عشية العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وبعنوان "من يحكم العالم؟ روسيا بوجه أوكرانيا والغرب"، استضافت "جسور" الأربعاء، عبر حسابها على "تويتر"، وضمن حلقات النقاش الأسبوعية عبر "تويتر سبايسز"، كلاً من السياسي اللبناني الدكتور توفيق هندي، العميد المتقاعد الدكتور خليل حلو، استاذ العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا أتلانتيك البروفيسور روبيرت رابيل، وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار ابو دياب.
الخبراء الأربعة أجمعوا بتفاوت، على أن الولايات المتحدة لديها هيمنة لكنّها لا تحكم العالم، ولا يمكن لأي دولة أن تقوم بذلك قبل عقد أو ثلاثة عقود من الزمن.
حرب غير شاملة
بداية أشار العميد المتقاعد الدكتور خليل حلو، إلى أن "الأمن الأوروبي يتزعزع والدليل تسجيل أسواق النفط ارتفاعاً ملحوظاً مما يؤكد أن احتمال اشتداد النزاع قائم رغم عدم اليقين بأن الأمور ذاهبة باتجاه حرب شاملة".
واعتبر أن "كل ما يحصل في أوروبا اليوم، يأتي نتيجة للحوادث التي جرت عام 1990 والتي أدت إلى إنهاء الاتحاد السوفييتي وانسحاب الجيش الروسي عملياً من الداخل الأوروبي بنحو 1600 كلم إلى الخلف، واضعاً حلف الناتو على حدود روسيا بشكل مباشر".
كما رأى أن ما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ليس إلا استعادة شيء من القوة الأمنية الروسية في قارة لا حدود جغرافية تفصل بين دولها".
وحول احتمال نشوب حروب سيبرانية، أكد أن "الهجمات السيبرانية بدأت بالفعل بين دول عدة ومنها الولايات المتحدة وإيران".
الدكتاتوريات أسرع
من جهته، اعتبر السياسي اللبناني الدكتور توفيق هندي، أن "لروسيا مشكلة أمنية على حدودها، أضف إلى كونها تسعى لفرض نفسها كلاعب أساسي في المنطقة والعالم، وهي القوة العالمية الثانية بعد أميركا وليست الصين".
ولفت هندي إلى أن "الغرب لم ينجح في احتواء روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، كما أننا لن نتفاجأ بما قد تقدم عليه روسيا إذ إن الديكتاتوريات لديها القدرة على اتخاذ القرار وتصور استراتيجية طويلة الأمد؛ في حين أن الديمقراطيات تعود للناخب والناخب لا يهمه سوى أن تكون لقمة عيشه مؤمنة ولا تطلعات خارجية له".
واعتبر أن "اعتماد أميركا والدول الانغلوساكسونية إلى جانبها على سياسة فرض العقوبات، خاطئة وغير فعالة".
من ناحية ثانية، تطق هندي إلى "انزعاج الأميركيين من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي كون هذا النوع من العلاقات يؤدي إلى علاقات اقتصادية أكبر".
وكان له تعليق أخير حول انعكاس الصراع في أوروبا والقوى العالمية على منطقة الشرق الأوسط.
جولات بوتين
في سياق متصل، أشار أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار ابو دياب، إلى أن "المسألة أبعد من أوكرانيا والهدف منها رسم الأمن الأوروبي والتوازنات العالمية"، مشيراً إلى أن "روسيا لا تزال القوة الاستراتيجية والنووية الثانية في العالم".
ولفت أبو دياب، إلى أن "بوتين بدأ فعلياً بتحضير مسرح الحرب منذ ربيع العام الماضي، لكن القمة مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن أجلت إطلاق الشرارة، ليعود في أوائل ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بعد الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان، وانكشاف الضعف البنيوي في إدارة بايدن، وبدأ بوتين حشد قواته على الحدود مع ألمانيا بهدف إثارة الخوف والهلع؛ لكن إدارة بايدن التي خسرت ما خسرته في أفغانستان لم يكن أمامها سوى الرد المسرحي مستجيبة لما طلبته أوكرانيا فحرّكت قوات شمالي الأطلسي على الجناح الشرقي، وانتهت الأمور عند هذا الحد".
وأضاف: "حوارات ديبلوماسية حصلت في الجولة الثانية وبدت فيها أوروبا ضعيفة وهزيلة ووضع فرنسا وحيدة إزاء قطبية ثلاثية في صدد التكوّن بين روسيا والصين وإيران".
أما الأخطر بحسب أبو دياب، فهو "ما حدث في الجولة الثالثة من اعتراف الرئيس الروسي بالجمهوريتين الانفصاليتين مع إبقاء قواته الميدانية على الأرض وتلويحه بالنووي، ومع معرفته السابقة بأن لغرب لن يموت من أجل أوكرانيا، كما أعلن، لأن أوكرانيا ليست من حلف شمالي الأطلسي".
وأثبت بوتين، وفق أبو دياب، أن "السلطوي هو من يربح"، مشيراً إلى "أننا أمام نهج جديد يؤكد تراجع الديمقراطيات في العالم".
ضعف الإدارة الحالية
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا أتلانتيك البروفيسور روبيرت رابيل، فأعلن أن "الإشارات التي أرسلتها روسيا لأميركا منذ تسعينات القرن الماضي، مع تقدم حلف الناتو باستمرار إلى حدودها، كانت عديدة لكن أميركا لم تتلقفها". معترفاً بـ"الفشل المخابراتي الأميركي كونه لم يتنبه إلى سيكولوجيا الشعب الروس وإلى سيكولوجيا شخصيات مثل بوتين".
فالرئيس الروسي، كما أوضح رابيل، "يعتبر أن لديه رسالة هدفها إعادة التأثير الروسي الذي تم تدميره من قبل الغرب وحلف الناتو".
كذلك أشار رابيل إلى أن "بوتين وضع شرطين، أولاً أن ترفض أوكرانيا شخصياً دخول الناتو والثاني ألا يرسل الغرب أسلحة متطورة إلى أوكرانيا".
ورأى رابيل أنه "على الولايات المتحدة أن تتقارب من دوليتن في هذه المرحلة هما الصين وألمانيا".
حرب غير شاملة
بداية أشار العميد المتقاعد الدكتور خليل حلو، إلى أن "الأمن الأوروبي يتزعزع والدليل تسجيل أسواق النفط ارتفاعاً ملحوظاً مما يؤكد أن احتمال اشتداد النزاع قائم رغم عدم اليقين بأن الأمور ذاهبة باتجاه حرب شاملة".
واعتبر أن "كل ما يحصل في أوروبا اليوم، يأتي نتيجة للحوادث التي جرت عام 1990 والتي أدت إلى إنهاء الاتحاد السوفييتي وانسحاب الجيش الروسي عملياً من الداخل الأوروبي بنحو 1600 كلم إلى الخلف، واضعاً حلف الناتو على حدود روسيا بشكل مباشر".
كما رأى أن ما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ليس إلا استعادة شيء من القوة الأمنية الروسية في قارة لا حدود جغرافية تفصل بين دولها".
وحول احتمال نشوب حروب سيبرانية، أكد أن "الهجمات السيبرانية بدأت بالفعل بين دول عدة ومنها الولايات المتحدة وإيران".
الدكتاتوريات أسرع
من جهته، اعتبر السياسي اللبناني الدكتور توفيق هندي، أن "لروسيا مشكلة أمنية على حدودها، أضف إلى كونها تسعى لفرض نفسها كلاعب أساسي في المنطقة والعالم، وهي القوة العالمية الثانية بعد أميركا وليست الصين".
ولفت هندي إلى أن "الغرب لم ينجح في احتواء روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، كما أننا لن نتفاجأ بما قد تقدم عليه روسيا إذ إن الديكتاتوريات لديها القدرة على اتخاذ القرار وتصور استراتيجية طويلة الأمد؛ في حين أن الديمقراطيات تعود للناخب والناخب لا يهمه سوى أن تكون لقمة عيشه مؤمنة ولا تطلعات خارجية له".
واعتبر أن "اعتماد أميركا والدول الانغلوساكسونية إلى جانبها على سياسة فرض العقوبات، خاطئة وغير فعالة".
من ناحية ثانية، تطق هندي إلى "انزعاج الأميركيين من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي كون هذا النوع من العلاقات يؤدي إلى علاقات اقتصادية أكبر".
وكان له تعليق أخير حول انعكاس الصراع في أوروبا والقوى العالمية على منطقة الشرق الأوسط.
جولات بوتين
في سياق متصل، أشار أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار ابو دياب، إلى أن "المسألة أبعد من أوكرانيا والهدف منها رسم الأمن الأوروبي والتوازنات العالمية"، مشيراً إلى أن "روسيا لا تزال القوة الاستراتيجية والنووية الثانية في العالم".
ولفت أبو دياب، إلى أن "بوتين بدأ فعلياً بتحضير مسرح الحرب منذ ربيع العام الماضي، لكن القمة مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن أجلت إطلاق الشرارة، ليعود في أوائل ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بعد الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان، وانكشاف الضعف البنيوي في إدارة بايدن، وبدأ بوتين حشد قواته على الحدود مع ألمانيا بهدف إثارة الخوف والهلع؛ لكن إدارة بايدن التي خسرت ما خسرته في أفغانستان لم يكن أمامها سوى الرد المسرحي مستجيبة لما طلبته أوكرانيا فحرّكت قوات شمالي الأطلسي على الجناح الشرقي، وانتهت الأمور عند هذا الحد".
وأضاف: "حوارات ديبلوماسية حصلت في الجولة الثانية وبدت فيها أوروبا ضعيفة وهزيلة ووضع فرنسا وحيدة إزاء قطبية ثلاثية في صدد التكوّن بين روسيا والصين وإيران".
أما الأخطر بحسب أبو دياب، فهو "ما حدث في الجولة الثالثة من اعتراف الرئيس الروسي بالجمهوريتين الانفصاليتين مع إبقاء قواته الميدانية على الأرض وتلويحه بالنووي، ومع معرفته السابقة بأن لغرب لن يموت من أجل أوكرانيا، كما أعلن، لأن أوكرانيا ليست من حلف شمالي الأطلسي".
وأثبت بوتين، وفق أبو دياب، أن "السلطوي هو من يربح"، مشيراً إلى "أننا أمام نهج جديد يؤكد تراجع الديمقراطيات في العالم".
ضعف الإدارة الحالية
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا أتلانتيك البروفيسور روبيرت رابيل، فأعلن أن "الإشارات التي أرسلتها روسيا لأميركا منذ تسعينات القرن الماضي، مع تقدم حلف الناتو باستمرار إلى حدودها، كانت عديدة لكن أميركا لم تتلقفها". معترفاً بـ"الفشل المخابراتي الأميركي كونه لم يتنبه إلى سيكولوجيا الشعب الروس وإلى سيكولوجيا شخصيات مثل بوتين".
فالرئيس الروسي، كما أوضح رابيل، "يعتبر أن لديه رسالة هدفها إعادة التأثير الروسي الذي تم تدميره من قبل الغرب وحلف الناتو".
كذلك أشار رابيل إلى أن "بوتين وضع شرطين، أولاً أن ترفض أوكرانيا شخصياً دخول الناتو والثاني ألا يرسل الغرب أسلحة متطورة إلى أوكرانيا".
ورأى رابيل أنه "على الولايات المتحدة أن تتقارب من دوليتن في هذه المرحلة هما الصين وألمانيا".