بينما ترتفع وتيرة العقوبات الغربية على موسكو، كان التفاؤل سيد الموقف بإمكانية تخلي منظمة أوبك عن التحالف مع روسيا، لكن ما حدث كان العكس تماماً لا بل دفع البعض الى الاستناد لمقولة: انقلاب السحر على الساحر.
وأشار الصحفي خافيير بلاس، في مقالة نشرتها وكالة "بلومبرغ"، إلى أن "حجم إنتاج النفط الروسي وأسعاره في الأسواق، تشير إلى أن موسكو حققت النصر في المواجهة في سوق النفط العالمية"، موضحًا أن "ذلك يبدو واضحًا، ويمكن رؤيته مهما كان المؤشر الذي تستخدمه".
دليل حسي
ولفت إلى أن "الدليل الأول على فوز روسيا في هذه المواجهة، هو الوضع المتعلق بحجم إنتاج النفط في روسيا. في الشهر الماضي، عاد هذا الرقم إلى مستوى بداية العام تقريبًا، أي بمتوسط 10.8 مليون برميل يوميًا، وهو أقل بقليل من 11 مليون برميل في كانون الثاني"، مضيفًا: "تموز كان الشهر الثالث على التوالي للتعافي في إنتاج النفط في روسيا".
وكشف بلاس، أن "الدليل الثاني، هو سعر النفط الروسي في السوق العالمية. في البداية، إضطرت روسيا إلى بيع النفط بحسومات ضخمة، لكن في الأسابيع الأخيرة إستعادت موسكو إمكانية رفع الأسعار من خلال الإستفادة من العرض المحدود في السوق"، معتبرًا أنه "على الأقل، يبدو أن العقوبات في مجال الطاقة لا تعمل في الوقت الراهن". وشددت على أن، "مقياس النجاح الأخير لروسيا، هو مقياس سياسي له علاقة بطبيعة السوق".
ارتفاع التضخم في أوروبا
وكانت قد نشرت صحيفة إزفيستيا اليومية الروسية، تقريرا أشارت فيه إلى إرتفاع التضخم في أوروبا إلى 8.1%، حيث أن العقوبات ضد موسكو أغرقت هذه الدول في أزمة بعد أن ارتفعت كلفة الطاقة وزادت معه كلفة البضائع الأخرى، واعتبر التقرير أن هذه ليست إلا البداية، فإن دوامة التضخم يمكن أن تخرج عن السيطرة.
علاوةً على ذلك، أشار أنتون بروكودين، الخبير الاقتصادي الروسي في مؤسسة إنجوستراخ للاستثمار إلى مسار ارتفاع أسعار الغاز الذي قد يؤدي لاحقا إلى زيادة تعريفات غاز المنازل والكهرباء لدى المستهلكين.
كما يشير الخبراء، وفق التقرير، إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي في فضاء الاتحاد الأوروبي يبدو كارثيا، والأرقام الحالية ليست إلا بداية تسونامي تضخم في أسواق المستهلكين، بحسب التقرير.
ورأى الخبير الاقتصادي بيتر زابورتسيف أن علامة التحذير المبكرة على تضخم أسعار المستهلكين هي كلفة الإنتاج، وقد وصل إلى مستويات مقلقة في المنطقة الأوروبية.
فيما لفت سيرغي شيرنيكوف، الأستاذ بكلية الاقتصاد في روسيا، إلى أن أوروبا قد تشهد خلال الأشهر18 المقبلة أزمة مشابهة للتي مرت بها روسيا بداية التسعينيات، حين استفحلت ظاهرة الفقر لدى نسبة كبيرة من السكان، وألغي العديد من آليات الدعم والرعاية الاجتماعية.