أثارت الحملة الترويجية الأخيرة لدار "بالنسياغا" الفرنسية جدلاً عالميًّا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أظهرت أطفالاً مع أكسسوارات ذات دلالات جنسيّة، مما دفع الماركة لتقديم إعتذار واللجوء إلى شنّ هجوم مضاد من خلال القضاء.
وأظهرت الحملة الإعلانية لـ"غيفت كولكشن" في بعض صورها، طفلةً تقف على سرير وتحمل حقيبة على شكل دب أبيض مربوط بحزام أسود.
وفي هذا الإطار، رأت الأخصائية النفسية ربى بشارة، في حديث لـ"جسور"، أن "الطفل بشكل عام لديه حب الإكتشاف وفكرته في التمييز بين ما هو جيد وسيئ ليست كاملة، وأي أمر جديد سيستهويه، وفضوله ممكن أن يؤثّر على حياته، بالرغم من أن حدسه يحذره عند اقترابه من كل خطر". وتابعت: "هذا فضلاً عن أن الولد يحب أن يقلّد غيره وأن يُعيد تصرفات الآخرين خصوصًا في سن صغيرة".
كما دعت بشارة الأهل إلى "مراقبة أولادهم، وما يشاهدون من إعلانات وبرامج، وأي مواقع يدخلون، وضبط أوقات بقائهم أمام الشاشات، لأننا نعيش في عالم إفتراضي وسنبقى فيه لوقت طويل".
أما عن سبب اختيار صور مماثلة لحملات إعلانية، فقالت، "يمكن أن يصدف في بعض الحالات الاستثنائية ترجمة لا واعية لأفكار شاذة ممكن أن تراود بعض الأشخاص من أصحاب الشركات أو المؤسسات التي لها تأثير على المجتمع المستهلك، لذلك يجب إعادة النظر بكل إعلان قبل تبنّيه".
اعتذار الشركة
يُذكر أن "بالنسياغا" المملوكة لمجموعة كيرينغ الفرنسية، اعترفت في اعتذار تقدّمت به الإثنين، بعد أيام على حذفها صور الحملة، بأنّ "البعض يعتبر أنّ الأكسسوارات التي ظهرت في الحملة ذات دلالات جنسية، أو توحي بممارسات جنسية تنطوي على السادية المازوشية".
وأقرّت في بيانها بأنّ هذه الأكسسوارات "لم يكن ينبغي أن تُعرض مع أطفال"، مؤكدةً أنّ ما حصل كان نتيجة قرار سيئ من قبلها، وأنها تتحمّل "كامل المسؤولية".
إلا أنّ مستخدمي الإنترنت لفتوا إلى أنّ إحدى الصور تظهر حقيبة أُنتجت بالتعاون بين "بالنسياغا" و"أديداس" موضوعة فوق وثائق عليها مقتطفات من قرار للمحكمة العليا الأميركية في شأن الاستغلال الجنسي للأطفال.
ورأى بعض متصفحي مواقع التواصل أنّ هناك صلة بين الصورتين، معتبرين أنّهما تشيران إلى رغبة متعمدة من الماركة في توجيه رسالة مبطّنة، وهو ما نفته "بالنسياغا" التي دانت الإثنين "إساءة معاملة الأطفال"، مشددةً على عدم نيّتها قط "إبراز هذه الفكرة ضمن الحملة الدعائية".
غياب الرقابة
وأكدت أنها تتحمّل مسؤولية غياب الرقابة في ما يتعلق بالصورة الثانية. وأشارت الماركة إلى أنها رفعت دعوى في شأن تضمين حملتها "هذه المستندات غير الموافق عليها، نتيجة إهمال غير مسؤول".
وسبق أن اعتذرت "بالنسياغا" الأسبوع الفائت، إلّا أنها تقدمت باعتذار جديد الإثنين عقب تعليق نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، وهي أحد وجوهها الإعلامية، على ما حدث.
وقالت كارداشيان التي يبلغ عدد متابعي حساباتها 74 مليونًا إنها صُدِمت لهذه "الصور المزعجة" نظرًا إلى كونها "أمًا لأربعة أبناء"، لافتةً إلى أنها أخذت علمًا بـ"سحب بالنسياغا الصور وتقديمها اعتذارات".
وغرّدت مساء الأحد: "بالنسبة إلى مستقبلي مع (بالنسياغا)، فأنا أعيد النظر في العلاقة التي تجمعنا، استنادًا إلى استعداد الماركة لتحمل مسؤولية أمر ما كان ينبغي أن يحصل مطلقًا، وإلى الإجراءات التي أنتظرها منها في ما يتعلّق بحماية الأطفال".