هاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعوات التشدد في قوانين اقتناء الأسلحة، معتبرا أن "وجود الشر في عالمنا ليس سببا لنزع سلاح المواطنين الملتزمين بالقانون، إنما هو أحد أهم أسباب تسليحهم".
وكان ترامب قد شارك في مؤتمر الجمعية الوطنية للبنادق، أكبر لوبي للأسلحة في البلاد، والذي عقد الجمعة بمدينة هيوستن بولاية تكساس التي شهدت قبل ثلاثة أيام مجزرة في مدرسة روب الابتدائية ببلدة يوفالدي، الواقعة على بعد نحو ساعة برا من مقر إقامة المؤتمر، حين أقدم شاب على قتل 19 طفلا ومدرِّستَين بواسطة بندقية شبه أوتوماتيكية.
وقال ترامب إن "مختلف سياسات الرقابة على السلاح التي يروج لها اليسار لم تكن لتفعل شيئا لمنع الحادث المرعب، لا شيء على الإطلاق".
وتلا ترامب أسماء جميع الأطفال الذين قضوا واصفا إياهم بأنهم ضحايا شخص "مجنون" خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح "أمر غريب".
وقال "يجب علينا أن نتحد جميعنا جمهوريين وديمقراطيين لتحصين مدارسنا وحماية أطفالنا، وما نحتاجه الآن هو إصلاح أمني شامل في المدارس في جميع أنحاء بلدنا".
المزيد من الألم
وفضل حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت عدم حضور المؤتمر، كما لفت في بيان إلى عدم مشاركة نائبه دان باتريك بهدف تجنب "إثارة مزيد من الألم للعائلات".
وأعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن الذي انتقد لوبي الأسلحة الأميركي بعد المجزرة، من المقرر أن يصل إلى يوفالدي الأحد مع السيدة الأولى جيل بايدن لتقديم واجب العزاء.
وتعتبر الجمعية الوطنية للبنادق أقوى منظمة لحقوق اقتناء السلاح في الولايات المتحدة، وقد رفضت معظم المبادرات للمساعدة في الحد من الجرائم الجماعية ومن بينها تشديد التحري عن خلفية مشتري الأسلحة. وشهدت الولايات المتحدة 214 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، وفق منظمة "أرشيف العنف المسلح".
جدل محتدم
وأثار توقيت عقد الجمعية السنوية للوبي الأسلحة الأميركي واسع النفوذ الجمعة في تكساس جدلا محتدما.
وتدفق آلاف من مؤيدي حمل السلاح إلى قصر المؤتمرات الواسع الذي كان يعرض فيه المصنعون على منصات أسلحة شبه رشاشة وتجهيزات صيد.
وقال رجل ستيني ضاحكا حين سئل عما إذا كانت البندقية التي سيشتريها هي الأولى لديه، "لدي أسلحة نارية في كل غرفة من منزلي".
وفضل عدد من نجوم موسيقى الكانتري عدم المجيء ومن بينهم المغني دون ماكلين الذي اعتبر أنه سيكون من "غير اللائق" الغناء هناك.
كما فضل الفنان لي غرينوود المعروف بأغنيته الوطنية "God Bless the USA" (ليبارك الرب الولايات المتحدة)، النشيد المعتمد في تجمعات ترامب، إلغاء حفلته أيضا.
ومن الغائبين أيضا مصنع البندقية شبه الرشاشة "آيه أر-15" التي استخدمها منفذ إطلاق النار.
لكن السناتور النافذ عن ولاية تكساس المحافظ تيد كروز حضر وكذلك ترامب الذي تلقى عشرات ملايين الدولارات من الجمعية الوطنية للبنادق خلال حملتيه للرئاسة.
لا أسلحة
وهذه الجمعية التي تضم خمسة ملايين عضو أوضحت من جانب آخر أنه بسبب كلمة الرئيس الأميركي السابق ولضمان أمنه، تم حظر إدخال أسلحة نارية إلى القاعة.
بحسب لوبي الأسلحة، فإن المشاركين في هذا التجمع السنوي "سيفكرون" فيما حصل في يوفالدي و"سيصلون من أجل الضحايا".
ونفت الجمعية الوطنية للبنادق التي هاجمها الرئيس جو بايدن، تحمل أي مسؤولية في هذه المذبحة.
وأمام المبنى، تجمع متظاهرون وحملوا لافتات تدعو إلى حظر الأسلحة الهجومية.
توتر متزايد
وفي مشهد غير معتاد يدل على التوتر المتزايد بشأن مسألة الأسلحة، قاطع أورورك الحاكم الأربعاء في خضم مؤتمره الصحفي وحمّله مسؤولية المأساة.
وواجهت الطريقة التي أدارت بها الشرطة الأزمة انتقادات أيضا.
وأكدت شهادات كثيرة أن أهالي التلاميذ انتظروا طويلا أمام المدرسة من دون أن تتدخل الشرطة فيما كان التلميذ سالفادور راموس يرتكب المجزرة في أحد الصفوف، وهو ما أظهره أيضا شريط فيديو.
وقال مدير وزارة الأمن المحلية في تكساس، فيكتور إسكالون، إنه بعد "نحو ساعة" من دخول راموس إلى المدرسة وصلت وحدات من حرس الحدود و"دخلت المدرسة وقتلت المشتبه به".
وأوضح خلال مؤتمر صحفي أن هناك "الكثير من المعلومات والكثير من النقاط الغامضة" في التحقيق مضيفا "هذا يستغرق وقتا".
مسألة معقدة
وخلافا لما أفيد سابقا، قال إسكالون إن منفذ المجزرة لم يتواجه مع أي شرطي قبل أن يدخل مدرسة روب الابتدائية.
وأضاف أن راموس أطلق النار على المدرسة قبل دخولها، و"بعد أربع دقائق" وصلت طلائع الشرطيين إلى الموقع، عندها بدأ الأهل يتوافدون على المدرسة.
وفي فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أهال قلقين ويحضون الشرطة على اقتحام المدرسة فيما المجزرة جارية، كما تظهر مشاهد شرطيا يدفع بعنف أحد الأشخاص المتجمعين خارج المدرسة.
ووصل دانيال مايرز وهو قس عمره 72 عاما، مع زوجته أمام المدرسة بعد نحو ثلاثين دقيقة على دخول راموس إليها.
وروى لوكالة الأنباء الفرنسية أن الأهالي "كانوا على استعداد لدخول المدرسة، وقال أحدهم: أنا عسكري سابق، أعطوني فقط سلاحا وسأدخل، لن أتردد، سأدخل".
وأوضح فيكتور إسكالون خلال مؤتمره الصحفي أن الشرطيين الذين أصيب بعضهم بالرصاص، قاموا "في هذه الأثناء بإجلاء موظفين وتلاميذ وأساتذة" مضيفا أن "أمورا كثيرة تحصل، المسألة معقدة". وبعد ساعة وصل شرطيون متخصصون وقتلوا مطلق النار.
مشاعر الصدمة
إطلاق النار الذي وصفته الصحافة الأميركية بأنه "ساندي هوك جديدة" في إشارة إلى المجزرة الرهيبة في مدرسة ابتدائية في كونيكتيكت في 2012، أيقظ مشاعر الصدمة في أميركا.
وأثارت صور الضحايا الصغار الذين تراوح أعمارهم بين 9 و11 عاما والتي كان يبثها التلفزيون وشهادات عائلاتهم تأثرا كبيرا في البلاد بالإضافة إلى دعوات لتنظيم حمل السلاح بشكل أفضل.
لكن هذه الحركة لا فرص كبرى لديها لتتحول إلى أفعال نظرا لعدم وجود أمل في أن يتبنى الكونغرس قانونا وطنيا طموحا حول هذه المسألة.
ويتوجه الرئيس جو بايدن وزوجته جيل الأحد إلى يوفالدي من أجل "مشاطرة السكان مشاعرهم الحزينة" بعد المجزرة التي تعتبر من أسوأ حوادث إطلاق النار في السنوات الماضية في الولايات المتحدة.
وخيم الحزن على يوفالدي، البلدة البالغ عدد سكانها 16 ألف نسمة يتحدرون بمعظمهم من أميركا اللاتينية والواقعة بين سان أنطونيو والحدود المكسيكية.
ونصب 21 صليبا أبيض تكريما للضحايا أمام المدرسة وفي ساحة يوفالدي المركزية حيث تقاطر العشرات الخميس لوضع باقات زهور.
وزارت ميغن ماركل زوجة الأمير البريطاني هاري البلدة الخميس حيث شاركت في تكريم الضحايا.
وكان ترامب قد شارك في مؤتمر الجمعية الوطنية للبنادق، أكبر لوبي للأسلحة في البلاد، والذي عقد الجمعة بمدينة هيوستن بولاية تكساس التي شهدت قبل ثلاثة أيام مجزرة في مدرسة روب الابتدائية ببلدة يوفالدي، الواقعة على بعد نحو ساعة برا من مقر إقامة المؤتمر، حين أقدم شاب على قتل 19 طفلا ومدرِّستَين بواسطة بندقية شبه أوتوماتيكية.
وقال ترامب إن "مختلف سياسات الرقابة على السلاح التي يروج لها اليسار لم تكن لتفعل شيئا لمنع الحادث المرعب، لا شيء على الإطلاق".
وتلا ترامب أسماء جميع الأطفال الذين قضوا واصفا إياهم بأنهم ضحايا شخص "مجنون" خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح "أمر غريب".
وقال "يجب علينا أن نتحد جميعنا جمهوريين وديمقراطيين لتحصين مدارسنا وحماية أطفالنا، وما نحتاجه الآن هو إصلاح أمني شامل في المدارس في جميع أنحاء بلدنا".
المزيد من الألم
وفضل حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت عدم حضور المؤتمر، كما لفت في بيان إلى عدم مشاركة نائبه دان باتريك بهدف تجنب "إثارة مزيد من الألم للعائلات".
وأعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن الذي انتقد لوبي الأسلحة الأميركي بعد المجزرة، من المقرر أن يصل إلى يوفالدي الأحد مع السيدة الأولى جيل بايدن لتقديم واجب العزاء.
وتعتبر الجمعية الوطنية للبنادق أقوى منظمة لحقوق اقتناء السلاح في الولايات المتحدة، وقد رفضت معظم المبادرات للمساعدة في الحد من الجرائم الجماعية ومن بينها تشديد التحري عن خلفية مشتري الأسلحة. وشهدت الولايات المتحدة 214 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، وفق منظمة "أرشيف العنف المسلح".
جدل محتدم
وأثار توقيت عقد الجمعية السنوية للوبي الأسلحة الأميركي واسع النفوذ الجمعة في تكساس جدلا محتدما.
وتدفق آلاف من مؤيدي حمل السلاح إلى قصر المؤتمرات الواسع الذي كان يعرض فيه المصنعون على منصات أسلحة شبه رشاشة وتجهيزات صيد.
وقال رجل ستيني ضاحكا حين سئل عما إذا كانت البندقية التي سيشتريها هي الأولى لديه، "لدي أسلحة نارية في كل غرفة من منزلي".
وفضل عدد من نجوم موسيقى الكانتري عدم المجيء ومن بينهم المغني دون ماكلين الذي اعتبر أنه سيكون من "غير اللائق" الغناء هناك.
كما فضل الفنان لي غرينوود المعروف بأغنيته الوطنية "God Bless the USA" (ليبارك الرب الولايات المتحدة)، النشيد المعتمد في تجمعات ترامب، إلغاء حفلته أيضا.
ومن الغائبين أيضا مصنع البندقية شبه الرشاشة "آيه أر-15" التي استخدمها منفذ إطلاق النار.
لكن السناتور النافذ عن ولاية تكساس المحافظ تيد كروز حضر وكذلك ترامب الذي تلقى عشرات ملايين الدولارات من الجمعية الوطنية للبنادق خلال حملتيه للرئاسة.
لا أسلحة
وهذه الجمعية التي تضم خمسة ملايين عضو أوضحت من جانب آخر أنه بسبب كلمة الرئيس الأميركي السابق ولضمان أمنه، تم حظر إدخال أسلحة نارية إلى القاعة.
بحسب لوبي الأسلحة، فإن المشاركين في هذا التجمع السنوي "سيفكرون" فيما حصل في يوفالدي و"سيصلون من أجل الضحايا".
ونفت الجمعية الوطنية للبنادق التي هاجمها الرئيس جو بايدن، تحمل أي مسؤولية في هذه المذبحة.
وأمام المبنى، تجمع متظاهرون وحملوا لافتات تدعو إلى حظر الأسلحة الهجومية.
توتر متزايد
وفي مشهد غير معتاد يدل على التوتر المتزايد بشأن مسألة الأسلحة، قاطع أورورك الحاكم الأربعاء في خضم مؤتمره الصحفي وحمّله مسؤولية المأساة.
وواجهت الطريقة التي أدارت بها الشرطة الأزمة انتقادات أيضا.
وأكدت شهادات كثيرة أن أهالي التلاميذ انتظروا طويلا أمام المدرسة من دون أن تتدخل الشرطة فيما كان التلميذ سالفادور راموس يرتكب المجزرة في أحد الصفوف، وهو ما أظهره أيضا شريط فيديو.
وقال مدير وزارة الأمن المحلية في تكساس، فيكتور إسكالون، إنه بعد "نحو ساعة" من دخول راموس إلى المدرسة وصلت وحدات من حرس الحدود و"دخلت المدرسة وقتلت المشتبه به".
وأوضح خلال مؤتمر صحفي أن هناك "الكثير من المعلومات والكثير من النقاط الغامضة" في التحقيق مضيفا "هذا يستغرق وقتا".
مسألة معقدة
وخلافا لما أفيد سابقا، قال إسكالون إن منفذ المجزرة لم يتواجه مع أي شرطي قبل أن يدخل مدرسة روب الابتدائية.
وأضاف أن راموس أطلق النار على المدرسة قبل دخولها، و"بعد أربع دقائق" وصلت طلائع الشرطيين إلى الموقع، عندها بدأ الأهل يتوافدون على المدرسة.
وفي فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أهال قلقين ويحضون الشرطة على اقتحام المدرسة فيما المجزرة جارية، كما تظهر مشاهد شرطيا يدفع بعنف أحد الأشخاص المتجمعين خارج المدرسة.
ووصل دانيال مايرز وهو قس عمره 72 عاما، مع زوجته أمام المدرسة بعد نحو ثلاثين دقيقة على دخول راموس إليها.
وروى لوكالة الأنباء الفرنسية أن الأهالي "كانوا على استعداد لدخول المدرسة، وقال أحدهم: أنا عسكري سابق، أعطوني فقط سلاحا وسأدخل، لن أتردد، سأدخل".
وأوضح فيكتور إسكالون خلال مؤتمره الصحفي أن الشرطيين الذين أصيب بعضهم بالرصاص، قاموا "في هذه الأثناء بإجلاء موظفين وتلاميذ وأساتذة" مضيفا أن "أمورا كثيرة تحصل، المسألة معقدة". وبعد ساعة وصل شرطيون متخصصون وقتلوا مطلق النار.
مشاعر الصدمة
إطلاق النار الذي وصفته الصحافة الأميركية بأنه "ساندي هوك جديدة" في إشارة إلى المجزرة الرهيبة في مدرسة ابتدائية في كونيكتيكت في 2012، أيقظ مشاعر الصدمة في أميركا.
وأثارت صور الضحايا الصغار الذين تراوح أعمارهم بين 9 و11 عاما والتي كان يبثها التلفزيون وشهادات عائلاتهم تأثرا كبيرا في البلاد بالإضافة إلى دعوات لتنظيم حمل السلاح بشكل أفضل.
لكن هذه الحركة لا فرص كبرى لديها لتتحول إلى أفعال نظرا لعدم وجود أمل في أن يتبنى الكونغرس قانونا وطنيا طموحا حول هذه المسألة.
ويتوجه الرئيس جو بايدن وزوجته جيل الأحد إلى يوفالدي من أجل "مشاطرة السكان مشاعرهم الحزينة" بعد المجزرة التي تعتبر من أسوأ حوادث إطلاق النار في السنوات الماضية في الولايات المتحدة.
وخيم الحزن على يوفالدي، البلدة البالغ عدد سكانها 16 ألف نسمة يتحدرون بمعظمهم من أميركا اللاتينية والواقعة بين سان أنطونيو والحدود المكسيكية.
ونصب 21 صليبا أبيض تكريما للضحايا أمام المدرسة وفي ساحة يوفالدي المركزية حيث تقاطر العشرات الخميس لوضع باقات زهور.
وزارت ميغن ماركل زوجة الأمير البريطاني هاري البلدة الخميس حيث شاركت في تكريم الضحايا.