أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا إرباكاً كبيراً في الحملات الانتخابية للرئاسة الفرنسية وباتت محور الاهتمام والضربة القاسمة للمرشحين، خصوصاً اليمينيين منهم الذين لطالما طغت قضايا المسلمين واللاجئين والعرب في الدول الغربية على حملاتهم الإنتخابية.
الحرب الأوكرانية قلبت موازين القوى وحظوظ المرشحين رأساً على عقب في باريس، وبات واضحاً أن المستفيد الأول هو الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، المتصدر للنتائج في الجولة الأولى والثانية بحسب استطلاعات الرأي.
ولا يقتصر الأمر على تقدم ماكرون في استطلاعات الرأي فحسب، بل من المرجح أيضاً أن يفوز في الانتخابات في جولة الإعادة مهما كان من سيصل إليها معه من المرشحين، سواء مارين لوبان أو إريك زمور من أقصى اليمين، أو فاليري بيكريس من الجمهوريين المحافظين، أو جان لوك ميلينشون من أقصى اليسار.
حظوظ ماركون
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، خطار أبو دياب، أشار في حديث لـ "جسور" إلى أن "الرئيس ماكرون انطلق من قاعدة صلبة وتصدر استطلاعات الرأي إن كان في الدور الأول أو الثاني، لكن الحدث الأوكراني طغى وفرض نفسه على جدول أعمال الحملة الرئاسية الفرنسية". وتابع موضحاً "لوحظ أن وضع ماكرون تحسن مقابل تراجع لمنافسيه خاصة من اليمين ومرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس و ومرشح حزب استعادة فرنسا، إيريك زمور".
وبيّن أبو دياب، أن تأثير الحرب ينحصر في نسبة معينة، لذلك لا انتخابات محسومة قبل إجرائها، وتابع "للوهلة الأولى يمكن القول إن ماكرون استفاد من الحدث الأوكراني نتيجة إدارته للأزمة وترؤسه الاتحاد الأوروبي في هذه اللحظة الحرجة، لكن الناخب الفرنسي في الإجمال يُصوت وفقاً لمعايير محددة كالقدرة الشرائية ومواضيع أخرى تهمه".
وعن اختلاف الشعارات أو المواضيع التي يخوض المرشحون الفرنسيون الانتخابات الرئاسية على أساسها عادةً، أكد أبو دياب أن "العناوين العريضة لا تزال موجودة في الحملات مثل الأمن أو الخوف من التعددية الثقافية ومسألة مقاربة وجود الإسلام والدليل هو أن أول من حمل هذه الشعارات هي السيدة مارين لوبان مرشحة "التجمع الوطني" التي ترجّحها استطلاعات الرأي لتكون الثانية في الدور الأول، لتواجه الرئيس ماكرون، ما يعد بمثابة تكرار لسيناريو 2017".
وأضاف "المواضيع التي اعتدنا عليها في الانتخابات الفرنسية ربما أُخمدت بعض الشيء نتيجة الحرب وتداعياتها على الداخل الأوروبي لكن لا يمكننا القول أنها انطفأت؛ وفي مطلق الأحوال نحن على مسافة 8 أيام من الدور الأول وتأثير الحدث الأوكراني يتضائل يوماً بعد آخر".
نقاط الضعف
تعليقاً على الموضوع الرئاسي والعقبات التي تواجهه ماكرون في الانتخابات المقبلة، قال مدير مركز "راسموسن" للاستشارات السياسية، المحلل الفرنسي أرثر دي ليديكيرك، إنه "بعد إطلاق الحملات الانتخابية يظل شاغل المنصب الوسطي، ماكرون، هو المرشح الأبرز للفوز"، محذراً من عقبتين في طريقه. وأوضح ليديكيرك "ثمة شيئان يجب الانتباه إليهما في الانتخابات الفرنسية، أولا، الجدل الأخير حول استخدام الحكومة المكلف للاستشاريين الخارجيين خلال فترة ولاية ماكرون البالغة 5 سنوات، في ما يُعرف بـ"قضية ماكينزي"، ويستغل جميع خصوم ماكرون الآن ما يصفونه بالفضيحة، في محاولة منهم لإفشال حملته".
أما الأمر الثاني بحسب المحلل الفرنسي، فهو مستوى إقبال الناخبين، "في سباق طغت عليه الحرب في أوكرانيا، حيث يوجد تهديد متمثل في بقاء عدد قياسي من الناخبين في منازلهم، مما قد يكون له تأثير كبير على الانتخابات، تماماً، كما حدث في المفاجأة المذهلة لعام 2002، التي شهدت وصول والد لوبان، جان ماري، إلى الجولة الثانية قبل خسارته أمام جاك شيراك".
وأضاف، "للحرب الأوكرانية بالتأكيد تأثير على الحملة الرئاسية الفرنسية من نواح عدة، حيث ارتفع مستوى التأييد لشاغل المنصب في دوره كزعيم في زمن الحرب، كما أن المرشحين الآخرين الذين أعربوا سابقاً عن إعجابهم بفلاديمير بوتين مثل إريك زيمور، أو تعاونوا معه علناً مثل مارين لوبان، تركوا يتدافعون لإعادة تعديل رسالتهم والنأي بأنفسهم عن الكرملين".
الوضع الأوكراني صعَّب قدرة معارضي ماكرون على إسماع صوتهم أو بناء الزخم المناسب لحملاتهم، إلا أن ذلك لا يمنع أن تشهد المرحلة المقبلة ترويجاً من قبل منافسي الرئيس الفرنسي على أنه مشغول جداً بالقضايا العليا لدرجة أنه لا يستطيع النزول إلى المعترك السياسي الداخلي، الذي تطاوله كثير من الأضرار، وهي الحجة التي يروج لها أمثال المرشحة الجمهورية للرئاسة الفرنسية فاليري بيكريس، التي تحذر من أن تكون إعادة انتخاب ماكرون تجديدا تلقائيا لبقائه في السلطة".
الحرب الأوكرانية قلبت موازين القوى وحظوظ المرشحين رأساً على عقب في باريس، وبات واضحاً أن المستفيد الأول هو الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، المتصدر للنتائج في الجولة الأولى والثانية بحسب استطلاعات الرأي.
ولا يقتصر الأمر على تقدم ماكرون في استطلاعات الرأي فحسب، بل من المرجح أيضاً أن يفوز في الانتخابات في جولة الإعادة مهما كان من سيصل إليها معه من المرشحين، سواء مارين لوبان أو إريك زمور من أقصى اليمين، أو فاليري بيكريس من الجمهوريين المحافظين، أو جان لوك ميلينشون من أقصى اليسار.
حظوظ ماركون
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، خطار أبو دياب، أشار في حديث لـ "جسور" إلى أن "الرئيس ماكرون انطلق من قاعدة صلبة وتصدر استطلاعات الرأي إن كان في الدور الأول أو الثاني، لكن الحدث الأوكراني طغى وفرض نفسه على جدول أعمال الحملة الرئاسية الفرنسية". وتابع موضحاً "لوحظ أن وضع ماكرون تحسن مقابل تراجع لمنافسيه خاصة من اليمين ومرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس و ومرشح حزب استعادة فرنسا، إيريك زمور".
وبيّن أبو دياب، أن تأثير الحرب ينحصر في نسبة معينة، لذلك لا انتخابات محسومة قبل إجرائها، وتابع "للوهلة الأولى يمكن القول إن ماكرون استفاد من الحدث الأوكراني نتيجة إدارته للأزمة وترؤسه الاتحاد الأوروبي في هذه اللحظة الحرجة، لكن الناخب الفرنسي في الإجمال يُصوت وفقاً لمعايير محددة كالقدرة الشرائية ومواضيع أخرى تهمه".
وعن اختلاف الشعارات أو المواضيع التي يخوض المرشحون الفرنسيون الانتخابات الرئاسية على أساسها عادةً، أكد أبو دياب أن "العناوين العريضة لا تزال موجودة في الحملات مثل الأمن أو الخوف من التعددية الثقافية ومسألة مقاربة وجود الإسلام والدليل هو أن أول من حمل هذه الشعارات هي السيدة مارين لوبان مرشحة "التجمع الوطني" التي ترجّحها استطلاعات الرأي لتكون الثانية في الدور الأول، لتواجه الرئيس ماكرون، ما يعد بمثابة تكرار لسيناريو 2017".
وأضاف "المواضيع التي اعتدنا عليها في الانتخابات الفرنسية ربما أُخمدت بعض الشيء نتيجة الحرب وتداعياتها على الداخل الأوروبي لكن لا يمكننا القول أنها انطفأت؛ وفي مطلق الأحوال نحن على مسافة 8 أيام من الدور الأول وتأثير الحدث الأوكراني يتضائل يوماً بعد آخر".
نقاط الضعف
تعليقاً على الموضوع الرئاسي والعقبات التي تواجهه ماكرون في الانتخابات المقبلة، قال مدير مركز "راسموسن" للاستشارات السياسية، المحلل الفرنسي أرثر دي ليديكيرك، إنه "بعد إطلاق الحملات الانتخابية يظل شاغل المنصب الوسطي، ماكرون، هو المرشح الأبرز للفوز"، محذراً من عقبتين في طريقه. وأوضح ليديكيرك "ثمة شيئان يجب الانتباه إليهما في الانتخابات الفرنسية، أولا، الجدل الأخير حول استخدام الحكومة المكلف للاستشاريين الخارجيين خلال فترة ولاية ماكرون البالغة 5 سنوات، في ما يُعرف بـ"قضية ماكينزي"، ويستغل جميع خصوم ماكرون الآن ما يصفونه بالفضيحة، في محاولة منهم لإفشال حملته".
أما الأمر الثاني بحسب المحلل الفرنسي، فهو مستوى إقبال الناخبين، "في سباق طغت عليه الحرب في أوكرانيا، حيث يوجد تهديد متمثل في بقاء عدد قياسي من الناخبين في منازلهم، مما قد يكون له تأثير كبير على الانتخابات، تماماً، كما حدث في المفاجأة المذهلة لعام 2002، التي شهدت وصول والد لوبان، جان ماري، إلى الجولة الثانية قبل خسارته أمام جاك شيراك".
وأضاف، "للحرب الأوكرانية بالتأكيد تأثير على الحملة الرئاسية الفرنسية من نواح عدة، حيث ارتفع مستوى التأييد لشاغل المنصب في دوره كزعيم في زمن الحرب، كما أن المرشحين الآخرين الذين أعربوا سابقاً عن إعجابهم بفلاديمير بوتين مثل إريك زيمور، أو تعاونوا معه علناً مثل مارين لوبان، تركوا يتدافعون لإعادة تعديل رسالتهم والنأي بأنفسهم عن الكرملين".
الوضع الأوكراني صعَّب قدرة معارضي ماكرون على إسماع صوتهم أو بناء الزخم المناسب لحملاتهم، إلا أن ذلك لا يمنع أن تشهد المرحلة المقبلة ترويجاً من قبل منافسي الرئيس الفرنسي على أنه مشغول جداً بالقضايا العليا لدرجة أنه لا يستطيع النزول إلى المعترك السياسي الداخلي، الذي تطاوله كثير من الأضرار، وهي الحجة التي يروج لها أمثال المرشحة الجمهورية للرئاسة الفرنسية فاليري بيكريس، التي تحذر من أن تكون إعادة انتخاب ماكرون تجديدا تلقائيا لبقائه في السلطة".