أحداث متتالية منذ فبراير/شباط 2022، تخلط الأوراق وتخلق قلقًا كبيرًا حول العالم ما يرفع منسوب الخطر عالمياً.
وتزامنًا مع الحرب الروسية على أوكرانيا، وانقسام العالم الى معسكرين جاءت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى تايوان لتحدث تحرّكًا سياسيًّا وامنيًّا خلق في المنطقة حذرًا وترقّبا وأثار تساؤلات كثيرة عما قد يحصل بعدها.
فما هي ارتدادت الزيارة وهل من تدخّل أو دور روسي؟ وهل العالم على اعتاب حرب شاملة؟
إثارة النزاع
يعتبر الأستاذ المساعد في جامعة لوباتشيفسكي ومدير مركز خبراء رياليست الروسي عمرو الديب في حديث لـ"جسور" ان الهدف الأول لزيارة بيلوسي الى تايوان إثارة نزاع كان مجمّدًا لفترة طويلة في سياق رغبة الولايات المتحدة الاميركية في محاصرة الصين عسكريًّا في منطقة المحيط الهادىء.
ويشير الى ان هذه "الزيارة يمكن أن تكون خطوة أولى في إثارة هذا النزاع بشكل اكثر سخونة وفتح جبهة خطيرة جدًّا بين الصين وبين الولايات المتحدة من الممكن أن تكون عاملا مُساعدا في تشتيت الاتحاد الروسي عبر الضغط عليه من كل الجبهات وهذا أمر واضح".
عملية عسكريّة أم حرب كبرى؟
ويشير الديب الى أنه "على خلفية الزيارة يمكن أن نرى عملية عسكرية صينيّة تهدف الى السيطرة على جزيرة تايوان كما حدث بين روسيا وأوكرانيا وسيكون الأمر على عاتق الغرب.
واذا فرض الغرب عقوبات كما حدث مع روسيا، باعتبار الصين دولة نووية وكبرى اقتصاديًّا وعسكريًّا، فسنكون امام كوارث عالمية لأننا نعلم تأثير الصين واقتصادها على الاقتصاد الدولي والعالمي".
روسيا.. الى الحرب الكُبرى؟
وفي قراءة لموقف وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن زيارة بيلوسي إلى تايوان كمحاولة متعمدة من جانب واشنطن لإثارة غضب الصين، يقول الديب إنه واضح جدًّا بالإشارة الى التصاريح الأخيرة من الخارجية الروسية والسياسيين الروس، فروسيا تعلم تماما أن الغرب يريد فتح جبهات كثيرة حول حدود الاتحاد الروسي وإثارة هذا النزاع سيؤدي الى زعزعة الموقف العام في هذه المنطقة".
ويتابع الديب: "ان اختارت الصين الطريق العسكري في تنفيذ سيادتها على جزيرة تايوان فسنكون أمام حلف حتمي بشكل علني وكامل بين روسيا والصين وفي نهاية الأمر.
ويضيف: "زعزعة الاستقرار ووجود نقاط ساخنة كثيرة حول حدود الاتحاد الروسي أمر خطير جدًا وستدخل القيادة الروسية في استنزاف بشري ومالي وعسكري ويبدو ان ما يحدث يمكن ان يدفع روسيا الى الحرب الكبرى بشكل أسرع."