أثار أحدث أفلام "ديزني" للرسوم المتحركة، "لايت يير"، الجدل بسبب مشهد قبلة بين فتاتين، ما اعتبره البعض إخلالا بالقيم الأخلاقية تحديداً عند الأطفال، بينما رأى البعض الآخر أن هذا المشهد يعكس واقعا موجودا في مختلف البلدان. وبعد منع دول عربية عديدة عرضه في صالاتها باعتبار أنه يروج للمثلية، طرحت منصة "جسور" عبر مساحات تويتر Twitter Spaces نقاشاً تحت عنوان: "قبلة مثلية في فيلم لديزني. مع أم ضد؟"، شارك فيه الناقد الفني جمال فياض، والإعلامية اللبنانية أماني جحا، والصحافية والناشطة الحقوقية مريم سيف.
الناقد الفني جمال فياض استهلّ الحديث بالإشارة إلى أن "أغلب الأعمال الفنية التي تنشر مقاطع منها على مواقع التواصل الاجتماعي يُركّز فيها على ثغرة ما أو كلمة معينة، يحرّك ضدها الرأي العام بطريقة أو بأخرى، وتبدأ التساؤلات والأخبار حولها تتعدد وتزيد وكأنها كرة ثلج تكبر لتصبح حديث الأمة".
وقال، "أنا لم أشاهد الفيلم كاملاً ولكنني رأيتُ اللقطة التي قد تكون عادية جدّاً وطبيعية، وذلك إن كان هذا المشهد عابراً ولم يبنَ الفيلم عليه ولم يتحدث عن المثلية. أما إن كانت القصة تدور حول علاقة غير سويّة تجمع شخصين من الجنس نفسه، فذلك مرفوض رفضا تاما، لأنه أصبح وكأنه تشجيع على المثلية، وإيحاء وكأنها أمر طبيعي، وعندها سأكون أول شخص يطالب بإيقاف عرض هذا الفيلم وبمعاقبة مخرجه".
وتابع: "كل شخص حر في حياته، لكن لن أسمح أن يأتي إلى هاتفي أو تلفزيون منزلي ما يحاول أن يرسخ لأولادي فكرة أن المثلية هي أمر طبيعي، ولن أقبل بدخول غير شرعي لهذه الأفكار إلى حياتنا وتفكيرنا، فالحرية تقف عند حدود الشخص نفسه والفلتان يؤدي إلى فلتان أكبر".
مثلية موجودة
من جهتها، قالت الإعلامية اللبنانية أماني جحا: كنت دائما أقول أنني لا أتقبل المثلية، حتى قرأت مدونة لأحد الأشخاص المثليين يتحدث كيف أن المجتمع قد أثّر عليه وعلى حياته. وتعليقاً على فكرة فياض حول إدخال هذه المشاهد والأفكار إلى منازلنا، فنحن ندخل يوميّاً إليها مشاهد قتل وضرب، وتُعتبر طبيعية وعادية، فلماذا يخيفنا مشهد مثلية جنسية موجودة؟".
وأضافت، "إذا أثرنا الموضوع وأعطيناه أكثر من حجمه، سيذهب الكثيرون للبحث عنه، لكن الفكرة هي بكيفية التعاطي معه، والشخص المحصن من المفترض ألّا يتأثر".
وسألت: "ما هو الأفضل، منع الأطفال من رؤية هذه المشاهد، أو التعاطي معها بوعي وبمساحة واسعة لكي تصل إليهم المعلومات من خلالنا وليس من خلال غيرنا؟".
بدورها، أشارت الصحافية والناشطة الحقوقية مريم سيف، إلى أن "إخفاء القبلة وإقناع الأطفال أن المثلية ليست موجودة ليس الحل، لأن هؤلاء الأشخاص موجودون في المجتمع، لكن يجب ألّا نخاف من تربية أولادنا ومساعدتهم ليعرفوا كيف يحموا ويتعاملوا مع أجسادهم".
وتابعت: "جميع الإنتاجات الأجنبية تحتوي على مشاهد مماثلة، كيف نواجهها؟ هل نعزل أنفسنا مع أولادنا؟ ولماذا نتجاهل الأمور المؤذية فعلاً في حين نثير المواضيع الشكلية؟".
المثلية ليست مرضا
وفي مداخلة خاصة، قالت الإختصاصية بعلم النفس شارلوت خليل، إن "المثلية الجنسية ليست مرضا ولا تستدعي العلاج، وإن رأينا أشخاصا مثليين ذلك لا يعني أن هويتنا الجنسية ستكون كهويتهم الجنسية".
وأضافت: "تدخلنا كأخصائيين مع المثليين لا يكون لمعالجتهم بل لمساعدتهم على تخطي الضغوطات النفسية العائلية وتلك التي يفرضها المجتمع عليهم والتنمر والرفض الموجع".