على نار حامية تواصل روسيا حشد قواتها وإمكانياتها على الحدود الأوكرانية، إستعدادا للحرب الطاحنة، فالحشد العسكري الروسي اتسع ليشمل امدادات الدم إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، وبحسب الولايات المتحدة الأميركية فإن موسكو تمتلك الآن "بوضوح" القدرات اللازمة للتحرك ضد أوكرانيا.
وفي وقت تضيّق موسكو الخناق العسكري على جارتها، من كل الجهات، نافية بشكل رسمي أي نية للغزو، تؤكد تقارير دولية أن "الحرب قادمة لا محالة".
إمدادات الدم
وفي حديث لرويترز، أفاد مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون بأن مؤشرات مهمة، مثل إمدادات الدم، أساسية في تحديد ما إذا كانت موسكو مستعدة لتنفيذ غزو إذا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، في مؤشر آخر جديد على الاستعدادات العسكرية الروسية.
ويضيف الكشف عن إمدادات الدم من جانب المسؤولين الأميركيين، بعد التحذيرات الأميركية المتنامية من أن روسيا يمكن أن تكون تستعد لغزو جديد لأوكرانيا في الوقت الذي تحشد فيه أكثر من مئة ألف جندي بالقرب من حدودها.
في المقابل، أكد حليف مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أن غزو أوكرانيا سيستغرق 48 ساعة كحد أقصى، وفقا لما نشرته صحيفة "ميرور، مضيفا أن الصراع العسكري المفتوح بين روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن يكون حربا، أو على الأقل حربا طويلة الأمد، لأن الاختلاف في الإمكانات العسكرية كبير جدا بحيث لا يمكن أن تكون هناك سوى عملية لإرغام السلام.
ويجري ذلك، في وقت ما زالت تركز فيه الولايات المتحدة على مواجهة التضليل الروسي، بما في ذلك أي شيء يمكن استخدامه ذريعة لشن هجمات على أوكرانيا، كما تؤكد واشنطن التزامها بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بأسلحة إضافية مضادة للدروع.
كلفة بشرية باهظة
من جهته، حذّر رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، من أنّه إذا شنّت روسيا هجوماً عسكرياً واسع النطاق على جارتها أوكرانيا فإن الكلفة البشرية لمثل هذا ستكون مروّعة.
وقال الجنرال ميلي: "يمكنكم أن تتخيّلوا كيف سيكون الأمر في المناطق الحضرية المكتظّة”، مؤكّداً أن هجوما كهذا سيؤدّي إلى “عدد كبير من الضحايا"، مضيفا، أنّ هذا الانتشار الروسي هو الأكبر من حيث الحجم والنطاق منذ حقبة الحرب الباردة.
بدوره طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دول الغرب بعدم إثارة الذعر وسط استمرار حشد قوات روسية على الحدود مع بلاده، وتحذير الولايات المتحدة من أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون "كارثيا".
مستعدون للرد
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن الحلف مستعد لزيادة قواته في شرق أوروبا، مضيفا أن الهجوم الروسي قد يأخذ أشكالا كثيرة من بينها الهجوم الإلكتروني أو محاولة انقلاب أو أعمال تخريب.
وقال ستولتنبرغ: "من جانب الحلف الأطلسي، نحن مستعدّون للانخراط في حوار سياسي، لكنّنا مستعدّون أيضاً للردّ إذا ما اختارت روسيا نزاع مسلّحا ومواجهة، لذلك نحن مستعدّون لكلا الخيارين".
وكشف ستولتنبرغ عن خلافات بين الحلفاء في ما يتعلّق بالدعم الواجب تقديمه لأوكرانيا، التي ليست عضواً في الحلف ولن تستفيد تالياً من أي نشر لوحدات قتالية على أراضيها.
وفي حين أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا إلى أوكرانيا أسلحة ومدرّبين عسكريين، رفضت دول أخرى، مثل ألمانيا، تقديم مثل هذا النوع من الدعم العسكري المباشر.
لودريان إلى أوكرانيا
ولتهدئة التوتر على الحدود الأوكرانية، قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، إنه سيزور مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أوكرانيا يومي 7 و 8 فبراير/شباط المقبل.
وأعلن لودريان عزمه زيارة أوكرانيا في المستقبل القريب، بعد اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عقد في منتصف شهر يناير/كانون الثاني الحالي في فرنسا.