كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش ومفاوضين أوكرانيين كانوا هدفًا لتسميم مفترض يحتمل أنّ متشدّدين في موسكو يقفون وراءه، بهدف عرقلة المفاوضات بين موسكو وكييف.
وأبراموفيتش الذي فرضت عليه أخيرًا عقوبات من قبل الدول الغربية التي تسعى للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب غزوه لأوكرانيا، كان يتنقّل بين كييف وموسكو ومواقع التفاوض الأخرى، وذلك بحسب التقارير.
مصدر مطّلع على الملفّ أكد لوكالة "فرانس برس" صحّة هذا التقرير، قائلاً "للأسف ما أوردته وول ستريت جورنال قد حدث فعلاً".
الصحيفة الأميركية قالت إنه وبعد اجتماع في العاصمة الأوكرانية، ظهرت أعراض على أبراموفيتش واثنين من كبار المفاوضين الأوكرانيين بينها احمرار وألم في العينين وتقشّر في جلد الوجه والأيدي.
نظريات مؤامرة
مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك لو يؤكد الحادث، ونصح بدلاً من ذلك بمتابعة "المعلومات الرسمية فقط".
وقال بودولياك إنّ "جميع أعضاء فريق التفاوض يعملون كالمعتاد اليوم"، وأضاف، "هناك الكثير من التكهّنات حول معلومات في وسائل الإعلام ونظريات مؤامرة مختلفة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه لم تتّضح الجهة التي تقف وراء هذا الاعتداء، لكنّ المستهدَفين حمّلوا المسؤولية لمتشدّدين في موسكو يسعون لتعطيل مفاوضات إنهاء الحرب.
ولفت أشخاص الى أنّ حالة أبراموفيتش والمفاوضين الآخرين تحسّنت وحياتهم ليست بخطر.
وقال كريستو غروزيف من موقع "بيلنغكات" الاستقصائي للصحيفة بعد دراسة الحادث "لم يكن القصد القتل، لقد كان مجرّد تحذير".
وغروزيف الذي توصّل الى أنّ عملاء الكرملين سمّموا زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني بغاز الأعصاب عام 2020، شاهد صورًا لتأثير الاعتداء على أبراموفيتش، إلا أنه لم يتمّ جمع عيّنات في الوقت المناسب لخبراء الطب الشرعي للكشف عن نوعية السمّ.
إرجاء العقوبات
وكتب موقع "بيلنغكات" عبر "تويتر" انّ الرجال الثلاثة الذين ظهرت عليهم الأعراض "لم يتناولوا سوى الشوكولاتة والماء في الساعات التي سبقت ظهور الأعراض".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إنّ حكومته تلقّت الدعم من رجال أعمال روس بينهم أبراموفيتش الذي يسعى لبيع نادي تشيلسي لكرة القدم وتربطه علاقة وثيقة مع بوتين.
وصرّح زيلينسكي للصحافيين أنّ رجال الأعمال الروس هؤلاء قالوا إنّهم يريدون "القيام بشيء ما" و"المساعدة" في وقف تصعيد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الذي أودى بحياة الآلاف.
ولم يذكر زيلينسكي حالات التسمّم، ووفقًا للصحيفة لم يكن لدى المتحدث باسم الرئاسة أي معلومات عن هذا الاعتداء.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أنّ زيلينسكي طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن إرجاء فرض العقوبات على أبراموفيتش، لأنّ الملياردير الروسي يمكن أن يلعب دورًا في التفاوض على اتفاق سلام مع موسكو.