يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى التي لا تزال تتعرض للضربات الروسية بينما دعت كييف الصين الحليف الاستراتيجي لموسكو، إلى "إدانة الهمجية الروسية".
وللمرة الأولى في هذا النزاع، قالت روسيا السبت إنها استخدمت في اوكرانيا صاروخا فرط صوتي تقول موسكو إنه نوع من الأسلحة القادرة على الإفلات من كل أنظمة الدفاع الجوي.
في مدينة ماريوبول الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا، التي تقصف منذ أسابيع ويعاني سكانها من نقص في المياه والغاز والكهرباء، تتحدث عائلات عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة في أقبية في درجة حرارة دون الصفر.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن 19 طفلا معظمهم من الأيتام يواجهون "خطرا كبيرا" بعدما علقوا في مركز للأمراض النفسية ولم يتمكن أولياء أمورهم من الوصول إليهم بسبب المعارك.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب الأحد إن إلحاق "مثل هذه الأمور بمدينة مسالمة (...) عمل إرهابي سيبقى في الذاكرة حتى في القرن المقبل".
وأضاف أن حصار ماريوبول "سيسجل في التاريخ للمحاسبة لجرائم الحرب".
وألحقت عمليات القصف أضرارا جسيمة بمصنع "آزوفستال" للصلب والمعادن في ماريوبول الميناء والمدينة الصناعية التي ترتدي أهمية كبرى لتصدير الصلب المنتج في شرق البلاد.
وفي مواجهة استمرار القصف المميت والمماطلة في المفاوضات التي افتتحت جولة رابعة منها بين كييف وموسكو الاثنين، دعت الرئاسة الأوكرانية بكين إلى اتخاذ موقف.
والصين الحليف الاستراتيجي لموسكو والدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، هي واحدة من الغائبين الرئيسيين، إلى جانب الهند، عن جوقة الإدانات والعقوبات التي انهالت على روسيا.
وكتب ميخالو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي وأحد المشاركين في المفاوضات مع موسكو، في تغريدة على تويتر "يمكن للصين أن تكون جزءا مهما من نظام الأمن العالمي إذا اتخذت القرار الصحيح لدعم تحالف الدول المتحضرة وإدانة الهمجية الروسية".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ الجمعة لتوضيح "عواقب تقديم الصين دعما ماديا لروسيا"، حسب البيت الأبيض.
لكن الرئيس الصيني لم يكشف موقفه مكتفيا بالتشديد على أن النزاعات العسكرية "ليست في مصلحة أحد"، حسب التلفزيون الصيني.