وسط الارتفاع المستمر في أسعار النفط العالمية، والتخوف من عدم القدرة على احتوائه، بدأ حديث جدي عن إمكانية تخفيف العقوبات عن فنزويلا في خطوة من شـأنها تمكين البلاد من إنتاج المزيد من النفط وبيعه في السوق الدولية ليحل بديلاً من النفط الروسي.
البيت الأبيض، أعلن رسمياً، عن توجه مسؤولين أميركيين بارزين سراً إلى فنزويلا نهاية الأسبوع الماضي ولقائهم مسؤولين من الحكومة الفنزويلية في محاولة "لإذابة الجليد" بين البلدين. وأجريت في العاصمة كاراكاس محادثات شملت إمدادات الطاقة في مسعى من واشنطن لخفض وارداتها من النفط الروسي.
ويخضع مادورو رئيس فنزويلا لعقوبات بعد إدانة واشنطن له بتهم تهريب المخدرات لكن التعاون الأميركي معه أصبح أكثر ضرورة إثر حرب روسيا على أوكرانيا والعقوبات الأميركية التي تلت ذلك.
ويتربع النفط الفنزويلي على قمة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، غير أن إنتاجه انخفض إلى أدنى مستوى خلال القرن الماضي.
من جهة أخرى، استفاق الأميركيون على مشهد لم يألفوه سابقاً، إذ فوجئوا بسعر غالون البنزين وقد بلغ رقماً قياسياً وصل إلى 4.17 دولار، بزيادة 55 سنتاً عن الأسبوع الماضي. كما أعلنت الرابطة الأميركية للسيارات أنه يمكن للأميركيين توقع استمرار الاتجاه الحالي، طالما ارتفعت أسعار النفط الخام.
مصادر متعددة للطاقة
وللوقوف على مدى أهمية الخطوة الأميركية باتجاه فنزويلا تواصلت"جسور" مع خبيرة النفط اللبنانية كريستينا أبي حيدر التي أشارت إلى أن "ما تشهده الأسواق العالمية من ارتفاع جنوني لسعر برميل النفط يحتم الانفتاح على أسواق جديدة والتخلي عن مبدأ السوق الواحد". بالتالي، تتابع أبي حيدر "بات البحث عن مصادر متعددة للطاقة حاجة ملحة منذ بدء الحرب الروسية - الأوكرانية التي أعادت وضع الملف في الواجهة".
الأزمة العالمية طالت بتداعياتها الولايات المتحدة "التي كانت تأخذ نسبة معينة من النفط الروسي ما دفعها للبحث جدياً عن بديل في النفط الفنزويلي" وفقاً للخبيرة التي لم تنكر أن المفاوضات بين الجانبين تواجه عراقيل عدة أبرزها "وضع فنزويلا على لائحة العقوبات الأميركية"، وتابعت "إن نجاح المفاوضات مرهون بمدى تجاوب فنزويلا مع شروط الولايات المتحدة،" مؤكدة وجود "مساعي جدية من قبل الولايات المتحدة إلى فصل فنزويلا عن المحور الروسي والصيني مقابل رفع العقوبات عنها".
في المقابل، لفتت أبي حيدر إلى أن الفرصة سانحة اليوم أمام فنزويلا "كي تتلقف هذه الفرصة لإعادة النهوض باقتصادها المتهاوي والقبول بالتالي بالشروط الأميركية".
وأضافت "العالم اليوم في حال من الترقب لمعرفة مصير الحرب المستجدة ومدى انزلاق الأمور نحو المزيد من التصعيد".
التداعيات على لبنان
وعن تداعيات الأزمة على لبنان، تؤكد أبي حيدر أن "لبنان يعتمد حتى الآن على مصدر واحد للفيول، العراق، ويدين له بمستحقات مالية رغم التسهيلات في الدفع على مدى سنة، أما استجرار الغاز من الأردن ومصر فأمامه عوائق مالية أيضاً". بالتالي، وأمام هذه العراقيل، يضاف إليها البعد الجغرافي عن فنزويلا سيعجز لبنان عن مواكبة تعدد مصادر الطاقة وسيغرق في مزيد من العتمة.