لم يعُد منصب ولاية حاكم فرجينيا مضموناً للديمقراطيين بحسب استطلاعات الرأي، ووصل الفرق بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري إلى نقطة أو نقطتين.
وفي الوقت الذي تمثّل الانتخابات في الولاية والتي تشمل التنافس على منصب حاكم ولاية فرجينيا، تحدّياً كبيراً للحزبين، بين الديمقراطي تيري ماكوليف والجمهوري غلين يونغكين، على حد سواء، ستُحدّد نتيجة هذا السباق طبيعة المناخ السياسي لانتخابات الكونغرس العام المقبل.
الأجندة الطموحة
نتائج هذا السباق يمكن أن تقضي على الأجندة الطموحة للرئيس الأميركي جو بايدن، وهي التي ستحدّد مصير النصف الثاني من فترة حكمه.
وكان هناك ارتباط مباشر في استطلاعات الرأي في نسب تقدم ماكوليف ونسبة شعبية الرئيس بايدن، وتقدم ماكوليف بـ7 أو 8 نقاط، عندما كانت شعبية جو بايدن فوق 50%، ومنذ تدهور شعبية بايدن، ضاقت نسب تقدم ماكوليف.
ودفعت عرقلة تمرير أجندة الرئيس بايدن المتعلقة بالبنية التحية الأميركية وتقدر قيمتها بعدة تريليونات من الدولارات، الى انخفاض شعبية الرئيس. كما أبرز كذلك حجم الاقتتال الداخلي بين تيارات الحزب الديمقراطي لا سيما بين الأعضاء التقدميين والأغلبية التقليدية.
أهمية فرجينيا
لم يخسر الديمقراطيون منصب حاكم ولاية فيرجينا منذ 2009. ويرى محلّلون أن خسارة فرجينيا ستكون علامة سيئة لانتخابات التجديد النصفي العام المقبل في مجلسي الكونغرس.
ويخشى الديمقراطيون من أن يكون لخسارة ماكوليف في ولاية فرجينيا تأثير على الحزب، مما يدفع الديمقراطيين إلى الابتعاد عن الرئيس بايدن وجدول أعماله الطموح بحسب المحللين.
ويشهد الحزب الديمقراطي مرحلة من انعدام الثقة بين مجموعة من التقدميين في مجلس النواب والمعتدلين في مجلس الشيوخ. أما بالنسبة للجمهوريين، تمثل فرجينيا الوعد بالتجديد، وفرصة إعادة بناء حزبهم في ولاية متأرجحة إلى حد ما، ومن دون الحاجة إلى اتخاذ الخيار الصعب المتمثل في احتضان أو رفض ترامب بشكل كامل. ولم يقم يونغكين بالنأي بنفسه تماما عن دونالد ترامب، فقد سار أساسا على حبل ترامب المشدود.
ربط يونغكن بترامب؟
ويركزّ يونغكين في حملته على كسب الناخبين الأكثر اعتدالا. ويحاول المرشح الجمهوري عدم الارتباط في حملته بالرئيس (الأميركي السابق دونالد ترامب) في وقت لا يبتعد فيه عن أنصار الأخير.
ويرى محلّلون أن إستراتيجية ماكوليف تركّز في أحد أبعادها على ربط يونغكين بترامب. في الوقت ذاته أيّد ترامب يونغكين مرارا وتكرارا، وفي تغريدة قال متحدث رسمي باسم ترامب إنه يدعم بشدة حملة يونغكين، لكن المرشح الجمهوري أكد في وقت سابق أنه لا يعتزم دعوة الرئيس ترامب للمشاركة في أي فعالية انتخابية.