في الذكرى الثالثة للحراك العراقي تزامنًا مع تقلّبات كبيرة تشهدها ميادين العديد من الدول، تعود بنا الذاكرة إلى إنطلاق شرارة ما بات يُعرف بانتفاضة 1 تشرين، وتحديدًا إلى ساحة التحرير في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق، حيث شهدت الشوارع العراقيّة هتف حناجر نادت بمطالب موحّدة، احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية والتدخّل الأجنبي.
3 سنوات مرّت على الانتفاضة الشعبيّة، التي تخلّلتها مواجهات عنيفة مع القوات الأمنية. أسفرت الانتفاضة عن مقتل أكثر من 700 شخص بين متظاهر وناشط مدني وإصابة 30 ألف آخرين، فيما بقي العشرات في عتاد المفقودين، الذين تحوّلوا إلى رمز وطني وإنساني في صفحات التاريخ، لتليها استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي واستلام مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء في مايو/أيار 2020.
3 سنوات مرّت إلاّ أن قائمة الضحايا ما تزال مفتوحة، لا بل باتت تدوّن ضحايا جدد كانوا جرحى، آخرهم الموظف الحكومي السابق حسين عودة الساعدي، الذي نزل إلى ساحة التحرير قبل 3 سنوات متحديًا القمع الحكومي، لتصيب رأسه إحدى القنابل الدخانية بعد أيام ويسقط جريحًا مع عجز تام لازمه مدّة ثلاث سنوات، حتى أنهى رحلته في الحياة مطلع شهر سبتمبر/أيول 2022 وذلك قبل أيام من الذكرى الثالثة للانتفاضة.
حراك شعبي شكّل نوعًا من التضامن الاجتماعي العابر للاختلافات الطبقية، لم تشهد مثله العراق منذ عقود، يجددها العراقيون اليوم من أجل عراق ديمقراطي وعصري!