حسمها حلف شمال الأطلسي وأطلق إجراءات المصادقة على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو مع توقيع البوتوكولات، فيما تدرس روسيا خيارات الرد إذا نشرت بنية تحتية قرب حدودها بعد ضم البلدين.
وباشر الناتو عملية انضمام السويد وفنلندا إلى صفوفه لتنظيم خط دفاعي يمتد من القطب الشمالي إلى المتوسط بمواجهة روسيا، غير أن دمج الدولتين الشماليتين يبقى مرهونا بإرادة تركيا.
محاصرة روسيا
وفي قراءة تحليلية وسياسية للمصادقة على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، رأى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لويس ميغيل بوينو في حديث لـ"جسور" أن "للبلدان الحق في الانضمام الى أي منظمة ضمن القارة الأوروبية كحق سيادي وانضمام السويد وفنلندا الى الناتو نتيجة عكسية للعدوان الروسي على أوكرانيا وها هي مزاعم موسكو بالحد من توسع الناتو والسعي الى تفككه قد باءت بالفشل كون الحلف يتمدد حاليا في الشمال الاوروبي".
وتحدث بوينو عن أن استطلاعات الرأي في السويد وفنلندا لطالما كرست رفضاً تاماً للانضمام الى الناتو لإعتمادهما مسبقاً سياسية الحياد، قبل أن يدفع بهما العدوان الروسي على أوكرانيا نحو تغيير سياسيتهما الخارجية والانخراط في الناتو."
وعن تلويح موسكو بالرد في حال نشر الحلف قواته قرب حدود روسيا، جدد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي تأكيد رفض الاتحاد الأوروبي والناتو شن حرب على روسيا، مشيرا الى أن "الواقع تغير بعد العدوان الروسي على أوكرانيا وما يحصل الآن هو ردة فعل على ما تقوم به روسيا".
مواجهة مباشرة
وحذر من أن أي مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا ستؤدي الى كارثة في القارة الأوروبية، وبالتالي يتجنّب حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية التصادم العسكري مع موسكو، وكررا مرارا أن الحوار هو الحل الأنسب لانهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنهما على استعداد دائم لمواجهة أي حرب محتملة فليس بإستطاعتهما الوقوف مكتوفي الايدي أمام انتهاك القانون الدولي والعدوان الارهابي الدامي."
وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ شدد على أن "التوقيع على بروتوكولات انضمام فنلندا والسويد هو يوم تاريخي للأمن الأوروبي الأطلسي لان الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا طرح تساؤلات كبرى حول السلام في أوروبا". وقال "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول إغلاق باب الناتو لكن أثبتنا له أنه لا يزال مفتوحًا مع انضمام السويد وفنلندا."
هذا وأكد البلدان الشماليان تخليهما عن الحياد والانضمام إلى الناتو بسبب تدهور الوضع الأمني في أوروبا بفعل الحرب الروسية.
موافقة تركيا
لكن الموافقة التركية على انضمام السويد وفنلندا الى حلف شمال الأطلسي دونها عقبة اساسية على صلة بعدم التزامهما تنفيذ الوعود تجاه أنقرة، ولا سيما في رفع الحظر عن توريد الأسلحة لتركيا، وتخلي السويد وفنلندا عن دعم المنظمات الكردية وتنظيم غولن.
وهنا أشار المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لـ"جسور" الى أن "الاتحاد الأوروبي يثق بقدرة السويد وفنلندا على إجراء المحادثات اللازمة والضرورية مع تركيا للتوصل الى تسوية في حال حصول أي نزاع، واذا أخلتا بالوعود فالمسؤولية ستقع عليهما مباشرة."
وأضاف:"ندعم الموقفين السويدي والفنلندي، والمفاوضات مع تركيا تسير بشكل إيجابي حتى الساعة وهي جزء لا يتجزأ من مسار انضمامهما الى حلف شمال الأطلسي، وهذا أمر طبيعي فعند إنضمام بلد جديد الى الناتو تنشط المفاوضات للحصول على مواقفة أعضاء الحلف".
وبعد طول انتظار، أعطت تركيا الضوء الأخضر لضم فنلندا والسويد إلى الناتو، فقد وقعت في 28 من يونيو/حزيران الماضي مذكرة تفاهم مع كل من السويد وفنلندا، بعد اجتماع لرؤساء الدول الثلاث في قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد برعاية أمينه العام.
لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ذكّر الدولتين الشماليتين بالشروط الواجب توافرها، مشيرا الى أنه"إذا قامتا بواجبهما، سنقدم مذكرة التفاهم إلى البرلمان لإقرارها. وإذا لم تفعلا ذلك، لن نعرضها على البرلمان".
وسبق وأن أشار إردوغان إلى وعد قطعته السويد بشأن ترحيل 73 إرهابيا، بينما تطالب انقرة ستوكهولم منذ سنوات بترحيل مقاتلين اكراد واشخاص مقرّبين من حركة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بمحاولة الانقلاب في يوليو/تموز 2016.
في المقابل، نفت الوزيرة السويدية آن ليندي قطع أي وعود لتركيا. وقالت "في مدريد لم نتحدث عن أرقام أو قائمة بمطالب تسليم ولم نتلق قائمة من تركيا".كما أكدت لينده ونظيرها الفنلندي استعداد حكومتيهما للامتثال للإجراءات القضائية في بلديهما لمعالجة طلبات التسليم.