تستمر عمليات البحث عن المفقودين جراء الفيضانات غير المسبوقة التي ضربت الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا.
وفيما أودت الكارثة بحياة نحو 400 شخص وتضرّر أكثر من 41 ألفًا، صرح الرئيس الإقليمي لوزارة إدارة الكوارث سيفو هلوموكا في بيان قائلاً: "للأسف، يستمر ارتفاع عدد القتلى وقد وصل إلى 395"، بينما وسع رجال الإنقاذ البحث عن عشرات الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين بعد خمسة أيام من الكارثة.
وكان فريق خاص من الشرطة مدعومًا بطائرات هليكوبترانطلق لإجراء عمليات بحث في وادٍ في ضاحية دوربان حيث فُقد أثر 12 شخصًا، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.
اليوم الخامس من الكارثة
في اليوم الخامس من الكارثة، فقد المسعفون الأمل في العثور على أحياء. وفي هذا الإطار قال ترافيس تروور الذي يقود فرق إنقاذ: "انتهت المرحلة المكثفة من عمليات الإنقاذ إلى حد كبير. يتمثل عملنا حاليًا بشكل أساسي في انتشال الجثث".
وتسببت الامطار التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ 60 عامًا في جرف جسور وطرق وعزل جزء كبير من المنطقة. كذلك تضررت أكثر من 250 مدرسة ودمرت آلاف المنازل. وتخشى السلطات التي تحدثت عن كارثة "غير مسبوقة" تتمثّل بخسائر تقدر بمئات ملايين اليورو.
من جانه، دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الذي وصف الفيضانات بأنها كارثة ذات أبعاد هائلة، إلى تقديم صلوات الجمعة العظيمة من أجل الناجين.
وقال للمصلين في إحدى كنائس بلدة إرميلو في شرق البلاد "دعونا نصلي من أجل أبناء شعبنا في كوازولو-ناتال حتى يحصلوا على الشفاء المطلوب وحتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم".
مشهد مروع
المتخصص في الكمبيوتر الذي انضم إلى فريق المتطوعين لتنظيف شاطئ أوملانغا الشهير قال "إنه "دمار مطلق، مشهد مروّع".
هذا وشُرّد آلاف الأشخاص وافتتحت ملاجئ طوارئ، في وقت ينام البعض منذ أيام على كراس أو على قطع من الورق المقوى موضوعة على الأرض. وفي بعض المناطق، انقطعت المياه والكهرباء منذ الاثنين.
اندلاع تظاهرات
في وقت سابق، اندلعت تظاهرات متفرقة في البلاد لطلب المساعدة، داعية مدينة دوربان الى "التحلي بالصبر" مع تباطؤ عمليات الاغاثة "بسبب حجم الدمار الذي لحق بالطرق".
وناشدت السلطات المحليّة لضرورة التبرع بالغذاء وزجاجات مياه الشرب وأغطية، كذلك تم الإبلاغ عن أعمال نهب.
المنطقة كانت قد تعرضت لدمار هائل في يوليو/تموز خلال موجة غير مسبوقة من أعمال الشغب والنهب.
وأعلنت الأرصاد الجوية هبوب عواصف رعدية محذرة من مخاطر هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق خلال عطلة عيد الفصح.
وتشهد منطقة جنوب إفريقيا بانتظام عواصف مميتة خلال موسم الأعاصير من نوفبر/تشرين الثاني إلى ابريل/ نيسان. لكن دولة جنوب إفريقيا عادة ما تكون بمنأى عن هذه الظروف المناخية القاسية التي تتشكل فوق المحيط الهندي.