بعد توقف مطول خلال فترة جائحة كورونا، أجرت الولايات المتّحدة والصين منذ الشهر الماضي، محادثات جمعت قادة قطاعات الدّفاع والمال والأمن القومي من البلدين، فضلا عن كبار القادة العسكريّين. تزايد الحراك الدبلوماسي بين القوّتين العالميّتين، قد يكون مؤشراً إلى إجماع البلدين على تجنب تصعيد المواجهة بحسب المحللين.
مباحثات استمرت لخمس ساعات جمعت بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي في جزيرة بالي الإندونيسية؛ وصفها بلينكن بـ "المفيدة والصريحة والبناءة". وبدوره أكد وانغ يي، أن الرئيس شي جينبينغ يؤمن بالتعاون و"الاحترام المتبادل" بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
فماذا طلب الوزير الأميركي من الصين وماذا عن الموقف الصيني الـ"خافت" بشأن أوكرانيا؟
إدانة "العدوان" الروسي
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إنه دعا الصين إلى إدانة "العدوان" الروسي على أوكرانيا، وذلك بعد اجتماعه في جزيرة بالي الإندونيسية السبت، مع نظيره الصيني وانغ يي.
وصرّح بلينكن أنها "اللحظة التي نحتاج فيها جميعا إلى النهوض كما فعلت دول مجموعة العشرين الواحدة تلو الأخرى، لإدانة العدوان والمطالبة، من بين أمور أخرى، بأن تسمح روسيا بالوصول إلى الغذاء العالق في أوكرانيا". وأضاف أنه لا يرى أي "إشارة" إلى تعاون من جانب روسيا.
وأكد عقب محادثات مع وزير الخارجية الصيني استمرت خمس ساعات أنه "رغم تعقيدات علاقاتنا، يمكنني القول بدرجة من الثقة إن وفودنا تجد محادثات اليوم مفيدة وصريحة وبناءة". كما دعا الصين للنأي بنفسها عن روسيا، غداة محادثات لمجموعة العشرين في بالي انتقدت فيها الدول الغربية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباشرة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
علاقة معقّدة لكن "مهمة"
وعبر وزيرا الخارجية الأميركي والصيني عن رغبتهما في العمل معا لمنع خروج التوتر الشديد بين بلديهما عن السيطرة.
ولم يكن أي من الجانبين يتوقع تحقيق اختراقات كبرى في اللقاء بين الوزير الأميركي ونظيره الصيني، لكن القوتين العالميتين خففتا لهجتهما وعززتا التواصل في وقت تركز الدول الغربية على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال بلينكن "في علاقة معقّدة ومهمّة مثل العلاقة بين الولايات المتّحدة والصين، هناك أشياء كثيرة يجب مناقشتها". وجاءت تصريحاته في مستهل المحادثات في فندق في بالي حيث حضر الوزيران اجتماعا لمجموعة العشرين في اليوم السابق. وأضاف "نتطلّع إلى حوار مثمر وبنّاء".
من جهته، قال وانغ يي إن الرئيس شي جينبينغ يؤمن بالتعاون و"الاحترام المتبادل" بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم وبالحاجة إلى "تبادلات طبيعية" بينهما. وقال وانغ أمام أعلام أميركية وصينية في بداية يوم من المحادثات التي ستتضمن غداء عمل "يجب أن نعمل معًا لضمان أن تستمرّ هذه العلاقة في التقدّم على المسار الصحيح".
"حواجز حماية"
وكان كبير الدبلوماسيّين الأميركيّين لشؤون شرق آسيا دانييل كريتنبرينك، قال في وقت سابق إنّ بلينكن سيسعى إلى إيجاد "حواجز حماية" في العلاقة التنافسية مع الصين، وسيبذل "كلّ ما في الامكان، لضمان أن نتجنّب أيّ سوء تقدير قد يؤدّي بدون قصد إلى نزاع". ويجتمع بلينكن ووانغ شخصيًا، للمرّة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأوّل، لتمهيد الطريق لمحادثات افتراضية متوقّعة في الأسابيع المقبلة بين الرئيسَين الأميركي والصيني جو بايدن وشي جينبينغ.
لكنّ التوتّر لا يزال شديدًا، خصوصًا في ما يتعلّق بتايوان، إذ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تصعيد الصين الضغوط على الجزيرة ذات الحكم الذاتي والتي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.
موقف "خافت" بشأن أوكرانيا
ازدادت صلابة وجهات نظر الولايات المتّحدة تجاه الصين في السنوات الأخيرة، وحافظ الرئيس بايدن إلى حدّ كبير على جوهر النهج المتشدّد الذي اعتمده سلفه دونالد ترامب والمتمثّل في النظر إلى بكين باعتبارها المنافس العالميّ البارز للولايات المتحدة.
لكنّ بلينكن أوضح في خطاب ألقاه في الآونة الأخيرة أنّ الولايات المتّحدة لا تسعى إلى "حرب باردة" جديدة، رغم الانتقادات التي تشمل اتّهام بكين بارتكاب "إبادة" بحقّ الأويغور المسلمين. ويُتوقّع أن تُخفّف إدارة بايدن قريبًا بعض الرسوم الجمركيّة التي فرضها ترامب على السلع الصينيّة، في خطوة يمكن أن تخفض التضخّم المرتفع الذي أصبح يمثّل عبئًا سياسيًا كبيرًا في الولايات المتّحدة.
كما أبدى مسؤولون أميركيون تفاؤلا حذرا إزاء موقف الصين من أوكرانيا، إذ دانوا خطابها المؤيد لروسيا لكن من دون أن يروا مؤشرات على أن بكين تدعم أقوالها بأفعال ملموسة. وقال أحد المسؤولين "اللافت هو الموقف المحسوب والخافت نوعا ما" للصين إزاء أوكرانيا خلال المحادثات المغلقة لمجموعة العشرين الجمعة.
تعديلات و"شهر عسل"
تقود الولايات المتحدة مساع لعزل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي غادر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في إندونيسيا، أثناء كلمة لنظيرته الألمانية أنالينا بيربوك انتقدت فيها موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، وفق دبلوماسيين.
وقال مسؤول أميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه إن وانغ لم يبد "أي تأييد كامل أو أي إشارة على اتفاق من هذا النوع بين الصين وروسيا". ويدرك المسؤولون الأميركيون جيدا أن أي "شهر عسل" صغيرا مع الصين قد يكون عابرا.
ويتوقع أن يقوم شي، أقوى زعيم صيني منذ عقود، بإدخال تعديلات على فريقه المكلف السياسات الخارجية، خلال المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي في وقت لاحق هذا العام. غير أن كريغ سينغلتون المتابع للشؤون الصينية في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" المتشددة ومقرها واشنطن، يتوقع أن يقوم شي مجددا بتعيين شخصيات من التكنوقراط يمكنهم العمل مع واشنطن. وقال "السبب بسيط، الاقتصاد الصيني يواجه تحديات كبيرة وصناع السياسة الصينيون متحمسون على ما يبدو للإقرار بأن اللهجة العدوانية للصين جاءت بمفعول عكسي".
مباحثات استمرت لخمس ساعات جمعت بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي في جزيرة بالي الإندونيسية؛ وصفها بلينكن بـ "المفيدة والصريحة والبناءة". وبدوره أكد وانغ يي، أن الرئيس شي جينبينغ يؤمن بالتعاون و"الاحترام المتبادل" بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
فماذا طلب الوزير الأميركي من الصين وماذا عن الموقف الصيني الـ"خافت" بشأن أوكرانيا؟
إدانة "العدوان" الروسي
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إنه دعا الصين إلى إدانة "العدوان" الروسي على أوكرانيا، وذلك بعد اجتماعه في جزيرة بالي الإندونيسية السبت، مع نظيره الصيني وانغ يي.
وصرّح بلينكن أنها "اللحظة التي نحتاج فيها جميعا إلى النهوض كما فعلت دول مجموعة العشرين الواحدة تلو الأخرى، لإدانة العدوان والمطالبة، من بين أمور أخرى، بأن تسمح روسيا بالوصول إلى الغذاء العالق في أوكرانيا". وأضاف أنه لا يرى أي "إشارة" إلى تعاون من جانب روسيا.
وأكد عقب محادثات مع وزير الخارجية الصيني استمرت خمس ساعات أنه "رغم تعقيدات علاقاتنا، يمكنني القول بدرجة من الثقة إن وفودنا تجد محادثات اليوم مفيدة وصريحة وبناءة". كما دعا الصين للنأي بنفسها عن روسيا، غداة محادثات لمجموعة العشرين في بالي انتقدت فيها الدول الغربية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباشرة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
علاقة معقّدة لكن "مهمة"
وعبر وزيرا الخارجية الأميركي والصيني عن رغبتهما في العمل معا لمنع خروج التوتر الشديد بين بلديهما عن السيطرة.
ولم يكن أي من الجانبين يتوقع تحقيق اختراقات كبرى في اللقاء بين الوزير الأميركي ونظيره الصيني، لكن القوتين العالميتين خففتا لهجتهما وعززتا التواصل في وقت تركز الدول الغربية على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال بلينكن "في علاقة معقّدة ومهمّة مثل العلاقة بين الولايات المتّحدة والصين، هناك أشياء كثيرة يجب مناقشتها". وجاءت تصريحاته في مستهل المحادثات في فندق في بالي حيث حضر الوزيران اجتماعا لمجموعة العشرين في اليوم السابق. وأضاف "نتطلّع إلى حوار مثمر وبنّاء".
من جهته، قال وانغ يي إن الرئيس شي جينبينغ يؤمن بالتعاون و"الاحترام المتبادل" بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم وبالحاجة إلى "تبادلات طبيعية" بينهما. وقال وانغ أمام أعلام أميركية وصينية في بداية يوم من المحادثات التي ستتضمن غداء عمل "يجب أن نعمل معًا لضمان أن تستمرّ هذه العلاقة في التقدّم على المسار الصحيح".
"حواجز حماية"
وكان كبير الدبلوماسيّين الأميركيّين لشؤون شرق آسيا دانييل كريتنبرينك، قال في وقت سابق إنّ بلينكن سيسعى إلى إيجاد "حواجز حماية" في العلاقة التنافسية مع الصين، وسيبذل "كلّ ما في الامكان، لضمان أن نتجنّب أيّ سوء تقدير قد يؤدّي بدون قصد إلى نزاع". ويجتمع بلينكن ووانغ شخصيًا، للمرّة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأوّل، لتمهيد الطريق لمحادثات افتراضية متوقّعة في الأسابيع المقبلة بين الرئيسَين الأميركي والصيني جو بايدن وشي جينبينغ.
لكنّ التوتّر لا يزال شديدًا، خصوصًا في ما يتعلّق بتايوان، إذ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تصعيد الصين الضغوط على الجزيرة ذات الحكم الذاتي والتي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.
موقف "خافت" بشأن أوكرانيا
ازدادت صلابة وجهات نظر الولايات المتّحدة تجاه الصين في السنوات الأخيرة، وحافظ الرئيس بايدن إلى حدّ كبير على جوهر النهج المتشدّد الذي اعتمده سلفه دونالد ترامب والمتمثّل في النظر إلى بكين باعتبارها المنافس العالميّ البارز للولايات المتحدة.
لكنّ بلينكن أوضح في خطاب ألقاه في الآونة الأخيرة أنّ الولايات المتّحدة لا تسعى إلى "حرب باردة" جديدة، رغم الانتقادات التي تشمل اتّهام بكين بارتكاب "إبادة" بحقّ الأويغور المسلمين. ويُتوقّع أن تُخفّف إدارة بايدن قريبًا بعض الرسوم الجمركيّة التي فرضها ترامب على السلع الصينيّة، في خطوة يمكن أن تخفض التضخّم المرتفع الذي أصبح يمثّل عبئًا سياسيًا كبيرًا في الولايات المتّحدة.
كما أبدى مسؤولون أميركيون تفاؤلا حذرا إزاء موقف الصين من أوكرانيا، إذ دانوا خطابها المؤيد لروسيا لكن من دون أن يروا مؤشرات على أن بكين تدعم أقوالها بأفعال ملموسة. وقال أحد المسؤولين "اللافت هو الموقف المحسوب والخافت نوعا ما" للصين إزاء أوكرانيا خلال المحادثات المغلقة لمجموعة العشرين الجمعة.
تعديلات و"شهر عسل"
تقود الولايات المتحدة مساع لعزل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي غادر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في إندونيسيا، أثناء كلمة لنظيرته الألمانية أنالينا بيربوك انتقدت فيها موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، وفق دبلوماسيين.
وقال مسؤول أميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه إن وانغ لم يبد "أي تأييد كامل أو أي إشارة على اتفاق من هذا النوع بين الصين وروسيا". ويدرك المسؤولون الأميركيون جيدا أن أي "شهر عسل" صغيرا مع الصين قد يكون عابرا.
ويتوقع أن يقوم شي، أقوى زعيم صيني منذ عقود، بإدخال تعديلات على فريقه المكلف السياسات الخارجية، خلال المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي في وقت لاحق هذا العام. غير أن كريغ سينغلتون المتابع للشؤون الصينية في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" المتشددة ومقرها واشنطن، يتوقع أن يقوم شي مجددا بتعيين شخصيات من التكنوقراط يمكنهم العمل مع واشنطن. وقال "السبب بسيط، الاقتصاد الصيني يواجه تحديات كبيرة وصناع السياسة الصينيون متحمسون على ما يبدو للإقرار بأن اللهجة العدوانية للصين جاءت بمفعول عكسي".