عدوى التظاهرات المناهضة للتدابير الصحية التي نُظمت في كندا، حيث يشل سائقو الشاحنات العاصمة أوتاوا، انتقلت إلى عدة دول، بينها فرنسا حيث وصلت قوافل المحتجين إلى العاصمة باريس.
كندا
في نهاية يناير/كانون الثاني، تحولت حركة "قافلة الحرية" التي بدأها سائقو الشاحنات الكنديون المعارضون لفرض التطعيم من أجل عبور الحدود مع الولايات المتحدة، بسرعة إلى إحتجاجات ضد التدابير الصحية برمتها في كندا، وبالنسبة لبعض المتظاهرين ضد حكومة جاستن ترودو. وأغلقت مئات الشاحنات الشوارع منذ أسبوعين في العاصمة الفدرالية أوتاوا، الى حين إعلان حالة الطوارئ في أونتاريو.
هذا وامتدت هذه الإحتجاجات إلى مدن كندية رئيسية أخرى: تورونتو، وينيبيغ، كيبيك، إضافةً إلى ثلاثة محاور حدودية مع الولايات المتحدة، بهدف ضرب الإقتصاد .وتم خصوصاً اغلاق جسر امباسادور الحدودي، الذي يربط مدينة ويندسور الكندية بديترويت في الولايات المتحدة، ما دفع محكمة أونتاريو العليا رفع هذا الحصار، توازياً مع تمركز الشرطة قرب الجسر لإجلاء المتظاهرين معلنة بدء تدخلها.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أنّ "كلّ الخيارات واردة" لإنهاء تحرّك المحتجّين.
فرنسا
نزل آلاف المعارضين لشهادة التلقيح ضد كوفيد-19، التي دخلت حيز التنفيذ في 24 يناير/ كانون الثاني في فرنسا، ومعارضو الحكومة، الذين تمركزوا على أبواب العاصمة، إلى الشارع مجدداً وانضمت اليهم مئات السيارات وعربات التخييم والشاحنات الصغيرة للتظاهر في العاصمة الفرنسية. ورغم قرار المنع الصادر عن السلطات العازمة على الحؤول دون أي شل للحركة، دعى الرئيس الفرنسي إلى "أعلى درجات ضبط النفس" في التعامل مع المحتجين.
وقبل شهرين من الإنتخابات الرئاسية، أكد أنصار هذه الحركة المستوحاة من الإحتجاجات الكندية أنهم من "السترات الصفر"، التعبئة الشعبية التي عمت البلاد في عامي 2018-2019، وتسبب فيها ارتفاع أسعار البنزين إلى أن تحولت لحراكٍ ضد الرئيس إيمانويل ماكرون.
الولايات المتحدة
حثت الولايات المتحدة كندا إلى استخدام "السلطات الفدرالية" لفتح الطرق على حدود البلدين. كما أعلن البيت الأبيض أنه تبلغ بتنظيم "قافلة الحرية" في واشنطن في مطلع مارس/آذار، مؤكداً "اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان ألا تعطل هذه القافلة التجارة أو النقل، وألا تؤثر على عمل الحكومة الفدرالية وعلى إنفاذ القانون والإغاثة".
وتلقت القوافل دعماً من المسؤولين الأميركيين المحافظين، وخصوصاً السناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، الذي وصف المتظاهرين بـ "الأبطال" و "الوطنيين" إضافة الى الرئيس السابق دونالد ترامب.
نيوزيلندا
يتمركز المتظاهرون المناهضون للقاح في نيوزيلندا، أمام مقر البرلمان وشكلوا "مخيم الحرية". وحاولت الشرطة تفريقهم بدون جدوى، مما أدى إلى صدامات عنيفة وتوقيف أكثر من 120 شخصاً. هذا وارتفع عدد المتظاهرين من نحو 250 في البداية إلى قرابة 1500 في الأيام الأخيرة الماضية.
هولندا
أغلق محتجون هولنديون على الاجراءات الصحية وفدوا في مواكب من كل انحاء البلاد وسط لاهاي، معلنين عزمهم على البقاء رغم أن قوات الأمن طالبتهم باخلاء المكان.
وكتبت الشرطة على تويتر "أمام المتظاهرين في وسط لاهاي حتى بعد الظهر الساعة 15,30 (14,30 ت غ) لمغادرة المكان مع مركباتهم"، متوعدة باعتقالهم وتغريمهم.
بلجيكا
وأعلنت السلطات البلجيكية منع وصول قافلة من المتوقع قدومها إلى العاصمة استجابةً لدعوة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي متحدثة عن نقطة "التقاء" من جميع أنحاء أوروبا.