مع استمرار الجيش الروسي في إرسال وحدات قتالية إلى الحدود، وعلى وقع تحذير الولايات المتحدة الاميركية من أن موسكو تتحضّر لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، أعلن البنتاغون أن الأخيرة ستسقط خلال 72 ساعة أمام أي غزو روسي.
وكشف البنتاغون عن أن "أي غزو روسي سيوقع نحو 14 ألف قتيل في صفوف الجيش الأوكراني"، لافتاً إلى أن "روسيا ستخسر 4 آلاف جندي إذا غزت أوكرانيا"، مؤكداً أن "واشنطن تضع خططاً لإستيعاب موجة محتملة من اللاجئين من أوكرانيا إلى أوروبا".
من جهتها، شددت الرئاسة الأوكرانية الأحد على أن "فرص إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع روسيا أكبر بكثير من مخاطر تصعيد عسكري"، وذلك بعد تحذيرات الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع.
ضغط نفسي
وأضاف مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في بيان صادر عن مكتب الإعلام التابع للرئاسة أن "حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب الحدود يتواصل منذ الربيع الماضي، ولممارسة ضغط نفسي كبير، تنفذ روسيا مناوبات واسعة النطاق ومناورات وتحريك معدات عسكرية".
وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن "يكونوا مستعدين دائماً لكل السيناريوهات ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100 بالمئة".
وتنفي روسيا التخطيط للقيام بتوغل في أوكرانيا، في وقت تنفذ فيه مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروس وترسل عدة كتائب إلى شمال كييف وفي منطقة بريست قرب الحدود مع بولندا. كذلك، تتمركز قوة بحرية روسية كبرى في البحر الأسود.
كما جهزت روسيا مقاتلات قرب اوكرانيا، قاذفات وبطاريات صواريخ.
غزو واسعا
وكانت الاستخبارات الأميركية قد قدرت أن "روسيا بات لديها فعليا 70 بالمئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا ويمكن أن يكون لديها القدرة الكافية أي 150 ألف جندي لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين."
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن "الاستخبارات الأميركية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل".
وحذر المسؤولون من أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.
وحذروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة إذ قد يسبب مقتل ما بين 25 وخمسين ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصا إلى بولندا.
وقال مسؤولون أميركيون أن الكرملين حشد 110 آلاف عنصر على الحدود مع أوكرانيا، لكن التقارير الاستخباراتية لم تحدد بعد ما اذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمما فعليا على اجتياح البلاد.
تحرك دبلوماسي
ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو الاثنين وكييف الثلاثاء لاجراء محادثات تهدف لتخفيف التوتر دفع خطة السلام المجمود قدما من أجل وقف النزاع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية في شرق اوكرانيا.
كذلك، يزور المستشار الألماني أولاف شولتس المنطقة لاجراء محادثات مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع التالي في محاولة لتحريك الجهود الدبلوماسية.
وقرر الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال قوات أميركية لتعزيز قوات الأطلسي في أوروبا الشرقية. ووصلت كتيبة من التعزيزات الأميركية الأحد، الى مطار في جنوب شرق بولندا.
وأثارت هذه الخطوة غضب موسكو التي عرضت مطالب على الأطلسي لوقف توسعه والانسحاب من دول أعضاء تقع في أوروبا الشرقية.
لكن الولايات المتحدة أكدت الأحد أن الهدف من إرسال قواتها ليس "إشعال" حرب مع روسيا.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سالفيان إن "الرئيس كان واضحا مدى أشهر لجهة أن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا".