انطلقت فعاليات اليوم الأول من قمة مجموعة العشرين، في مركز "لانوفولا"، للمؤتمرات في روما، حيث رحّب رئيس الوزراء البريطاني، ماريو دراغي، بالرؤساء المشاركين، ويعد هذا الاجتماع الحضوري الأول لقادة الدول لقمة الـ20 منذ انتشار فيروس كورونا.
وتناقش القمة، مكافحة وباء كوفيد-19 وقضايا المناخ، وانعاش الاقتصادي العالمي، خاصة الديون والضرائب، والنزاعات الإقليمية مثل أفغانستان وليبيا والسودان وغيرها.
العاهل السعودي يتعهد بدعم استقرار أسواق الطاقة
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن المملكة ستواصل دعم استقرار وتوازن أسواق النفط، كما أنها تدعم جهود إمداد العالم بالطاقة النظيفة.
وأكد الملك سلمان أن المملكة العربية السعودية كانت من أول الدول التي اتخذت إجراءات غير مسبوقة بشأن مواجهة جائحة كورونا، وذلك على المستوى الاجتماعي، والصحي، والاقتصادي، موضحًا أن هناك العديد من الدول ذات الدخل المنخفض لا زالت تعاني من نقص اللقاح لديها، مُشددًا على أهمية دور الدول في قمة العشرين من أجل مواجهة هذا التحدي، وذلك في إطار تعزيز التعاون الدولي ومساعدتها في الحصول على اللقاح.
وأشار إلى أن المملكة سارعت الى اتخاذ إجراءات أسهمت في تخفيف آثار الجائحة على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي، وساعدت على سرعة التعافي من تداعيات الجائحة.
توافد قادة الدول المشاركة
وكان بدأ قادة الدول المشاركة في القمة بالتوافد إلى مركز المؤتمرات بالعاصمة الإيطالية روما، وأظهرت لقطات حية وصول عدد من القادة الذين كان في استقبالهم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيجري محادثات مع دراغي، كما سيلتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ودعا دراغي، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إلى "التزام مجموعة العشرين ضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية" وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ، معتبرا أن القمة تمثل عودة التعددية بعد سنوات مظلمة من الانعزالية والعزلة المرتبطة بالأزمة الصحية.
كما سيحضر القمة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي قرر الامتناع عن حضور القمة المناخية في غلاسكو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ويغيب الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن المشاركة في القمة حضوريا وسيشاركان افتراضيا عبر تقنية الـ"فيديو".
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الطائرة التي تقله إلى العاصمة الإيطالية: "لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال اجتماع كوب 26. جلّ ما يمكننا أن نأمل به، إبطاء ارتفاع الحرارة".
وحثّ جونسون زعماء وقادة دول العالم على ضرورة تصعيد تصديهم لتغير المناخ، وذلك قبل انطلاق قمة مجموعة العشرين.
من جانب آخر، ستكون هذه قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل برفقة خليفها المحتمل الاشتراكي-الديمقراطي، أولاف شولتس، وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها.
الأولويات
ومن أبرز الأولويات التي ركزت عليها الدورة هذا العام، التعافي من التحديات الصعبة التي يواجهها العالم اليوم، والتي تعمل مجموعة العشرين بشكل مكثف على معالجتها.
وكان للوباء آثار عميقة على صحة البشر في جميع أنحاء العالم؛ ما أثر على سبل عيش الناس، واقتصاداتهم والتجارة الدولية، بحسب ما تظهره التقارير الدولية.
وتضاف تحديات جائحة كورونا إلى أولويات أخرى لدى المجموعة، وأبرزها تغير المناخ وعدم المساواة، والتي تعيق قدرة العالم على الازدهار الكامل والتعبير عن إمكاناته.
عن G20
ومجموعة العشرين هي المنتدى الدولي الذي يجمع الاقتصادات الكبرى في العالم، ويمتد نطاق المشاركة ليشمل البلدان المضيفة والمنظمات الدولية. وتتناوب قيادتها على أساس سنوي بين أعضائها.
وتولت إيطاليا رئاسة 2021 في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2020.
ويجتمع المنتدى كل عام منذ عام 1999 ويتضمن، منذ عام 2010 قمة سنوية بمشاركة رؤساء الدول والحكومات المعنيين.
بالإضافة إلى قمة القادة، تُعقد اجتماعات وزارية ومجموعات العمل ومجموعات المشاركة والمناسبات الخاصة طوال عام الرئاسة.
وخلال الرئاسة الإيطالية لعام 2021، تناولت مجموعات العمل القضايا الرئيسية التالية: الزراعة، مكافحة الفساد، الثقافة، التنمية، الاقتصاد الرقمي، التعليم، التوظيف، انتقال الطاقة واستدامة المناخ، البيئة، الصحة، البحث والتعليم العالي، السياحة، التجارة والاستثمار.
تظاهرات في روما
ومن المقرر تنظيم تظاهرات في روما دعت إليها نقابات واليسار المتطرف ومنظمات بيئية مع توقع مشاركة آلاف الأشخاص، وقد حُشد أكثر من خمسة آلاف شرطي ودركي وجندي، وستحلّق مروحيات وطائرات مسيَّرة باستمرار في أجواء العاصمة الإيطالية، فيما تم "تحصين" الحيّ الذي تعقد فيه القمة.
لقاءات زعماء العالم
ويجتمع الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانول ماكرون، فضلاً عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للاتفاق على معاودة المفاوضات مع إيران.
ويلتقي إيمانويل ماكرون الذي كرّس المصالحة مع جو بايدن بعد أزمة الغواصات، الأحد بوريس جونسون على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين بشأن صيد الأسماك، إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
ويأمل الرئيس الارجنتيني ألبرتو فرنانديز، من جهته، البحث في مسألة دين بلاده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا.
وتتوجه كندا وهولندا إلى قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف "كوب 26" باستراتيجية مشتركة تستهدف الضغط على الدول من أجل تكثيف جهودها في مواجهة تغير المناخ، حسب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في لاهاي الجمعة.
وتعقد القمة 16 لمجموعة العشرين في ظل آمال عالمية بنهاية جائحة كورونا وسط مجموعة مؤشرات أبرزها نجاح دول كثيرة في تجاوز نسبة 70% من تلقيح السكان وعودة النشاط الاقتصادي والرغبة في عدم الإغلاق.
وتأتي بعد يوم من افتتاح قمة المناخ بمدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة وتستمر حتى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في ظل أجواء دولية مشحونة بالقلق من مخاطر التغير المناخي.
وقبل أسبوعين، استضافت إيطاليا قمة خاصة للمجموعة لمناقشة الأوضاع بأفغانستان مع زيادة المخاوف بشأن كارثة إنسانية بعد عودة طالبان إلى سدة الحكم.
وانتهت قمة العشرين 2020 التي استضافتها الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بالتشديد على ضرورة التعاون المشترك لمواجهة فيروس "كورونا" إلى جانب الدعوة لاستمرار الدعم الاقتصادي العالمي، وإعادة فتح الاقتصاد وحدود الدول وتسهيل حركة التجارة والتوريد العالمية.