وسط مخاوف من احتمال زيادة عدد الإصابات بـ"جدري القرود" خلال أشهر الصيف، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن تفشي مرض جدري القرود أمر "يجب أن يكون مصدر قلق للجميع"، مضيفا أن مسؤولي الصحة الأميركيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة.
وأبلغ بايدن الصحفيين، الأحد، في قاعدة جوية في كوريا الجنوبية قبل مغادرته على متن طائرة الرئاسة الأميركية متجها إلى اليابان "نبذل جهدا كبيرا لمعرفة ما سنفعله".
92 حالة
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت إنها تتوقع رصد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود في الوقت الذي توسع فيه نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه حتى السبت، تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه بإصابتها بجدري القردة من 12 دولة عضو لا يتوطن فيها الفيروس.
وأضافت المنظمة أن "المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض".
وقال مستشار كبير في منظمة الصحة العالمية إن المنظمة تعمل على تقديم مزيد من التوجيهات للدول بشأن كيفية الحد من انتشار هذا المرض .
وأوضح رئيس المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية ديفيد هيمان أن المفهوم العملي لمنظمة الصحة العالمية المعتمد على الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن هو أن التفشي الحالي ناجم عن الاتصال الجنسي.
وأشار هيمان إلى إن الاختلاط المباشر هو الوسيلة الرئيسية لانتقال الفيروس لأن الطفح الجلدي المصاحب عادة للمرض معد للغاية.
السعودية
وفي المملكة العربية السعودية، أكدت وزارة الصحة عدم تسجيل أي حالة مصابة بجدري القرود، مشيرة إلى جاهزيتها التامة للرصد والتقصي والتعامل في حال ظهور أي حالة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية: "وزارة الصحة تؤكد عدم تسجيل أي حالة مصابة بجدري القرود في المملكة، الذي بدأت تظهر له حالات في بعض دول أوروبا وشمال أميركا، بعد أن كان مستوطنا في بعض الدول الأفريقية لأكثر من 50 عاما، وتشير إلى جاهزيتها التامة للرصد والتقصي والتعامل في حال ظهور أي حالة".
من جانبها، نصحت هيئة الصحة العامة في السعودية المواطنين أثناء السفر إلى الخارج بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان والتزام ارتداء الكمامة وتعقيم الأيدي بشكل مستمر.
مصر
بدورها، أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر متابعتها الدقيقة للوضع الوبائي المتعلق بفيروس "جدري القرود" المنتشر في عدد كبير من الدول الأوروبية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان حسام عبد الغفار أنه لا توجد حتى الآن أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بالفيروس، حيث أنّه لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة.
وأكد عبد الغفار أن "الفيروس ينتشر عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق، وهو ما يجعل أنه من غير المرجح تحوّله لجائحة عالمية مثل فيروس كورونا".
وتابع المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان أن "الفيروس مستوطن في غرب ووسط إفريقيا، ونادرا ما يصل إلى قارات أخرى، وعندما يحدث ذلك فإن حالات تفشي المرض تكون قليلة، ويتم قياسها بأرقام فردية، جدري القرود معروف لنا، ولدينا خبراء متخصصون في التعامل معه".
وأوضح عبد الغفار أنه من بين الإجراءات التي يجب اتخادها للوقاية من الإصابة بالفيروس، "عزل المرضى المصابين عن الآخرين، وغسل اليدين بالماء والصابون واستخدام معقم اليدين، واتخاذ إجراءات الحجر البيطري للحيوانات المصابة".
المغرب
من جانبه، لم يعلن المغرب رصد أي حالة إصابة ، لكنه عزز إجراءات المراقبة الصحية في مختلف نقاطه الحدودية سواء البرية أو البحرية أو الجوية، تأهبا لأي طارئ يرتبط بالمرض الفيروسي المنتشر .
واتخذت السلطات المختصة الاحتياطات اللازمة على مستوى المطارات والموانئ والمنافذ البرية، قصد تحصين المعابر الحدودية للمملكة ومنع تسلل المرض الفيروسي.
وتحاول المملكة العمل بخطة استباقية من خلال مراقبة حدودها بشكل دوري للكشف عن الحالات الحاملة للمرض قبل دخولها التراب الوطني.
وتأتي هذه الخطوات بالتزامن مع تسجيل الجارة الشمالية للمغرب إسبانيا ودول أوروبية أخرى بالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة وأستراليا، إصابات مؤكدة مما أثار قلق دول عديدة، من بينها المغرب.
آلاف الجرعات
ورُصدت في الأسابيع الأخيرة حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس.
وفي المملكة المتحدة، قالت السلطات إنها اشترت كميات من لقاح الجدري وبدأت بإعطائه لأولئك الأشخاص الذين هم "عرضة بمستويات عالية" للإصابة بمرض جدري القرود.
واشترت السلطات الصحية في إسبانيا هي الأخرى آلاف الجرعات من لقاح الجدري العادي من أجل التعامل مع حالات انتشار المرض، بحسب جريدة "الباييس".
أعراض المرض
ويعد جدري القرود مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا. وينتشر من خلال الاحتكاك المباشر وهو ما يعني إنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.
وتشمل أعراض المرض النادر الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه.
ويمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ملامسة البثور الجلدية أو لعاب شخص مصاب، وكذلك من خلال المخالطة والاستعمال المشترك للفراش أو المناشف.
ويشفى المصابون بجدري القردة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع عادة، وفق منظمة الصحة العالمية.ولا ينتشر الفيروس بسهولة بين البشر، ويُقال إن الخطر الذي يشكله على الصحة العامة ضئيل جدا.
ولا يوجد لقاح محدد ضد جدري القرود، لكن جرعة من لقاح الجدري العادي توفر نسبة حماية تصل إلى 85 في المئة نظراً للتشابه الكبير بين الفيروسين المسببين للمرضين.