بعد إثني عشر يوماً على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أتى إعلان فتح ممرات إنسانية ووقف إطلاق النار في مناطق محددة لإجلاء المدنيين من مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي الأوكرانية لافتاً وذلك إفساحا في المجال أمام جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين.
لكن آمال النجاح ضئيلة، فقد وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرطا مسبقا لأي حوار يتمثل في قبول كييف كل مطالب موسكو، ولا سيما نزع سلاح أوكرانيا وجعلها دولة محايدة.
ويثير تفاقم الصراع إمكان فرض حظر على النفط الروسي مزيدا من الاضطراب في الأسواق الدولية مع تسجيل ارتفاع حاد في أسعار النفط والذهب وهبوط كبير في أسواق الأسهم في آسيا.
ممرات انسانية بطلب شخصي
وأعلن الجيش الروسي الاثنين فتح ممرات إنسانية عدة وتعليق إطلاق النار في مناطق محددة لإجلاء المدنيين من مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي الأوكرانية التي تشهد معارك عنيفة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية "تعلن القوات الروسية لغرض إنساني" الامتناع عن إطلاق النار محليا "اعتبارا من الساعة العاشرة في السابع من مارس / آذار وفتح ممرات إنسانية". ولم يوضح البيان ما إذا كانت الممرات ستفتح بالتوقيت المحلي الأوكراني او في موسكو ومدة فتحها.
وأوضح الجيش الروسي أن هذا القرار اتّخذ بعد "طلب شخصي" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأجرى الرئيسان محادثات هاتفية الأحد استمرت ساعتين. وأعلن الجيش الروسي الاثنين أنه سيفتح ممرا بين العاصمة كييف ومدينة غوميل البيلاروسية القريبة من الحدود الأوكرانية. وأوضح المصدر نفسه أن ممرين آخرين سينطلقان من ماريوبول وسيسمحان بإجلاء المدنيين إما باتجاه روسيا وصولا إلى مدينة روسوتف أو غربا وصولا إلى مدينة زابوروجيا الأوكرانية.
وأوضحت موسكو أن ممرا آخر سيقام من خاركيف إلى مدينة بيلغورود الروسية. وسيسمح مساران أيضا للمدنيين بمغادرة مدينة سومي الأوكرانية، الأول باتجاه بلغورود في روسيا والثاني باتجاه بولتافا في أوكرانيا. وقالت موسكو إنها أبلغت الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والصليب الأحمر الدولي بهذه المعلومات.
عمليات قصف عنيف
وأتى الإعلان الروسي بعد ليلة تخللتها عمليات قصف عنيف جوا وبحرا وبرا استهدفت مدن أوكرانيا فيما دفع النزاع أكثر من 1,5 مليون شخص على الفرار من أوكرانيا واللجوء إلى دول الجوار بحسب الأمم المتحدة.
وأوضح الجيش الروسي أن هذا القرار اتّخذ بعد "طلب شخصي" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأجرى الرئيسان محادثات هاتفية الأحد استمرت ساعتين. وسيشمل القرار كييف التي يحاول الروس تطويقها وخاركيف التي استهدفت بقصف جوي مكثف مساء الأحد ولا سيما مجمع رياضي تابع لجامعة محلية فيها ومبانَ مدنية، وفق صحافي في وكالة فرانس برس. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان "يستمر العدو في عمليته الهجومية على اوكرانيا مركزا على تطويق كييف وخاركيف وتشيرنيغيف وسومي وميكولاييف ".
وأضاف أن القوات الروسية "تحشد مواردها لشن هجوم" على كييف. في العاصمة، يقف الجيش على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غربا لوقف تقدم الدبابات الروسية.
وقال الرقيب "كاسبر" من وحدة من المتطوعين الأوكرانيين "إذا تلقينا الأمر من القيادة، أو إذا رأينا الروس يتقدمون، فسنقوم بتفجيره (الجسر)... بأكبر عدد ممكن من دبابات العدو". ودارت معارك عنيفة طوال يوم الأحد في ضواحي كييف وفقا للإدارة الإقليمية الأوكرانية لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير وكذلك في تشيرنيغيف.
نووياً
وأكد بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد أنه "سيحقق أهدافه" في أوكرانيا "إما من خلال التفاوض وإما من خلال الحرب"، بحسب الإليزيه. لكنه أكد أنه "ليس في نيته شن هجمات على محطات الطاقة النووية"، مبديا "استعداده لاحترام معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية محطات الطاقة"، على ما قالت الرئاسة الفرنسية للصحافة.
وبعد القصف الذي نفت موسكو مسؤوليتها عنه واستهدف في 4 مارس/ آذار محطة الطاقة النووية في زابوروجيا، وهي الأكبر في أوكرانيا وأوروبا،وأثار مخاوف من وقوع كارثة، أبلغت كييف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إدارة المحطة أصبحت حاليا تحت أوامر القوات الروسية.
ووفقا السلطات الأوكرانية، وحدها الاتصالات بالمحطة عبر هاتف محمول متوافرة، لكنها ذات نوعية رديئة. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إنه يشعر "بقلق عميق" من "تدهور الوضع في ما يتعلق بالاتصالات الحيوية بين السلطة التنظيمية والمحطة". من جهته، اتهم الجيش الروسي الأوكرانيين بالسعي إلى إحداث تسرب إشعاعي في خاركيف ثم إلقاء اللوم على موسكو في ذلك.
ارتفاع أسعار النفط وانهيار سوق الأسهم
وأدى استمرار تفاقم النزاع والتوقف شبه التام للصادرات الروسية إلى ارتفاع أسعار النفط. ولامس سعر برميل نفط برنت بحر الشمال 140 دولارا صباح الإثنين، مقتربا بذلك من سعره القياسي المطلق.
إثر ذلك، تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونغ كونغ بأكثر من 3% صباح الإثنين. وارتفع سعر الذهب الذي يعتبر من الملاذات الآمنة إلى أكثر من ألفي دولار.