العالم يغلي على وقع حروب متعددة الاوجه منها إقتصاديّة تهزّ أكبر الدول وتزعزع الاستقرار في المنطقة وآخر المستجدات على صلة بموافقة دول تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها بينهم روسيا، خلال اجتماعها في فيينا، على قرار بخفض كبير في الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني.
خطوة إعتبرها البيت الأبيض انحيازا نحو روسيا"، وقال الرئيس بايدن إنه "يشعر بخيبة أمل من القرار "قصير النظر". وقد استدعى هذا القرار استنفاراً عالمياً لمواكبة تداعياته على المديين القريب والبعيد، فأي ارتدادات سيواكبها الشرق الأوسط وكيف؟ وماذا عن مستقبل اسعار النفط؟
اسباب قرار أوبك +
يرى الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي غابي بجاني في حديث لـ"جسور" ان السبب الرئيسي لاتخاذ أوبك + قرار خفض الانتاج مليوني برميل يوميًّا التضامن مع روسيا لأنها بحاجة لتمويل في حربها في أوكرانيا فيما انخفضت أسعار النفط ومنذ ثلاثة الى أربعة أشهر بلغت الـ120 دولار لبرميل البرنت، لتنخفض الى الـ 80 أو أقلّ ما يؤدّي الى انعكاسات سلبيّة لتمويل الحرب من قبل الروس، لذلك أصحاب القرار في أوبك وهم روسيا والسعودية، وطبعا هناك ضغوط كبيرة على السعودية لأن تتضامن مع روسيا، اتُّخذ القرار."
أما في ما خصّ التداعيات، فيوضّح بجاني أنه "عندما ينخفض الانتاج ترتفع الاسعار وبدأنا نلاحظ ارتفاعات فور صدور القرار ما سيؤدي طبعا الى الغلاء والتضخم للدول المُستوردة كأوروبا وغيرها" ولدول الشرق الأوسط، فالانعكاسات ستكون ايجابية للدول المُصدّرة للنفط كالسعودية وغيرها لأن مداخيلها ستكون أكبر بكميّات نفط أقلّ مما ستكون له سلبيّات على دول أخرى في الشرق الأوسط، بحسب بجابي الذي اكد أن الدول غير المنتجة للنفط مثل لبنان ستشهد ارتفاع أسعار البنزين أكثر بكثير كسائر المشتقّات النفطيّة".
المسار الاقتصادي العام
ويشير بجاني الى أن "حالة ركود بدأت بالإقتصاد العالمي وجميع التوقعات تُشير الى أنه في الأشهر المقبلة سيدخل العالم في حالة انكماش بدخول اقتصاديات العالم أجمع في حالة انخفاض كي لا نقول الانهيار ، وترقب لحوالى 2،3، الى 4% من الناتج القومي العام في جميع الدول وعما اذا كان الطلب على النفط أقلّ مما يخفّض من أسعار النفط. لذلك وتحسّبًا كانت خطوة أوبك مع روسيا للاستفادة قليلا قبل تراجع الأسعار بشكل دراماتيكي.
ويرى ان ذلك "ليس لصالح الأميركيين بمعنى عندما اتُخذ القرار بخفض الانتاج 2% تباحث الأميركيون بالقيام بنوع من التعويض عن النقص وبحسب المعلومات أن بايدن (الرئيس الأميركي جو بايدن) طالب ان كانت الكميات المحفوظة بالاحتياطي لديهم تعوّض عن هذا الفرق.
الانكماش .. مستقبلًا
ويختم بجاني منبهاً الى مرحلة بدأت منذ شهرين ولن تنتهي قبل السنة وهي التضخم الكبير الذي يحصل في كل دول العالم التي باتت مجبرة اليوم على رفع الفوائد ما يعني تراجع الزخم الاقتصادي وعندها يحصل نوع من recession والانعاكاسات ستكون مستقبليًّا سلبية على أسعار النفط".