هجمات متكررة يتعرض لها معسكر "زليكان" التركي في العراق، مما يطرح تساؤلات عدة بخصوص مستقبل هذه القوات في الداخل العراقي، وما إذا كانت تركيا تحاول من خلال ذلك أن تفرض وجودها الإقليمي كلاعب أساسي في المنطقة.
أثارت الهجمات الصاروخية المتكررة ضد معسكر "زليكان" التركي المعروف أيضا باسم "معسكر بعشيقة"، والذي يضم عشرات الجنود الأتراك، شمال شرقي مدينة الموصل بمحافظة نينوى العراقية، موجة غضب عارمة في الداخل العراقي، وجديدها سقوط ثلاثة صواريخ على العسكر، بحسب ما أكد مصدر أمني عراقي.
وفي هذا الإطار، يرجّح متابعون لـ"جسور" أنّ تتصاعد هذه الهجمات ضد القوات التركية في البلاد، كون حزب العمال الكردستاني فاعل، وكذلك بعض الأحزاب والقوى معارضة للوجود التركي في البلاد من دون وجود اتفاق بين الطرفين، لكن هناك فائدة لهما في أن تستمر هذه الهجمات والاعتراضات على الوجود التركي".
ولعل أبرز ما أكده الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أنّ كل هذه الظروف تصب في صالح أن الوجود العسكري التركي في العراق ليس تكتيكيا، وإنما هو ذو بعد استراتيجي، متسائلا عبر "جسور"، عن مستقبل هذه القوات في الداخل العراقي، وما إذا كان القصف سيعزز من وجودها أم يدفعها للانسحاب.
تواجد استراتيجي
وأضاف البيدر، أن هذا المعسكر أسّس بموجب اتفاق أبرم بين تركيا والحكومة العراقية عام 2016، وبموجبه أنشأت تركيا في إطار مشاركتها في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، قاعدة عسكرية في ناحية زيلكان، بداعي توفير الدعم للقوات العراقية في مجال التدريب العسكري.
ولفت إلى أنّ الجانب التركي يرى ضرورة خلق حال من التوازن في القوى كون هناك وجود لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي تحاول تركيا أن تتواجد داخل المشهد العراقي بشكل علني ومسلّح، وهذا الأمر تم برضى الحكومة العراقية، لذلك من الطبيعي، يقول البيدر، أن يتعرض هذا المعسكر لهجمات شبه منظّمة تقودها جماعات مسلحة بما في ذلك حزب العمال الكردستاني الذي يعدّ المتهم الأول في هذا الإطار من أجل تقويض النفوذ التركي الحكومي داخل العراق.
وبيّن البيدر، أنّ "الخاسر الأول من هذا الصراع هي السيادة العراقية، وتحديدا المواطن الذي يستغرب وجود أجنبي غير مبرّر على أراضيه، وبالتالي لا يستطيع التحرك بحرية تامة إذ يشكّل هذا الوجود مصدر قلق لديه"، مشيرا إلى أنّ "الوجود التركي في شمال العراق وجود استراتيجي، وتركيا تعلم أنها تتعرض لانتقادات واحتجاجات حتى على المستوى الدبلوماسي".
وعزا احتمال عدم الانسحاب التركي إلى سخونة المنطقة، إضافة إلى أن حزب العمال الكردستاني (بي كاكا) فاعل ويعمل بشكل نشط جدا ضد القوات التركية، كما أن "هناك فصائل مسلحة في الداخل العراقي معارضة وتعمل على إخراج القوات التركية بالسلاح، فالوضع الإقليمي والدولي مهم بالنسبة لتركيا، فكما أن لها وجودا في سوريا لها كذلك وجود في العراق"، على حد قوله.
"ساحة تنافس"
وفي السياق نفسه، رأى البيدر، أن التواجد العسكري التركي في العراق مهم لأنقرة في إطار حربها على حزب العمال الكردستاني، مضيفا أنّ مثل هذه الهجمات تدفع تركيا إلى تحصين هذا التواجد.
وأشار إلى أنّ إخلاء هذه القواعد في العراق ليس مطروحا ضمن الحسابات التركية في المستقبل المنظور.
وشرح البيدر قائلا: "إن شمال العراق يشكل ساحة تنافس رئيسية بين تركيا وإيران في الإقليم، وهذا التنافس يبرز بين الحين والآخر بشكل مُعلن من خلال التوترات بين سفراء البلدين في بغداد".
ولفت إلى أن الإيرانيين يسعون لتعزيز حضورهم في شمال العراق، وفي سنجار على وجه التحديد بالنّظر إلى أهميتها في إطار مشروعهم لإنشاء ممر بري نحو المتوسط.
مصدر قلق!
وفي وقت سابق، أكد مدير ناحية زليكان التابعة لقضاء شيخان وأقرب مسؤول محلي في محافظة نينوى إلى المعسكر التركي، حمد أمين غريب، أنّ استهداف قاعدة عسكرية تركية في سهل نينوى داخل الأراضي العراقية بين فترة وأخرى، دفع سكان المنطقة للإلحاح على ضرورة إخلاء ذلك المعسكر الذي تعرض حتى الآن مرات عدة للقصف بالصواريخ.
وأكد أن وجود هذه القاعدة أثر سلباً على الادارة المحلية في المنطقة وسكان القرى مستاؤون، ويخشى الناس من أن تعرض حياتهم للخطر أو الاضطرار للنزوح بسبب تلك الهجمات.
وتأتي هذه المخاوف بعد أن اضطر سكان المنطقة للنزوح خلال فترة حرب "داعش" من منتصف 2014 حتى أواخر 2017، لكنهم عادوا الى ديارهم بعد انتهاء الحرب.
وسبق أن تعرض المعسكر لقصف بالصواريخ، مطلع الشهر الحالي، حيث أطلقت وقتها باتجاه المعسكر أكثر من 10 صواريخ من الجانب الأيمن للموصل.
وتعرضت قاعدة "زيلكان" الى قصف صاروخي في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث سقطت 4 صواريخ في محيط القاعدة، من دون وقوع إصابات تذكر.
وتوجد ثلاث قرى قريبة من المعسكر التركي وهي كودات وجيبرا التي يسكنهما خليط من الكررد والعرب، إضافةً الى قرية شرف التي يقطنها العرب، الذين عادوا الى ديارهم بعد انتهاء حرب داعش.
أثارت الهجمات الصاروخية المتكررة ضد معسكر "زليكان" التركي المعروف أيضا باسم "معسكر بعشيقة"، والذي يضم عشرات الجنود الأتراك، شمال شرقي مدينة الموصل بمحافظة نينوى العراقية، موجة غضب عارمة في الداخل العراقي، وجديدها سقوط ثلاثة صواريخ على العسكر، بحسب ما أكد مصدر أمني عراقي.
وفي هذا الإطار، يرجّح متابعون لـ"جسور" أنّ تتصاعد هذه الهجمات ضد القوات التركية في البلاد، كون حزب العمال الكردستاني فاعل، وكذلك بعض الأحزاب والقوى معارضة للوجود التركي في البلاد من دون وجود اتفاق بين الطرفين، لكن هناك فائدة لهما في أن تستمر هذه الهجمات والاعتراضات على الوجود التركي".
ولعل أبرز ما أكده الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أنّ كل هذه الظروف تصب في صالح أن الوجود العسكري التركي في العراق ليس تكتيكيا، وإنما هو ذو بعد استراتيجي، متسائلا عبر "جسور"، عن مستقبل هذه القوات في الداخل العراقي، وما إذا كان القصف سيعزز من وجودها أم يدفعها للانسحاب.
تواجد استراتيجي
وأضاف البيدر، أن هذا المعسكر أسّس بموجب اتفاق أبرم بين تركيا والحكومة العراقية عام 2016، وبموجبه أنشأت تركيا في إطار مشاركتها في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، قاعدة عسكرية في ناحية زيلكان، بداعي توفير الدعم للقوات العراقية في مجال التدريب العسكري.
ولفت إلى أنّ الجانب التركي يرى ضرورة خلق حال من التوازن في القوى كون هناك وجود لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي تحاول تركيا أن تتواجد داخل المشهد العراقي بشكل علني ومسلّح، وهذا الأمر تم برضى الحكومة العراقية، لذلك من الطبيعي، يقول البيدر، أن يتعرض هذا المعسكر لهجمات شبه منظّمة تقودها جماعات مسلحة بما في ذلك حزب العمال الكردستاني الذي يعدّ المتهم الأول في هذا الإطار من أجل تقويض النفوذ التركي الحكومي داخل العراق.
وبيّن البيدر، أنّ "الخاسر الأول من هذا الصراع هي السيادة العراقية، وتحديدا المواطن الذي يستغرب وجود أجنبي غير مبرّر على أراضيه، وبالتالي لا يستطيع التحرك بحرية تامة إذ يشكّل هذا الوجود مصدر قلق لديه"، مشيرا إلى أنّ "الوجود التركي في شمال العراق وجود استراتيجي، وتركيا تعلم أنها تتعرض لانتقادات واحتجاجات حتى على المستوى الدبلوماسي".
وعزا احتمال عدم الانسحاب التركي إلى سخونة المنطقة، إضافة إلى أن حزب العمال الكردستاني (بي كاكا) فاعل ويعمل بشكل نشط جدا ضد القوات التركية، كما أن "هناك فصائل مسلحة في الداخل العراقي معارضة وتعمل على إخراج القوات التركية بالسلاح، فالوضع الإقليمي والدولي مهم بالنسبة لتركيا، فكما أن لها وجودا في سوريا لها كذلك وجود في العراق"، على حد قوله.
"ساحة تنافس"
وفي السياق نفسه، رأى البيدر، أن التواجد العسكري التركي في العراق مهم لأنقرة في إطار حربها على حزب العمال الكردستاني، مضيفا أنّ مثل هذه الهجمات تدفع تركيا إلى تحصين هذا التواجد.
وأشار إلى أنّ إخلاء هذه القواعد في العراق ليس مطروحا ضمن الحسابات التركية في المستقبل المنظور.
وشرح البيدر قائلا: "إن شمال العراق يشكل ساحة تنافس رئيسية بين تركيا وإيران في الإقليم، وهذا التنافس يبرز بين الحين والآخر بشكل مُعلن من خلال التوترات بين سفراء البلدين في بغداد".
ولفت إلى أن الإيرانيين يسعون لتعزيز حضورهم في شمال العراق، وفي سنجار على وجه التحديد بالنّظر إلى أهميتها في إطار مشروعهم لإنشاء ممر بري نحو المتوسط.
مصدر قلق!
وفي وقت سابق، أكد مدير ناحية زليكان التابعة لقضاء شيخان وأقرب مسؤول محلي في محافظة نينوى إلى المعسكر التركي، حمد أمين غريب، أنّ استهداف قاعدة عسكرية تركية في سهل نينوى داخل الأراضي العراقية بين فترة وأخرى، دفع سكان المنطقة للإلحاح على ضرورة إخلاء ذلك المعسكر الذي تعرض حتى الآن مرات عدة للقصف بالصواريخ.
وأكد أن وجود هذه القاعدة أثر سلباً على الادارة المحلية في المنطقة وسكان القرى مستاؤون، ويخشى الناس من أن تعرض حياتهم للخطر أو الاضطرار للنزوح بسبب تلك الهجمات.
وتأتي هذه المخاوف بعد أن اضطر سكان المنطقة للنزوح خلال فترة حرب "داعش" من منتصف 2014 حتى أواخر 2017، لكنهم عادوا الى ديارهم بعد انتهاء الحرب.
وسبق أن تعرض المعسكر لقصف بالصواريخ، مطلع الشهر الحالي، حيث أطلقت وقتها باتجاه المعسكر أكثر من 10 صواريخ من الجانب الأيمن للموصل.
وتعرضت قاعدة "زيلكان" الى قصف صاروخي في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث سقطت 4 صواريخ في محيط القاعدة، من دون وقوع إصابات تذكر.
وتوجد ثلاث قرى قريبة من المعسكر التركي وهي كودات وجيبرا التي يسكنهما خليط من الكررد والعرب، إضافةً الى قرية شرف التي يقطنها العرب، الذين عادوا الى ديارهم بعد انتهاء حرب داعش.