"إنّها لحظة فريدة وتاريخيّة في العلاقات بين أوكرانيا والاتّحاد الأوروبي"، بهذه الكلمات علّق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تغريدة له على "تويتر"، بشأن قرار قادة دول الاتّحاد الأوروبي منح بلاده صفة المرشّحة لعضويّة الاتّحاد في ذروة الغزو الروسي.
الواقع الجديد اعتبره الرئيس الأوكراني انتصاراً كبيراً بعد انتظار دام ثلاثين عاماً منذ استقلال أوكرانيا إلا أن الحقيقة قد لا توازي نشوة الفرح على ما يبدو، فأوكرانيا لم تصبح بعد عضواً رسمياً في الاتحاد الأوروبي والمعطيات تشير إلى أن المسار طويل وربما متعثر.
قرار معنوي
المستشار والخبير القانوني في المفوضية الأوروبية والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الدكتور محي الدين الشحيمي، في اتصال مع "جسور"، يرى أن القرار له طابع "معنوي أكثر منه عملي"، موضحاً أن "منح أوكرنيا بطاقة أو صفة المرشح للاتحاد لا يعني أبداً أنها أصبحت في الاتحاد، إنما يؤهلها لتصبح في المستقبل في منطقة الشينغين دون أن يكون الأمر مضموناً بل تحت رحمة الظروف"؛ لافتاً إلى أن "دولاً مثل مقدونيا وألبانيا مرشحة لدخول الاتحاد الاوروبي منذ سنوات ولا تزال".
أما وصف زيلينسكي الحدث بالتاريخي، فيدخل ضمن "الإطار العاطفي بعيداً عن السياسية" كما يقول الشحيمي. مضيفاً "إنه يرى فيه تعويضاً من الأوروبيين لبلده عن الاعتداءات التي يتعرض لها منذ أكثر من 100 يوم، وكبداية لتثبيت مرحلة جديدة من الثقة بين أوكرانيا وبين الاتحاد الأوروبي"
عمق المشكلة يكمن، وفقاً للشحيمي، في مدى التجاوب الروسي مع المبادرة "لن يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تصبح أوكرانيا عضواً في الاتحاد، وبالتالي عضواً في الناتو مع ما يشمله هذا الموضوع من امتيازات من الممكن أن تستفيد منها، والأمر يحتاج للتوافق العريض بين الأوروبيين والروس على شكل جديد من مناطق ربط النزاع وفض الاشتباك وعلى بنود مهمة منها الطاقة وتوحيد السياسة الأوروبية".
قرار مجاملة
من ناحيته، لفت المشرف على مركز الأوراس للدراسات الاستراتيجية، أوراغ رمضان، في اتصال مع "جسور"، إلى أن منح أوكرانيا صفة مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي: لا يعدو كونه "قرار مجاملة سياسية" الهدف منه إعطاء "الدعم المعنوي لأوكرانيا "، كما رأى فيه "تسويقاً دعائياً يخدم النخب الأوكرانية من رئيس الجمهورية إلى وزير الخارجية لإعطائهم المصداقية والإقرار بأنهم حققوا نتائج مهمة ميدانياً".
أما تلقف الرئيس الأوكراني للمبادرة فالهدف منه، بحسب رمضان "منحه الفرصة لإراحة الداخل وامتصاص الاحتقان في الملف الاقتصادي بشكل خاص"، أما خارجياً "لقد أدخل أوكرانيا في المنظومة الدولية مع إمكانية أن تصبح جزءاً من حلف شمالي الأطلسي في رسالة من بروكسل وواشنطن إلى روسيا". كذلك أوضح أن المقام الجديد لأوكرانيا سيكون من شأنه "خفض القيود البيروقراطية الأوروبية ويسهل فتح الاعتمادات المالية لأوكرانيا وقدرها تسعة مليارات يورو لدعم قواتها المسلحة وإداراتها لأجل محاربة الفساد".
الواقع الجديد اعتبره الرئيس الأوكراني انتصاراً كبيراً بعد انتظار دام ثلاثين عاماً منذ استقلال أوكرانيا إلا أن الحقيقة قد لا توازي نشوة الفرح على ما يبدو، فأوكرانيا لم تصبح بعد عضواً رسمياً في الاتحاد الأوروبي والمعطيات تشير إلى أن المسار طويل وربما متعثر.
قرار معنوي
المستشار والخبير القانوني في المفوضية الأوروبية والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الدكتور محي الدين الشحيمي، في اتصال مع "جسور"، يرى أن القرار له طابع "معنوي أكثر منه عملي"، موضحاً أن "منح أوكرنيا بطاقة أو صفة المرشح للاتحاد لا يعني أبداً أنها أصبحت في الاتحاد، إنما يؤهلها لتصبح في المستقبل في منطقة الشينغين دون أن يكون الأمر مضموناً بل تحت رحمة الظروف"؛ لافتاً إلى أن "دولاً مثل مقدونيا وألبانيا مرشحة لدخول الاتحاد الاوروبي منذ سنوات ولا تزال".
أما وصف زيلينسكي الحدث بالتاريخي، فيدخل ضمن "الإطار العاطفي بعيداً عن السياسية" كما يقول الشحيمي. مضيفاً "إنه يرى فيه تعويضاً من الأوروبيين لبلده عن الاعتداءات التي يتعرض لها منذ أكثر من 100 يوم، وكبداية لتثبيت مرحلة جديدة من الثقة بين أوكرانيا وبين الاتحاد الأوروبي"
عمق المشكلة يكمن، وفقاً للشحيمي، في مدى التجاوب الروسي مع المبادرة "لن يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تصبح أوكرانيا عضواً في الاتحاد، وبالتالي عضواً في الناتو مع ما يشمله هذا الموضوع من امتيازات من الممكن أن تستفيد منها، والأمر يحتاج للتوافق العريض بين الأوروبيين والروس على شكل جديد من مناطق ربط النزاع وفض الاشتباك وعلى بنود مهمة منها الطاقة وتوحيد السياسة الأوروبية".
قرار مجاملة
من ناحيته، لفت المشرف على مركز الأوراس للدراسات الاستراتيجية، أوراغ رمضان، في اتصال مع "جسور"، إلى أن منح أوكرانيا صفة مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي: لا يعدو كونه "قرار مجاملة سياسية" الهدف منه إعطاء "الدعم المعنوي لأوكرانيا "، كما رأى فيه "تسويقاً دعائياً يخدم النخب الأوكرانية من رئيس الجمهورية إلى وزير الخارجية لإعطائهم المصداقية والإقرار بأنهم حققوا نتائج مهمة ميدانياً".
أما تلقف الرئيس الأوكراني للمبادرة فالهدف منه، بحسب رمضان "منحه الفرصة لإراحة الداخل وامتصاص الاحتقان في الملف الاقتصادي بشكل خاص"، أما خارجياً "لقد أدخل أوكرانيا في المنظومة الدولية مع إمكانية أن تصبح جزءاً من حلف شمالي الأطلسي في رسالة من بروكسل وواشنطن إلى روسيا". كذلك أوضح أن المقام الجديد لأوكرانيا سيكون من شأنه "خفض القيود البيروقراطية الأوروبية ويسهل فتح الاعتمادات المالية لأوكرانيا وقدرها تسعة مليارات يورو لدعم قواتها المسلحة وإداراتها لأجل محاربة الفساد".
وأشار رمضان من جهة ثانية، إلى أن الإمدادات اللوجستية الأوروبية لأوكرانيا مستمرة بطريقة غير علنية مما يساهم في "توظيف أوكرانيا لاستنزاف روسيا ليس إلا"، معتبراً أن القرار بحد ذاته لا تأثير مباشرا له على الجانب الروسي "روسيا لا تعير أهمية للمجاملات السياسية والمسار طويل بالنسبة إليها"، كما لم ينفِ احتمال تقسيم أوكرانيا.
الغاز والتسويات المحتملة
الإعلان عن دخول أوكرانيا مرحلة الترشيح، يضعه المستشار والخبير القانوني محي الدين الشحيمي، في إطار "ورقة أوروبية للتفاوض مع روسيا عبر بوابة الغاز والطاقة والمعايير الجيوبوليتيكية" لحثها على تليين موقفها، وذلك من خلال رسالة واضحة تؤكد فيها أوروبا "أن بمقدورها تأمين بديل عن الغاز كما مساعدة أوكرانيا ميدانيا ولوجيستيا".
من جهة أخرى، يتخوف الشحيمي من تغيير في الموقف الأوروبي "إن تمت التسوية الكبرى مع روسيا سوف تدفع أوكرانيا الثمن وتصبح غير مرشحة كما تُنزع منها العضوية"، شارحاً أسباب احتمال التراجع "أولاً الجيوبوليتيك الأوكراني حساس ولا يحتمل تغيير الهويات كما أن أوروبا غير قادرة على إحداث تغيير نوعي في حدودها أضف إلى معاناتها مع أعداد المهاجرين".
الغاز والتسويات المحتملة
الإعلان عن دخول أوكرانيا مرحلة الترشيح، يضعه المستشار والخبير القانوني محي الدين الشحيمي، في إطار "ورقة أوروبية للتفاوض مع روسيا عبر بوابة الغاز والطاقة والمعايير الجيوبوليتيكية" لحثها على تليين موقفها، وذلك من خلال رسالة واضحة تؤكد فيها أوروبا "أن بمقدورها تأمين بديل عن الغاز كما مساعدة أوكرانيا ميدانيا ولوجيستيا".
من جهة أخرى، يتخوف الشحيمي من تغيير في الموقف الأوروبي "إن تمت التسوية الكبرى مع روسيا سوف تدفع أوكرانيا الثمن وتصبح غير مرشحة كما تُنزع منها العضوية"، شارحاً أسباب احتمال التراجع "أولاً الجيوبوليتيك الأوكراني حساس ولا يحتمل تغيير الهويات كما أن أوروبا غير قادرة على إحداث تغيير نوعي في حدودها أضف إلى معاناتها مع أعداد المهاجرين".