غادر مدنيون وادي بانشير في أفغانستان بأعداد كبيرة في الأيام الأخيرة، هربًا من المعارك بين طالبان وجبهة المقاومة الوطنية وهي جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية.
جبهة المقاومة الوطنية، بقيادة أحمد مسعود، نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود، أعلنت في 7 أيار/ مايو، أنها بدأت هجومًا كبيرًا على طالبان في عدد من ولايات شمال أفغانستان بينها إقليم بانشير، والتي تبعد 80 كلم شمال كابول.
ومنذ ذلك الحين، اندلعت الاشتباكات بين جبهة المقاومة الوطنية وطالبان وتحدث كل منهما عن مقتل العشرات في صفوف الطرف الآخر، وهي حصيلة يتعذر تأكيدها من مصدر مستقل في هذا الوادي الذي يصعب الوصول إليه.
وقال لطف الله باري الذي غادر منزله في حصه دوم مع 15 فردًا من عائلته متجهًا إلى كابول لوكالة فرانس برس "تمكّنا فقط من أخذ قطعة ملابس واحدة أو اثنتين".
وأشار إلى فرار عشرات العائلات من بانشير في الأيام الأخيرة بحثًا عن ملجأ في العاصمة.
وقال فريد أحمد الذي فر من منطقة روخا مع عائلته إلى كابول "غادر الجميع المنطقة خوفًا".
وأكد أيمال رحيمي، أحد سكان المنطقة، أن "الناس يفرون من مناطق القتال. إنهم خائفون ويهربون حفاظًا على حياتهم".
قال عبد الحميد خراساني، رئيس الأمن المحلي لدى طالبان، لوكالة فرانس برس إن الاشتباكات توقفت وانسحب مقاتلو المقاومة الوطنية نحو مقاطعتي بدخشان (شمال شرق) وبغلان (شمال) المتجاورتين.
مضيفًا أن الوضع في بانشير الآن "طبيعي وهادئ". ويُعد هذا الهجوم الأول لقوات جبهة المقاومة الوطنية منذ سقوط معقل بانشير.
جبهة المقاومة الوطنية التي تقدم نفسها على أنها آخر حصن ديموقراطي داخل أفغانستان، لم تتمكّن من منع طالبان التي وصلت إلى السلطة في منتصف آب/أغسطس من الاستيلاء على بانشير مطلع أيلول/سبتمبر.
وساهم أحمد شاه مسعود في شهرة بانشير في ثمانينات القرن الماضي قبل أن يغتاله تنظيم القاعدة في 2001.
ولم يسقط وادي بانشير تحت الاحتلال السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي ولا خلال حكم طالبان بعد عقد من الزمن في ظل نظامها الأول (1996-2001).