بينما تحتدم المعارك في جنوب أوكرانيا وشرقها، تتسارع عمليات إيصال الأسلحة الأميركية إلى كييف بعدما فعّل الرئيس الأميركي جو بايدن آلية رمزية يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية.
ميدانيا، استُهدفت مدينة أوديسا بالصواريخ، وأحصى الجيش الأوكراني سبع ضربات ما تسبب بسقوط قتيل وخمسة جرحى، واضطر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للاحتماء أثناء زيارة مفاجئة له إلى هذه المدينة الواقعة في جنوب البلاد.
وتوجه ميشال للأوكرانيين بالقول "أنتم لستم وحدكم، الاتحاد الأوروبي إلى جانبكم"، مستنكرا "العدوان الروسي" على أوكرانيا.
عمليات هجومية جديدة؟
أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الثلاثاء أن الروس "يواصلون تحضير عمليات هجومية في منطقتَي ليمان وسيفيرودونيتسك" الواقعتين في دونباس (شرق)، مضيفةً أن عمليات القصف المدفعي والغارات الجوية تتواصل على مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول.
وأفاد حاكم منطقة لوغانسك (شرق) سيرغي غايداي بأن "معارك كثيفة جدًا تدور حول روبيجني وبيلوغوريفكا" الواقعتين ضمن نطاق منطقته.
ويعتمد الأوكرانيون إلى حدّ كبير على المساعدة العسكرية الأميركية التي بلغت قيمتها نحو 3,8 مليارات دولار منذ بدء النزاع.
ويُفترض أن تُسهّل أكثر بتوقيع الرئيس جو بايدن الاثنين قانونًا من شأنه تسريع إيصال الأسلحة إلى أوكرانيا.
إنكار
وجاء إصدار القانون في التاسع من مايو/أيار، بالتزامن مع إقامة روسيا عرضًا عسكريًا كبيرًا في الساحة الحمراء في موسكو لمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، كرر خلاله بوتين حججه لتبرير غزوه أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/شباط.
وقال إن كييف كانت تستعد لمهاجمة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد وسعت للحصول على القنبلة الذرية وتتلقى الدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبعد خطابه، مرّ 11 ألف جندي وعشرات المركبات، بما في ذلك قاذفات صواريخ استراتيجية ودبابات، في الساحة الحمراء، ومن بينها وحدات عائدة من الجبهة الأوكرانية. وأُلغي العرض الجوي بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب الكرملين.
ويرفض الغربيون حجج بوتين، وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان لقناة بي إف إم تي في التلفزيونية (BFMTV) إن الرئيس الروسي "يقوم بتبرير تحريفي كامل لدوافع الحرب، لديه خطاب مليء بالإنكار وقلب المسؤوليات".
وفي مقطع فيديو نُشر قبل ساعة من خطاب الرئيس الروسي قال زيلينسكي "لن ندع أحداً يستأثر بهذا الانتصار، ويستولي عليه".
لكنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الاثنين إلى عدم "إذلال" روسيا لأن "غدًا سيكون هناك سلام يجب أن نبنيه".
جلسات في الأمم المتحدة
وتراقب واشنطن أيضًا قطاع صناعة الأسلحة الروسي، الذي بدأ بحسب البنتاغون، يعاني من العقوبات الدولية ويواجه صعوبات في الحصول على إمدادات من الصواريخ الموجّهة المستخدمة في أوكرانيا بسبب الحظر المفروض ولا سيما على المكوّنات الإلكترونية، وفق مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أن "هناك أوكرانيين يتم إرسالهم رغمًا عنهم إلى روسيا"، بدون أن يتمكن من تحديد عددهم، فيما تقول كييف إن 1,2 مليون شخص أُرسلوا إلى روسيا ووُضعوا في مخيمات.
هذا ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخميس جلسة استثنائية بطلب من كييف وبتأييد عشرات الدول، للنظر في "تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا من جراء العدوان الروسي".
وفي اليوم نفسه، يعقد مجلس الأمن الدولي بطلب من فرنسا والمكسيك جلسة علنية جديدة هي السادسة عشرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ويأتي هذا الاجتماع بعد تعرّض مدرسة في شرق أوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي إلى قصف روسي ما أدى إلى مقتل 60 مدنيًا على الأقلّ بحسب كييف.