أدلى لاجئ من طاجيكستان، كان قد غادر أوكرانيا متوجها إلى بولندا، بشهادة مثيرة للجدل، قال فيها إن "لاجئين من أوكرانيا في وارسو عُرض عليهم الإدلاء بشهادات زور عن جرائم تنسب للعسكريين الروس في بوتشا مقابل إقامة مريحة بأوروبا".
وروى الشاهد الذي يدعى تيمور حاجينازاروف، أن رجلين مجهولين اقتربا منه في محطة الحافلات في وارسو وسألوه عما إذا كان لاجئا، كما وعدوه بتوفير ظروف حياة مواتية في دول الاتحاد الأوروبي، ومقابل ذلك يتوجب عليه المشاركة في تصوير فيديو في ألمانيا، موضحا ما عرض عليه بقوله: "ليس عليك إلا أن تقول إنك من بوتشا. وعندما كنت تعيش في بوتشا، جاء الفاشيون والنازيون والروس إلى هناك، وبدأوا في القصف وقتل الجميع وإطلاق النار على المدنيين والاغتصاب والسرقة... عليك تأكيد ذلك".
وأكد اللاجئ الطاجيكي أنه رفض هذا العرض، مضيفا "قلت أنا لا أشارك في مثل هذه الألاعيب وسأطير إلى طاجيكستان". وبعد يوم ونصف، غادر الرجل وارسو.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت يوم 3 أبريل/ نيسان اتهامات نظام كييف بقتل مدنيين في بوتشا، مشددة على أن القوات الروسية غادرت بوتشا بالكامل في 30 مارس/ آذار، ولم تظهر "أدلة على الجرائم" إلا في اليوم الرابع، حين وصل أفراد جهاز الأمن الأوكراني إلى المدينة.
من جهتها، قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير مفصّل أصدرته الخميس، إنّ القوّات الروسيّة ارتكبت على ما يبدو سلسلة من جرائم الحرب أثناء احتلالها بلدة بوتشا، حوالي 30 كيلومتر شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، بين 4 و31 مارس/آذار 2022.
ووجد باحثو هيومن رايتس ووتش الذين عملوا في بوتشا من 4 إلى 10 أبريل/نيسان، بعد أيام من انسحاب القوات الروسية من هناك، أدلّة كثيرة على حصول إعدامات ميدانية، وعمليات قتل غير قانونية أخرى، وأعمال إخفاء قسري وتعذيب، وكلّها من شأنها أن تُشكّل جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية.
وقال الباحث في الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، ريتشارد فير، "تقريبا كل ركن في بوتشا أصبح مسرح جريمة، يمكن الشعور بالموت في كلّ مكان.
تُشير الأدلة إلى أنّ القوات الروسية التي احتلت بوتشا تصرّفت بازدراء تجاه حياة المدنيين وأهمّ المبادئ الأساسية لقوانين الحرب".
وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مباشرة مع 32 من سكان بوتشا وأخرى عبر الهاتف مع خمسة آخرين، منهم ضحايا وشهود، ومسعفين، وعاملين في مشرحة، وأطباء، وممرضة، ومسؤولين محليين. كما وثّقت هيومن رايتس ووتش وحلّلت أدلة مادية في البلدة، وصور فوتوغرافية وفيديوهات أصليّة قدّمها الشهود والضحايا، وصورا من الأقمار الصناعية.