللبناني إذ عند وصولها إلى الحدود قدموا لها طعاماً فبكت بحرقة لأنها اعتبرت الأمر مذلاً لها.
القاضي روى ما شاهده أيضاً عن الطلب من رجال نيجيريين النزول من القطار ليصعد مكانهم أوكرانيون وهنا قاطعه ضرغام ليوضح ما استقصى عنه حول الموضوع، إذ علم أن السلطات الأوكرانية خصصت صفين واحد لأبناء البلد (أي النساء والأطفال فقط كون الرجال والشباب محتجزون) وآخر للأجانب، إلا أن بعض الأجانب يخترقون الصف الأول ما أدى إلى ارتفاع الأصوات التي تندد بعنصرية الأوكرانيين.
القاضي الذي عاد إلى لبنان أكد أنه يعاود الكرة ولو طلب منه البقاء في أوكرانيا لبقي ولم يعد، كما أشار إلى أن الصحافي يكتسب خبرة في عمله حيث يتعلم ضبط انفعالاته كي لا يغرق كثيراً في كل حدث إنساني يدفعه ربما للتخلي عن عمله.