لا يزال التوتر سيد الموقف بين واشنطن وبكين وهو ما ينعكس على مختلف القضايا والملفات. ولا توفر أي من الدولتين فرصة إلا وتعاود فرض مزيد من التشنجات.
ولأن القضايا المائية الاكثر سخونة راهناً ، سجلت جولة وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن في جنوب شرق آسيا مواقف متقدمة حين دعا من جاكرتا، الصين إلى وقف "أعمالها العدوانية" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشددا على رغبته في تعزيز التحالفات مع دول المنطقة.
بلينكن وفي كلمة له في جامعة إندونيسيا قال:"مصممون على ضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، حيث تهدد أعمال بكين العدوانية تبادلات تجارية تزيد قيمتها عن ثلاثة تريليونات دولار سنوياً"، مجددا تمسك واشنطن بـ"السلام والاستقرار في مضيق تايوان" الذي بات أكثر من أي وقت مضى في صلب التوتر الشديد بين أكبر اقتصادين في العالم.
كما تعهّد بلينكن حماية حق كل الدول في اختيار طريقها الخاص، بلا ضغط أو ترهيب، معتبرا أنه "ليست هناك منافسة" بين منطقة تتمحور حول الولايات المتحدة أو أخرى حول الصين.
وأضاف: "هناك كثير من القلق، من شمال شرق آسيا إلى جنوب شرق آسيا، ومن نهر ميكونغ إلى جزر المحيط الهادئ، بشأن أعمال بكين العدوانية".
وتشهد المنطقة تصاعدا في التوتر في بحر الصين الجنوبي حيث تطالب بكين بشكل شبه كامل بهذه المنطقة المحورية في المبادلات التجارية، رافضة مطالبات سيادية مماثلة من الدول الساحلية الأخرى وهي فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان والفيليبين.
وتتزامن زيارة بلينكن إلى جاكرتا مع زيارة رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروتشيف، ما قد يشكل مؤشرا إلى المنافسة الشرسة بين القوى الكبرى في المنطقة.
وتحرص موسكو على أن تؤكد وجودها بمواجهة الولايات المتحدة حتى في جنوب شرق آسيا، حيث كان وزير الخارجية الأميركي يأمل في تسليط الضوء على أولويته الأولى، وهي المواجهة مع الصين.