بعد أكثر من 70 عاما على اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية العرش، شهدت بريطانيا أحداثا بارزة قبل ساعات من وفاتها وفي الأيّام التي أعقبت وفاتها في 8 سبتمبر/ أيلول.
في 6 سبتمبر/ أيلول، استقبلت إليزابيث الثانية في قلعة بالمورال في اسكتلندا الزعيمة الجديدة لحزب المحافظين البريطاني، ليز تراس، وعيّنتها رئيسة للوزراء، لتكون بذلك الشخصيّة الـ15 التي ترأس الحكومة خلال السنوات السبعين من حكم الملكة.
وفي صور اجتماعها مع تراس، وهي آخِر صور لها، تبدو الملكة ضعيفة ومتكئة على عصا.
في 7 سبتمبر/ أيلول، أصدرت بيانها العلنيّ الأخير بصفتها ملكةً لكندا، وهو عبارة عن رسالة تعزية في ضحايا عمليّة طعن في كندا. وأرجأت اجتماعًا عبر الفيديو لمجلسها الخاصّ، وهو هيئة استشاريّة ملكيّة.
وفاة الملكة
في 8 سبتمبر/ أيلول، يوم وفاة الملكة، توجه الأمير تشارلز إلى بالمورال صباحًا على متن طائرة. وأعلن قصر باكنغهام في بيان الساعة 12,32 (11,32 بتوقيت غرينتش) أنّ أطبّاء الملكة "قلقون" بشأن حالها الصحّية و"أوصوا بوضعها تحت إشراف طبّي".
وعند الساعة 16,30 (15,30 بتوقيت غرينتش)، تبلغت ليز تراس بوفاة الملكة.
وأُعلنت وفاة الملكة رسميًا الساعة 18,30 (17,30 بتوقيت غرينتش). وقال القصر إنّ "الملكة توفيت بسلام في بالمورال بعد ظهر اليوم".
وأصبح نجلها الأكبر تشارلز ملكًا بشكلٍ تلقائيّ واختار لنفسه اسم تشارلز الثالث.
بعد وفاة الملكة
وبعد يوم واحد على وفاتها، غادر تشارلز وزوجته كاميلا بالمورال إلى قصر باكنغهام في لندن، حيث ألقيا التحيّة على الحشود.
وأشاد الملك بذكرى والدته في خطاب متلفز، وعد البريطانيّين بخدمتهم طوال حياته، كما فعلت والدته مِن قبله.
وشارك مسؤولون سياسيّون في احتفال ديني لتكريم الملكة في كاتدرائيّة القديس بولس في لندن.
وشهدت البلاد للمرّة الأولى منذ العام 1952 غناء نشيد "فليحفظ الله الملك".
في 10 سبتمبر/ أيلول، أُعلن تشارلز ملكًا بشكل رسمي في حفل أقيم في لندن.
وفي مظهر وحدة نادر، تفقّد نجلا الملك الأميران وليام وهاري وزوجتاهما كيت وميغان، باقات الزهر الموضوعة خارج قلعة ويندسور.
في 11 سبتمبر/ أيلول، غادرت العربة التي تحمل نعش الملكة بالمورال إلى قصر هوليرود هاوس في إدنبره، المقرّ الرسمي للملكة في اسكتلندا.
وفي اليوم التالي، خاطب الملك تشارلز مجلسَي البرلمان في وستمنستر في لندن.
ونُقل نعش الملكة في موكب من هوليرود هاوس إلى كاتدرائيّة سانت جيلز في إدنبره، ولحق بها أولادها الأربعة، الملك تشارلز وآن والأميران أندرو وإدوارد. وبدأت الحشود بالتدفّق لرؤية نعش الملكة.
تقليد مهيب
في 13 سبتمبر/ أيلول، توجه الملك إلى بلفاست، في أوّل زيارة لإيرلندا الشماليّة وصافح الرئيس الإيرلندي مايكل دي. هيغينز، أوّل رئيس دولة أجنبيّة يلتقي الملك الجديد.
ونُقل نعش الملكة إليزابيث من إدنبره إلى لندن على متن طائرة عسكريّة.
في 14 سبتمبر/ أيلول، وصل نعش الملكة إلى قاعة وستمنستر حيث يُعرض أمام الجمهور. وتوافد مئات آلاف الأشخاص لوداعها حتّى يوم الجنازة الاثنين 19 سبتمبر/ أيلول.
في 16 سبتمبر/ أيلول، استقبل حشد في كارديف الملك تشارلز. وألقى الأمير أمير ويلز السابق خطابًا باللغتين الإنكليزيّة والويلزيّة أمام برلمان ويلز.
وتجمّع تشارلز وإخوته حول التابوت في لندن، في تقليد مهيب يُعرف باسم "وقفة حراسة الأمراء".
في 17 سبتمبر/ أيلول، وقف أحفاد إليزابيث الثمانية، يتقدّمهم ويليام وهاري بالزيّ العسكري، حول النعش. وألقى تشارلز وويليام التحية بشكل مفاجئ على الجمهور الذي يصطفّ في طابور لرؤية النعش.
كما التقى تشارلز رؤساء وزراء كندا وأستراليا ونيوزيلندا وجامايكا وجزر الباهاما.
وأخيراً، في 18 سبتمبر/ أيلول، وقف الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون أمام نعش الملكة.
وأقام تشارلز حفل استقبال في باكنغهام لكبار الشخصيّات الأجنبيّة عشيّة الجنازة.