مضى على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مئة يوم، وبات القتال يتركز في منطقة دونباس ولوغانسك بينما يتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بالسعي إلى جعل سيفيرودونتسك "ماريوبول جديدة".
ولا تزال الحوادث في أوكرانيا تتصاعد وتتشابك سياسيا وميدانيا، اذ اتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة المحكمة الجنائية الدولية بعدم النظر في الجرائم التي ارتكبها نظام كييف، معتبرا أن الغرب يسعى لتحويل المحكمة الجنائية الدولية إلى أداة سياسية تخدم مصالحه.
معلومات خاطئة
وفي قراءة سياسية وتحليلية لمسار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أشار الدبلوماسي الروسي السابق ورئيس جمعية الصداقة العربية الروسية فيتشيسلاف ماتوزوف الى أن " الطرف الروسي لا يرى أن العملية العسكرية استغرقت وقتا طويلا لأنه لم يحدد لها موعداً زمنياً وبالتالي كل المعلومات الصادرة عن الغرب فيما يخص أفق العملية الخاصة كانت ولا تزال خاطئة. ويضيف: العملية الخاصة في أوكرانيا ليست مبرمجة بل تسير وفق خطة وزارة الدفاع الروسية للتوصل الى الأهداف النهائية".
في غضون ذلك، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الدول الغربية يجب ان تستعد لحرب استنزاف على "أمد طويل".
وكان ستولتنبرغ صرح في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن أن الحرب في اوكرانيا "يمكن أن تنتهي غدا اذا أوقفت روسيا عدوانها".وأضاف "لكننا لا نرى أي بوادر في هذا الاتجاه في هذه المرحلة".
ورأى بلينكن من جهته أن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا ستستمر لأشهر .
المساعي الدبلوماسية
وفي حديث لـ"جسور"، استبعد الدبلوماسي الروسي السابق أي لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأن المحاولات السابقة باءت بالفشل.
ليس ذلك فحسب، فالقرارات السياسية لا تتخذها أوكرانيا والغرب هو صاحب القرار وتحديدا الولايات المتحدة".
وأضاف "روسيا مستعدة للخيار الدبلوماسي شرط أن يكون له مضمون سياسي ولكن الغرب ، وخصوصا واشنطن ولندن ، يسعى الى إطالة أمد العملية العسكرية بهدف تحقيق مصالحه الشخصية، وذلك يظهر جليا عندما يتم تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية."
وفي جديد تدهور العلاقات الروسية مع الغرب، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو، بما في ذلك فرض حظر، مع استثناءات، على مشتريات النفط. لكنها تراجعت عن إدراج رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل على لائحتها السوداء بضغط من المجر.
ويفترض أن يحصل نص الاتفاق على موافقة مكتوبة من الدول الأعضاء لنشره في الجريدة الرسمية للإتحاد من أجل دخول الإجراءات حيز التنفيذ، حسبما ذكرت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وقال نائب رئيس الوزراء للطاقة الكسندر نوفاك إن "المستهلكين الأوروبيين سيكونون أول من يعاني من هذا القرار".
وأوضح أنه "لن ترتفع أسعار النفط فحسب، بل سترتفع أيضا أسعار المنتجات النفطية"، مؤكدا "لا أستبعد حدوث عجز كبير في المنتجات البترولية في الاتحاد الأوروبي".
وفي الولايات المتحدة، أعلنت إدارة بايدن عقوبات جديدة تستهدف مجموعة من الأثرياء القريبين من السلطة أو أفراد من النخبة في موسكو، بمن فيهم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
دعم النازية
وعن التطورات الميدانية في الساحة الأوكرانية، اعتبر الدبلوماسي الروسي السابق أن "الصراع يحصل على الاراضي الأوكرانية لكنه ليس مع الطرف الأوكراني بل مع الغرب الذي يدعم النازية". وأكد أن " الشعبين الروسي والأوكراني يعتبران شعبا واحدا ولا خلافات بينهما، ولا صحة للمعلومات الغربية التي تفيد بأن الجيش الروسي عرض الأوكرانيين للخطر ودمر المدن والمجمعات السكنية."
ماريوبول جديدة ؟
واتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بالسعي إلى جعل سيفيرودونتسك "ماريوبول جديدة".
فهذا الميناء الاستراتيجي الواقع على بحر آزوف واحتلته القوات الروسية منذ منتصف مايو/ أيار بعد استسلام أكثر من ألفي مقاتل أوكراني كانوا قد تحصنوا في مجمع صناعة الصلب في آزوفستال، دُمر جزء كبير منه في القصف الروسي إلى حد كبير.
وتنتظر أوكرانيا تسلم أنظمة إطلاق صواريخ أقوى وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن، في حين أكدت روسيا أنها أوقفت تدفق "المرتزقة" الأجانب الراغبين في القتال إلى جانب جيش كييف بعدما ألحقت خسائر فادحة به في الأسابيع الأخيرة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن عدد المقاتلين الأجانب انخفض إلى النصف تقريبا من 6600 إلى 3500، موضحة أن عددا كبيرا منهم يفضل مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن.