بعد 70 عامًا من تعيينه وريثاً للعرش، وهي مدة قياسية في تاريخ الملكية البريطانية، اعتلى الأمير تشارلز البالغ من العمر 73 عامًا عرش بريطانيا ليصبح الملك تشارلز الثالث الخميس بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية، ومن المتوقع أن يُتوج رسميًا في غضون بضعة أسابيع على الأقل.
وتوفيت الملكة إليزابيث الثانية، الملكة الأكثر شهرة في العالم والتي تبوأت العرش لمدة قياسية بلغت سبعين عاماً، عن عمر يناهز 96 عاماً، الخميس في قصرها الاسكتلندي في بالمورال، لتفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ العرش الملكي تحيط بها أسئلة كثيرة.
منذ توليه مهامه الرسمية الأولى في السبعينات، كان دور أمير ويلز هو "دعم جلالة الملكة، بصفتها محور الفخر الوطني". وهكذا رحب نيابة عنها بكبار الشخصيات في المملكة المتحدة وحضر مآدب عشاء رسمية وسافر إلى مئة دولة ومنح آلاف الأوسمة وحضر الافتتاحيات وكرّم الأبطال وكتب أو سجل عددًا لا يحصى من رسائل التشجيع أو التهنئة.
محطات في حياته
ولد الملك تشارلز الثالث في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1948، وهو الإبن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية التي كانت دوقة إدنبرة آنذاك وزوجها الأمير فيليب، دوق إدنبرة وأول حفيد للملك جورج السادس والملكة إليزابيث. عندما بلغ الثالثة من عمره توفي جده وأصبحت والدته الملكة ما جعله وليا للعهد.
عام 1955 أعلن قصر كلارنس أن تشارلز لن يتلقى تعليمه في المنزل، بل في مدرسة ليصبح أول ولي عهد يتلقى تعليمه خارج القصر الملكي.
تم تتويج تشارلز الثالث أمير ويلز في 26 يوليو/تموز عام 1958 في حفل مصور تلفزيونياً، ملقياً الخطاب الرسمي باللهجتين الإنجليزية والولزية، وكان أكبر ولي عهد منذ الكومنولث.
عام 1981 تزوج تشارلز الثالث من ديانا وأنجبا ابنيهما ويليام 1982، ولي العهد الحالي، وهاري 1984، ثم أعلن الثنائي انفصالهما عام 1996 قبل أن يرتبط تشالز الثالث بحبيبته كاميلا باركر، ملكة بريطانيا الجديد.
مدافع عن البيئة
تشارلز الشغوف، شغل سنوات انتظاره على أفضل وجه، فكان من أوائل المدافعين عن البيئة، ومحبًا للطب البديل، ومتحمسًا للتخطيط الحضري المستدام وبستانيًا ملهمًا يتحدث إلى أشجاره. وهو ينشر منذ عام 2007، "بصمته البيئية" ويترأس أكثر من 420 جمعية خيرية أو راع لها، وأهمها مؤسسة برنسز ترست Prince's Trust التي ساعدت أكثر من مليون شاب يواجهون صعوبات منذ إنشائها في عام 1976.
شعبية متدنية
حظي وريث العرش البريطاني بنسبة متدنية من الشعبية حيث بلغت نسبة مؤيديه 56 % فقط وفق استطلاع أجري في مايو/أيار ، وهي بعيدة جدًا عن الملكة التي حصلت على 81 % وعن ابنه الأمير وليام الذي على 77%، وبالمثل زوجته كيْت ميدلتون. أما حصة كاميلا فلم تتعد 48% من الآراء الإيجابية.
منذ وفاة والده الأمير فيليب في ربيع عام 2021، وبينما قل حضور الملكة في المناسبات العامة، عزز تشارلز الدائرة الملكية حوله مع كاميلا وابنه الأكبر وليام وشقيقه الأصغر إدوارد.
لا أحد يعرف كيف سيتمكن تشارلز فيليب آرثر جورج من تجسيد هذا الدور، ولكن أمرًا واحدًا مؤكدًا هو أن سنوات حكمه ستكون معدودة.