القارة العجوز تسعى الى تحريك المياه الراكدة في الملف النووي الإيراني بعدما راوح مسار المفاوضات مكانه عقب محاولات شتى لإنقاذه في العاصمة النمساوية فيينا.
اذا يحط المنسق الأوروبي للمحادثات النووية إنريكي مورا في العاصمة الإيرانية طهران بهدف احياء الاتفاق النووي، وسيلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني وعددا من مسؤولي طهران في وزارة الخارجية.
مساع أوروبية
تعليقا على زيارة الموفد الأوروبي، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إن الوكالة لا تزال تأمل في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ضمن إطار زمني معقول.
وأوضح أن فرصة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران قد تغلق في أي وقت، نافيا تقديم إيران لأي معلومات عن أنشطتها النووية.
وهنا اعتبر رئيس التحالف الأميركي الشرق الاوسطي للديمقراطية توم حرب أن " الاوروبيين يحاولون إعادة احياء الاتفاق النووي بهدف الحصول على الامدادات النفطية من الشرق الأوسط، والنهوض بالاقتصاد الأوروبي الذي تكبد خسائر من جراء جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، إضافة الى سعي أوروبا الى الاستثمار في القطاعات الإيرانية".
وفي هذا الصدد، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن زيارة المنسق الأوروبي للمحادثات النووية إنريكي مورا إلى طهران تعد خطوة مهمة في المسار الصحيح والمشاورات البناءة حيال القضايا العالقة في الملف النووي.
مطالب ايرانية
مسار مفاوضات النووي الإيراني تعثر أكثر بابتعاد ايران عن بنوده وباصرارها على رفع حرسها الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وفي السياق، اعتبر رئيس التحالف الأميركي الشرق الاوسطي للديمقراطية توم حرب في حديث لـ"جسور" أن "إدارة بايدن تسعى الى التوصل الى اتفاق سريعا لكن كما جرى عام 2015 عندما يتم التوصل الى تسوية يعود المفاوض الإيراني الى طهران للمواقفة على البنود الجديدة ويأتي بمطالب جديدة من الحكومة الأميركية".
ويعتقد حرب أن "الاتفاق حيال النووي الإيراني قد انتهى لكن المفاوض الإيراني يستغل ضعف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ويطالب برفع العقوبات عن الحرس الثوري الايراني."
وأضاف " هناك تحالف عربي – إسرائيلي جديد يمنع إدارة بايدن من رفع العقوبات عن الحرس الثوري، لكن ثمة تسوية برفع العقوبات عن الجزء المدني من الحرس فقط."
وأوضح أن "الكونغرس الأميركي يرفض الاتفاق النووي وبالتالي لن يكون الاتفاق بمثابة معاهدة لأنه ينقصه الموافقة القانونية، الأمر الذي ترفضه ايران خوفا من أن ترفض إدارة أميركية جديدة الاتفاق، ما يعيد مسار المفاوضات الى المربع الأول."
وفي هذا الاطار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس :"نحن على اتصال وثيق مع إنريكي مورا وندعم جهوده".
وأضاف: "نعتقد أنه بإمكاننا إنجاز هذه المفاوضات بسرعة إذا كانت لدى الإيرانيين الإرادة للمضي قدماً بحسن نيّة".
في المقابل، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أكد أن التوصل إلى اتفاق قوي مع الغرب ممكن إذا اتخذت الولايات المتحدة قرارها بذلك وردت على النقاط المتبقية. وأشار زاده إلى أن بلاده ملتزمة بالمسار الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق قوي ومستدام وجدير بالثقة، معتبرا أن الولايات المتحدة أهدرت حقوق الشعب الإيراني وعليها إعادتها، وأن سياسة الضغوط الأميركية القصوى هي السبب الرئيس للوضع الحالي في مفاوضات فيينا.
طريق مسدود
بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق عام 2015 ،فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، قبل أكثر من عام مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وانسحبت واشنطن من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات الأميركية، وردت طهران بانتهاك تدريجي للقيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.
وبالتالي تهدف المفاوضات الحالية الى إعادة واشنطن الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران مقابل امتثالها مجددا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
هذا وتوقفت مفاوضات فيينا في 11 مارس/آذار الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم. ومع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عبر منسقها إنريكي مورا الذي نقل الرسائل بين الطرفين، لكن مساعي مورا لم تتكلل بالنجاح بعد في إزالة العقبات المتبقية لتوصل الطرفين إلى اتفاق.