في اليوم الثاني والأخير من زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للهند والتي تتمحور حول مناقشات تجارية واستراتيجية، أعلن جونسون من نيودلهي عن إبرام شراكة دفاعية وأمنية "جديدة وموسعة"، وعلى مسامع نظيره الهندي قال إن هذه الشراكة الجديدة هي "التزام يمتد لعقود".
كما أشاد بالعلاقة التي تجمع بين "واحدة من أقدم الديموقراطية والهند الديموقراطية الكبيرة بالتأكيد"، وذلك رغم رفض الهند إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا علنًا إذ أن للدولة الآسيوية العملاقة تاريخاً طويلاً من التعاون مع موسكو، أكبر مورد عسكري لها.
وتأتي زيارة جونسون للهند بينما يواجه انتقادات من نواب حزب المحافظين واحتمال إجراء تحقيق بشأن ما إذا كان كذب على البرلمان بشأن فضيحة الحفلات (بارتيغايت).
وقال جونسون "ازدادت التهديدات بالاستبداد لذا من الضروري أن نعمل على تعميق تعاوننا"، معتبرا أن البلدين لديهما "مصلحة مشتركة في إبقاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ مفتوحة وحرة".
والهند جزء من المجموعة "الرباعية" (كواد) إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وأستراليا التي تعتبر حصنًا ضد الصين المتزايدة الحزم.
حقبة جديدة
وكان رئيس الحكومة البريطانية أعلن عشية زيارته، عن اتفاقات تجارية بقيمة مليار جنيه إسترليني (1,2 مليار يورو) مع الهند.
ووصفت رئاسة الحكومة البريطانية الزيارة التي تم تأجيلها من قبل بسبب وباء كوفيد-19 بأنها بداية "حقبة جديدة" في التجارة والاستثمار والشراكة التكنولوجية بين البلدين، وكشفت عن نيّتها إبرام اتفاقات استثمار ثنائية بقيمة مليار جنيه استرليني من شأنها أن تستولد 11 ألف فرصة عمل في بريطانيا.
وقال جونسون في بيان "شراكتنا العتيدة ستكون مصدر عمالة ونموّ وفرص لشعبينا وهي ستتوطّد على مرّ السنوات".
وستتيح الزيارة نسج شراكات جديدة في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء، فضلا عن إبرام اتفاقات استثمار في ميادين مثل تكنولوجيا الروبوتات والمركبات الكهربائية والأقمار الاصطناعية.
اختلافات حول اوكرانيا
وبشأن الوضع في أوكرانيا، تبنى البلدان موقفين مختلفين. فلندن تعزز العقوبات الاقتصادية ضد روسيا وكانت في طليعة الدول في دعم كييف بالأسلحة، بينما حرصت حكومة مودي على الامتناع عن إدانة روسيا علنا وعن المشاركة في تصويت في هذا الاتجاه ضد موسكو في الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم جونسون إن الأمر بالنسبة للندن يتعلق بالعمل مع الهند "لتوسيع التحالف" ضد روسيا ولكن ليس "إعطاء دروس" للهند.