على الرغم من المساعي الدولية والمحاولات الدبلوماسية لتخفيف حدّة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، كشفت الولايات المتحدة عن أن غزوا روسيا لأوكرانيا قد يحدث "في أي وقت".
ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية جديدة مع نظيريه الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون. وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن بوتين وبايدن بصدد إجراء اتصال هاتفي، مساء السبت.
وفيما تقرع طبول الحرب بسبب الأزمة الأوكرانية حيث تزيد التكهنات الأميركية والأوروبية بغزو روسي وشيك على كييف، تتكثف الاتصالات الهاتفية بين جانبي الأطلسي في محاولة لإحياء الحوار.
وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان بعد اجتماع عن بعد لقادة الدول الغربية الرئيسية: "لا نزال نرى مؤشّرات إلى تصعيد روسي، يشمل بذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية".
وأضاف أنّ هذا الغزو يمكن "أن يحصل في أيّ وقت"، حتّى قبل موعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في العشرين من فبراير/ شباط.
وأكد ساليفان أن إمكان حصول "هجوم فعلي جدا جدا"، لكن الاستخبارات الأميركية لا تعرف بعد إن كان الرئيس الروس "اتخذ قرارا نهائيا من عدمه".
وجدد ساليفان التأكيد أن الدول الغربية "جاهزة لكل السيناريوهات" من عقوبات اقتصادية غير مسبوقة في حال حصول حرب، فضلا عن يد دبلوماسية ممددوة للاستمرار بالمفاوضات مع موسكو.
مؤشرات مقلقة
وتجدد واشنطن تأكيدها دعم كييف وهي قد دفعت بعدد إضافي من الجنود الى بولندا على الحدود مع أوكرانيا من أجل "طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي".
وأكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال اتصال هاتفي، دعم واشنطن "الحازم" لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في وقت سابق، في مؤتمر صحافي: "لقد واصلنا، بما في ذلك في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ملاحظة تدفق قدرات إضافية من أجزاء أخرى من روسيا باتجاه الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس"، "لن نعطي أرقاماً محددة لكنها مستمرة في الزيادة"، مشيراً إلى وجود "أكثر من 100 ألف عسكري حالياً".
وشدد كيربي على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يواصل تعزيز قدراته العسكرية، مشيراً إلى أنه ليس لدى الولايات المتحدة نية لتنفيذ عمليات في أوكرانيا غير العضو في حلف شمال الأطلسي.
محادثات عاجزة
وعجزت سلسلة من المحادثات في الأيام الأخيرة من نزع فتيل الأزمة الناجمة عن انتشار أكثر من مئة ألف جندي روسي مع أسلحة ثقيلة في الأشهر لأخيرة عند حدود اوكرانيا.
وأشاد البيت الأبيض بوحدة الموقف "اللافتة" للدول الغربية في مواجهة ما تعتبره أخطر مرحلة في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثين عاما.
ووضع الأميركيون الذين تشاركوا مع حلفائهم تحليلات أجهزة الاستخبارات الأميركية، سيناريو محتملا لهجوم روسي.
الهجوم "سيبدأ على الأرجح بقصف جوي وإطلاق صواريخ قد تؤدي بطبيعة الحال إلى مقتل مدنيين".
وقد يتضمن أيضا "هجوما سريعا" على كييف.
ودعت الولايات المتحدة وكندا واستراليا والمملكة المتحدة الرعايا إلى مغادرة أوركانيا بأسرع وقت.
وفي وقت سابق، كشف الكرملين عن أن المباحثات التي جرت الخميس في برلين بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا لم تفض "إلى أي نتيجة".
وتشمل هذه المباحاثات النزاع في شرق أوكرانيا الذي تتواجه فيه منذ العام 2014 قوات انفصالية تدعمها روسيا والجيش الأوكراني وقد أسفرت عن أكثر من 14 ألف قتيل.
وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا العام 2014، أن تكون لديها نية في مهاجمة أوكرانيا، لكنها تشترط لخفض التصعيد الموافقة على سلسلة طلبات من بينها ضمانة من كييف لعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ما يعتبره الغرب شرطا غير مقبول.
وفي حين أعلن ماكرون انه حصل الاثنين على وعد من بوتين بعدم تصعيد الوضع، كشفت روسيا الجمعة عن مناورات عسكرية جديدة عند الحدود الأوكرانية.