في موعدها الأسبوعي كل أربعاء، استضافت منصة "جسور" على مساحة space التابعة لمنصة تويتر، المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير ايمن مهنا ومدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب والباحث والإعلامي التركي محمد صديق يلدريم والصحفي ورئيس تحرير صحيفة وجهات نظر مصطفى كامل، في حلقة حوارية تحت عنوان " سلمان رشدي .. حرية التعبير مهددة أم مصانة؟!".
وفي مداخلة عبر "جسور" أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير ايمن مهنا أن "ما حصل مع سلمان رشدي بمثابة جريمة موصوفة لا تبرر بأي شكل من الأشكال، اذ أن حقوق الانسان وحياته فوق أي اعتبار آخر".
الإفلات من العقاب
وأضاف مهنا أن "مواجهة الجرائم ضد الصحافيين مسألة بغاية التعقيد لأنها تتواكب مع تواطؤ بين السلطات السياسية ومجرمين عبر ثلاث طرق.
أولا، التواطؤ قد يكمن في حماية المجرم من قبل سلطات خارجية تدعم القاتل في دولة أخرى، وهذا ما حصل في عملية اغتيال سلمان رشدي.
ثانيا، المجرم قد يقتل الصحافي في دولته حيث يكون هو الحاكم، وهذا الطريقة معتمدة في سوريا مثلا.
ثالثا ، المجرم قد يرتكب جريمة بحق صحافي في دولة معينة حيث يكون الحاكم ضعيفا جدا ولا يستطيع مواجهة القاتل، وهذا ما يحصل في لبنان مثلا".
واستطرد موضحا "تكمن الصعوبة في ايقاف هذه العمليات لأن المؤسسات الحقوقية لا تمتلك القوة لتأمين حماية الصحافيين، وكون العالم لا يحمي الصحافي كما يجب ما يزيد تعرضهم لكل اشكال الجرائم و الاعتداءات".
واعتبر أن "لطالما الإفلات من العقاب هو سيد الموقف، فسيستمر المجرم بالقتل أيا تكن جنسيته ودوافعه السياسية".
جريمة ارهابية
أما رئيس تحرير صحيفة وجهات نظر مصطفى كامل فدان جريمة اغتيال سلمان رشدي، مشيرا الى أن "حرية التعبير يجب ان تكون مصانة لكن بعض المواقف المعادية للأديان الساعية للشهرة، قد تؤدي الى فوضى عارمة.
وتابع "هذه الجريمة تعد إرهابية بكل معنى الكلمة، والذي نفذها خضع لعمليات غسل دماغ إرهابي، لكن الاعلام يريد أن يتعامل مع هذه القضية كمسألة جنائية."
حرية التعبير مصانة
من جانبه، أشار مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب الى أن "حرية التعبير مصانة في الولايات المتحدة، والشعب الأميركي يدين غسل الدماغ الارهابي الذي يسود في الشرق الأوسط، وبالتالي بات ضروريا اقفال كل المؤسسات التي تشجع على هذا النوع من التعليم".
وتابع "لا يجب وضع حدود لحرية التعبير، غير ان ذلك لا يمنع احترام الأديان كافة، ففي هذه الجريمة القاتل لم يحترم مبدأ الكتاب الخيالي وحاول قتل سلمان رشدي".
أزمة فكرية
أما الإعلامي التركي محمد صديق يلدريم فاعتبر أن "الأمة الإسلامية تعاني من أزمات فكرية وعقلية، والعالم يدفع ثمن تراكم هذه الازمات على مر السنين".
ورفض يلدريم رفضا قاطعا هذه الجريمة "كون الدولة هي من تحاسب كل من يخالف القوانين الدينية لدى الطائفة الإسلامية، اذ لا يحق لأي فرد استحصال حقه شخصيا كون ذلك سيؤدي الى فوضى عارمة".