لم يمر قرار قطع الغاز الروسي عن بولندا وبلغاريا، بسبب عدم سداد مدفوعات الوقود بالروبل، مرور الكرام بالنسبة للاتحاد الاوروبي الذي ناقش، في اجتماع طارئ، القرار وتداعياته على البلدين وبحث في سبل ضمان أمن الطاقة لاوروبا.
أصبح واضحا انقسام دول الاتحاد الأوروبي حيال السرعة التي ستنهي بها الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية، فيما لا تزال أوروبا تعتمد بشدة على النفط والغاز الروسيين، اذ تزود روسيا الاتحاد الأوروبي بنحو 30% من احتياجاته من النفط و40% من احتياجاته من الغاز.
استقلال الاتحاد الاوروبي
وسط تصاعد الضعط لايجاد امدادات بديلة عن مصادر الطاقة الروسية، أشار المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لويس ميغيل بوينو في حديث خاص لـ"جسور" الى أن "الاتحاد الاوروبي سيعتمد خطة جديدة لتقليص الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، وفي حال نجح في تطبيق هذا البرنامج سنقلل اعتمادنا على الغاز الروسي بنسبة 60%.
ويتواصل الاتحاد باستمرار مع بلدان عدة، أبرزها الولايات المتحدة، بهدف ايجاد حلول بديلة، اذ "كسرنا رقما قياسيا بعدما وصل الى الاتحاد الاوروبي من واشنطن اكثر من 43 مليار متر مكعب من الغاز المسال خلال الشهرين الماضيين".
وأوضح "نعمل يدا واحدة لتخطي كل العقبات لأنه في أي وقت السلطات الروسية قد تقطع امدادات الغاز عن أوروبا. ومنذ سنوات، اتخذت بعض الدول الأوروبية خطوات لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي والآن قرار موسكو حث الاتحاد الاوروبي على ايجاد بدائل والتخلص من النفط الروسي، على سبيل المثال تعتمد ألمانيا منذ عام على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية".
وكانت مسؤولة سياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون لفتت، خلال اجتماع طارئ للتكتل، الى أن روسيا عززت، عبر إيقافها إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا، رغبة الاتحاد في الاستقلال عن الوقود الروسي. وأضافت أن "بولندا وبلغاريا تحصلان الآن على إمدادات الغاز من ألمانيا، بعد قطع الإمدادات الروسية".
هذا وأكد وزير الاقتصاد الألماني أن بلاده ستكون قادرة على تجاوز حظر نفطي روسي بحلول نهاية سنة 2022، في حين أعلن المتحدث باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس أن "بلاده تعارض أي حظر أوروبي لواردات الغاز والنفط الروسيين".
رفض التسديد بالروبل
جددت دول الاتحاد الأوروبي رفضها سداد قيمة الغاز والنفط الروسيين بالروبل، معتبرة مطالب روسيا انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت سابقا.
وفي السياق، أشار بوينو لـ"جسور" الى أن " قطع الغاز الروسي عن دول اوروبية يعد خطوة انتحارية من روسيا التي تستفز الاتحاد الاوروبي وتنتهك القانون الدولي بفرض سداد مدفوعات الوقود بالروبل وليس باليورو أو بالدولار الأميركي".
وكان الاتحاد الاوروبي أكد أنه سيمضي قدما في تخزين النفط والغاز تحسبا لأي انقطاع عن مزيد من الدول، مشيرا الى إمكانية عقد اتفاقيات ثنائية كي تتيح للدول الأعضاء توفير الغاز لبعضها البعض في حال الطوارئ.
حزمة عقوبات جديدة
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى فرض حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو، تتضمن هذه المرة النفط الروسي.
وهنا، اكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لويس ميغيل بوينو لـ"جسور" أن " أوروبا ستفرض حزمة عقوبات سادسة قريبا على روسيا التي أصبحت بنظر الجميع دولة غير موثوق بها".
واستطرد "موسكو ستدفع الثمن غاليا في حال قطعت الغاز الروسي عن كل الدول الأوروبية، وسيشهد العالم حقبة جديدة في تاريخ العلاقات الروسية – الاوروبية ".
وفي وقت سابق، أعلن وزير خارجية المجر بيتر سيارتو أن بلاده "لن تصوت لصالح عقوبات من شأنها أن تجعل شحنات النفط والغاز الروسيين إلى المجر مستحيلة"، لافتاً إلى أن "واردات النفط الروسية تغطي 65% تقريبا من حاجات البلاد."