تقترب الذكرى السنوية الأولى لاستيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، ورغم تراجع أعمال العنف بشكل ملحوظ منذ الانسحاب المتسرّع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة في 15 أغسطس/آب 2021، الا أن الأزمة الإنسانية في البلاد تتراكم أكثر وأكثر في وجه الشعب الأفغاني.
"حركة طالبان قد خرقت تعهدات عديدة باحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة منذ سيطرتها على أفغانستان قبل عام، وفرضت قيودا صارمة على حقوق النساء والفتيات"، هكذا لخصت "هيومن رايتس ووتش'' قبض طالبان على زمام السلطة في البلاد.
وأضافت "طالبان قمعت وسائل الإعلام، واحتجزت بشكل تعسفي، وعذبت، وأعدمت بإجراءات موجزة المنتقدين والمعارضين لنظامها".
حكم طالبان
وفند مدير المركز الأفغاني للاعلام والدراسات عبد الجبار بهير الوضع في أفغانستان، في حديث لـ"جسور"، بعد مرور سنة على تولي طالبان الحكم في البلاد، مشيرا الى أن "بعد انسحاب الجيش الأميركي، كان هناك تغيير واضح في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، خصوصا أن طالبان أعلنت أنها تريد إقامة النظام الإسلامي في أفغانستان".
ولا تزال دول عدة لا تعترف رسميا بطالبان وتطالبها بالالتزام بحقوق المرأة الأفغانية، غير أن الحركة لا تزال تعتمد سياسية متشددة في هذا الخصوص، اذ تتجمع عشرات الفتيات الأفغانيات في مناطق عدة لتلقي التعليم في مدارس سرية لانهن مُنعن من مواصلة تعليمهن بعد الصف السادس، بينما سمح للنساء الالتحاق بالجامعات".
أزمات بالجملة
وأشار بهير "بعد استيلاء الحركة على زمام السلطة، أعادت بعض الدول في المنطقة فتح سفاراتها في كابل فيما الوضع الاجتماعي يزداد سوءا، فالبطالة على سبيل المثال تزداد بوتيرة متسارعة، ناهيك عن أن المواطن الأفغاني بات متشائما وعلى دراية تامة بأن الوضع لن يتحسن في العاصمة ويفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم".
وأضاف "تضرب البلاد أزمة اقتصادية خانقة، اذ جمّدت الولايات المتحدة سبع مليارات دولار من أصول البنك المركزي، كما انهار القطاع المصرفي وتوقفت المساعدات الخارجية التي تمثّل 45 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي للبلاد".
وتابع "يعاني الأفغان من انعدام الأمن الغذائي منذ أغسطس/آب الماضي، فهم لا يتناولون جميع وجبات الطعام أو لا يتناولونه لأيام كاملة، ويلجؤون لآليات تأقلم قصوى لدفع ثمن الطعام، بما في ذلك إرسال الأطفال إلى العمل".
الوضع الأمني
واعتبر بهير أنه "كان من المتوقع استقرار الوضع الأمني في البلاد بعد استيلاء طلبان على الحكم، غير أن أفغانستان شهدت اغتيالات سياسية شتى من تنظيم داعش، رغم ذلك استطاعت الحركة القضاء على قيادات عدة في داعش".
وعن اغتيال زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري في العاصمة كابل بغارة أميركية، والذي يعد أكبر ضربة يتعرض لها تنظيم القاعدة منذ قتلت قوات أميركية خاصة أسامة بن لادن عام 2011؛ أشار بهير الى أن " ذلك سيؤثر على العلاقات الأفغانية – الأميركية، خصوصا أن العملية تعد الضربة الأولى التي تشنها الولايات المتحدة على هدف في أفغانستان منذ سحبت واشنطن قواتها من البلاد".
وأضاف "أن الحركة لم تستطع أن تصل لجثة الظواهري، حيث لا أثر لها حتى الآن، كما أن طالبان لم تكن على علم بتواجده في هذا المكان".
واعتبر ان "الصاروخ الذي ضرب بيت الظواهري دمر كل شيء، وان ما حصل ينتهك اتفاقية الدوحة".
وبشأن اغتيال الشيخ رحيم الله حقاني اثر هجوم وقع في مدرسة دينية بالعاصمة الأفغانية، لفت الجبار الى أنه "كان مقربا من حركة طالبان فيما اعترف تنظيم داعش أنه استطاع اغتيال أحد رموز الحكومة الأفغانية".
ورأى بهير أن "توقيت داعش لهذا الاغتيال مهم للغاية لأنه يتزامن مع الذكرى الأولى لاستيلاء طالبان على الحكم ولإثبات أن التنظيم حاضر بقوة على الساحة الأفغانية وليبرهن للمجتمع الدولي أن طالبان غير قادرة على تأمين السلام للشعب الأفغاني، غير أن الحكومة الأفغانية تؤكد على ضرورة القضاء على داعش وعلى كل من سيزعزع استقرار الشعب الأفغاني وأمنه".
هجرة الأفغان
تبعات سيطرة طالبان على الحكم مستمرة منذ سنة، وقد وصل نحو 300 أفغاني عملوا لحساب إسبانيا في بلدهم، إلى مدريد الخميس، على متن طائرة قادمة من باكستان، وكان في استقبالهم وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، الذي أكد أن الحكومة ستساعد "هؤلاء على الاندماج بما أنه سيكون من الصعب عليهم العودة إلى أفغانستان في مستقبل قريب".
وكانت إسبانيا واجهت صعوبات في إجلاء الأفغان الذين ساعدوا قواتها ودبلوماسييها في أغسطس/آب 2021.
هذا وخلال استيلاء طالبان على السلطة والانسحاب الغربي الفوضوي تمكنت مدريد من إجلاء أكثر من ألفي شخص معظمهم من الأفغان، كانوا مهددين بانتقام من قبل الحركة لأنهم عملوا في الجيش أو في السفارة الإسبانية خلال وجود قوات حلف "الناتو" الذي استمر عقدين في البلاد.
لكن الرحلات الجوية توقفت مع رحيل آخر الجنود الأميركيين، إلا أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أكد حينذاك أن بلاده "لن تتجاهل الأفغان الذين بقوا" في بلدهم.
ومنذ ذلك الحين أعادت رحلات جوية مئات من الأفغان إلى إسبانيا بعد انتقالهم إلى دول أخرى مثل باكستان وتركيا وإيران للسفر.
"حركة طالبان قد خرقت تعهدات عديدة باحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة منذ سيطرتها على أفغانستان قبل عام، وفرضت قيودا صارمة على حقوق النساء والفتيات"، هكذا لخصت "هيومن رايتس ووتش'' قبض طالبان على زمام السلطة في البلاد.
وأضافت "طالبان قمعت وسائل الإعلام، واحتجزت بشكل تعسفي، وعذبت، وأعدمت بإجراءات موجزة المنتقدين والمعارضين لنظامها".
حكم طالبان
وفند مدير المركز الأفغاني للاعلام والدراسات عبد الجبار بهير الوضع في أفغانستان، في حديث لـ"جسور"، بعد مرور سنة على تولي طالبان الحكم في البلاد، مشيرا الى أن "بعد انسحاب الجيش الأميركي، كان هناك تغيير واضح في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، خصوصا أن طالبان أعلنت أنها تريد إقامة النظام الإسلامي في أفغانستان".
ولا تزال دول عدة لا تعترف رسميا بطالبان وتطالبها بالالتزام بحقوق المرأة الأفغانية، غير أن الحركة لا تزال تعتمد سياسية متشددة في هذا الخصوص، اذ تتجمع عشرات الفتيات الأفغانيات في مناطق عدة لتلقي التعليم في مدارس سرية لانهن مُنعن من مواصلة تعليمهن بعد الصف السادس، بينما سمح للنساء الالتحاق بالجامعات".
أزمات بالجملة
وأشار بهير "بعد استيلاء الحركة على زمام السلطة، أعادت بعض الدول في المنطقة فتح سفاراتها في كابل فيما الوضع الاجتماعي يزداد سوءا، فالبطالة على سبيل المثال تزداد بوتيرة متسارعة، ناهيك عن أن المواطن الأفغاني بات متشائما وعلى دراية تامة بأن الوضع لن يتحسن في العاصمة ويفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم".
وأضاف "تضرب البلاد أزمة اقتصادية خانقة، اذ جمّدت الولايات المتحدة سبع مليارات دولار من أصول البنك المركزي، كما انهار القطاع المصرفي وتوقفت المساعدات الخارجية التي تمثّل 45 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي للبلاد".
وتابع "يعاني الأفغان من انعدام الأمن الغذائي منذ أغسطس/آب الماضي، فهم لا يتناولون جميع وجبات الطعام أو لا يتناولونه لأيام كاملة، ويلجؤون لآليات تأقلم قصوى لدفع ثمن الطعام، بما في ذلك إرسال الأطفال إلى العمل".
الوضع الأمني
واعتبر بهير أنه "كان من المتوقع استقرار الوضع الأمني في البلاد بعد استيلاء طلبان على الحكم، غير أن أفغانستان شهدت اغتيالات سياسية شتى من تنظيم داعش، رغم ذلك استطاعت الحركة القضاء على قيادات عدة في داعش".
وعن اغتيال زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري في العاصمة كابل بغارة أميركية، والذي يعد أكبر ضربة يتعرض لها تنظيم القاعدة منذ قتلت قوات أميركية خاصة أسامة بن لادن عام 2011؛ أشار بهير الى أن " ذلك سيؤثر على العلاقات الأفغانية – الأميركية، خصوصا أن العملية تعد الضربة الأولى التي تشنها الولايات المتحدة على هدف في أفغانستان منذ سحبت واشنطن قواتها من البلاد".
وأضاف "أن الحركة لم تستطع أن تصل لجثة الظواهري، حيث لا أثر لها حتى الآن، كما أن طالبان لم تكن على علم بتواجده في هذا المكان".
واعتبر ان "الصاروخ الذي ضرب بيت الظواهري دمر كل شيء، وان ما حصل ينتهك اتفاقية الدوحة".
وبشأن اغتيال الشيخ رحيم الله حقاني اثر هجوم وقع في مدرسة دينية بالعاصمة الأفغانية، لفت الجبار الى أنه "كان مقربا من حركة طالبان فيما اعترف تنظيم داعش أنه استطاع اغتيال أحد رموز الحكومة الأفغانية".
ورأى بهير أن "توقيت داعش لهذا الاغتيال مهم للغاية لأنه يتزامن مع الذكرى الأولى لاستيلاء طالبان على الحكم ولإثبات أن التنظيم حاضر بقوة على الساحة الأفغانية وليبرهن للمجتمع الدولي أن طالبان غير قادرة على تأمين السلام للشعب الأفغاني، غير أن الحكومة الأفغانية تؤكد على ضرورة القضاء على داعش وعلى كل من سيزعزع استقرار الشعب الأفغاني وأمنه".
هجرة الأفغان
تبعات سيطرة طالبان على الحكم مستمرة منذ سنة، وقد وصل نحو 300 أفغاني عملوا لحساب إسبانيا في بلدهم، إلى مدريد الخميس، على متن طائرة قادمة من باكستان، وكان في استقبالهم وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، الذي أكد أن الحكومة ستساعد "هؤلاء على الاندماج بما أنه سيكون من الصعب عليهم العودة إلى أفغانستان في مستقبل قريب".
وكانت إسبانيا واجهت صعوبات في إجلاء الأفغان الذين ساعدوا قواتها ودبلوماسييها في أغسطس/آب 2021.
هذا وخلال استيلاء طالبان على السلطة والانسحاب الغربي الفوضوي تمكنت مدريد من إجلاء أكثر من ألفي شخص معظمهم من الأفغان، كانوا مهددين بانتقام من قبل الحركة لأنهم عملوا في الجيش أو في السفارة الإسبانية خلال وجود قوات حلف "الناتو" الذي استمر عقدين في البلاد.
لكن الرحلات الجوية توقفت مع رحيل آخر الجنود الأميركيين، إلا أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أكد حينذاك أن بلاده "لن تتجاهل الأفغان الذين بقوا" في بلدهم.
ومنذ ذلك الحين أعادت رحلات جوية مئات من الأفغان إلى إسبانيا بعد انتقالهم إلى دول أخرى مثل باكستان وتركيا وإيران للسفر.